October 25, 2025
تحذيرات أميركية من تصعيد أمني ومبعوث أمني مصري وبرّاك إلى لبنان لمناقشة خطورة الوضع
افادت مصادر أميركية بأنّ الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية تقف اليوم أمام احتمال تصعيدٍ محدود خلال الأيام المقبلة فيما تُكثّف واشنطن اتصالاتها السياسية والأمنية لمنع أي انزلاقٍ واسع نحو مواجهة لا يريدها أحد في هذه المرحلة.
في تطور جديد على الساحة اللبنانية، أفادت مصادر مطلعة بأن موفدًا مصريًا أمنيًا رفيع المستوى سيصل إلى بيروت مطلع الأسبوع المقبل، حيث سيحمل رسالة هامة إلى الرؤساء الثلاثة اللبنانيين، مفادها أن الوضع في لبنان أصبح في غاية الخطورة. الرسالة، التي تأتي في وقت حرج في ظل الأوضاع الأمنية المتوترة، تشير إلى التهديدات المتزايدة التي تواجه المنطقة، وتدعو إلى اتخاذ خطوات حاسمة للحد من التصعيد.
ووفقًا للمصادر، فإن برّاك، سيصل إلى لبنان مطلع الشهر المقبل، ليحمل الرسالة نفسها، ما يشير إلى توافق في الرؤية المصرية بشأن خطورة الوضع الراهن. المبعوثان المصريان يعتزمان تحفيز قادة لبنان على التحرك في الوقت المناسب لتجنب المزيد من التصعيد الذي قد يؤثر بشكل كبير على استقرار المنطقة.
ورغم هذه التحذيرات، فإن المصادر المقربة من حزب الله نفت لـ"الجديد" ما تم تداوله عن أن الحرب كانت "واقعة" وأن تدخلًا من الرئاسة اللبنانية هو الذي منع اندلاعها. وأكدت المصادر أن المعطيات الحالية لا تشير إلى وجود حرب وشيكة في المرحلة الراهنة. ومع ذلك، يبقى التصعيد العسكري مستمرًا في جنوب لبنان والبقاع، ولكن من دون أن يصل إلى مستوى حرب تشرين الماضية، التي كانت قد شهدت حربًا شاملة بين إسرائيل وحزب الله في صيف 2006.
في الوقت الذي تتواصل فيه الاشتباكات العسكرية في بعض المناطق الحدودية مع إسرائيل، فإن إعادة الإعمار في لبنان تظل على المحك. فإسرائيل تستهدف في هذه الفترة كل أشكال الحياة والعمل في المناطق الحدودية، ما يعرض جهود إعادة الإعمار للتهديد والتعطيل المستمر. على الرغم من عدم وصول الأمور إلى حد اندلاع حرب شاملة، إلا أن الوضع الاقتصادي في لبنان، الذي يعاني من أزمة مالية خانقة، يزداد تعقيدًا في ظل هذه التوترات العسكرية المستمرة.
وتتوجه الأنظار إلى الشهرين المقبلين، حيث من المتوقع أن تشهد الأوضاع مزيدًا من التطورات، سواء على الصعيد الأمني أو السياسي. في ظل التأثيرات العميقة للأزمات الاقتصادية، يبدو أن لبنان يقف على مفترق طرق بين الحفاظ على الاستقرار النسبي أو الانزلاق إلى المزيد من التصعيد العسكري الذي قد يؤثر على جميع جوانب الحياة في البلاد.
يبقى السؤال الأهم في هذه المرحلة: هل يمكن أن تتصاعد الأمور بشكل أكبر في الأشهر المقبلة، أم أن المساعي السياسية، التي تدعمها الدول الإقليمية مثل مصر، ستساهم في تهدئة الأوضاع؟