
غزارة المبعوثين الأميركيين: ميزان واشنطن يقيس التنفيذ اللبنانيّ
August 23, 2025
المصدر:
النهار - مجد بو مجاهد
وضع مولن تحت مجهر زيارته مهمة التأكد من ضبط الوضع في بيروت بما يتناسب والأجندة الأميركية، مع أولوية الحض على تنفيذ حصر السلاح
لا يزال لبنان على موعد مع جولات ديبلوماسيين أميركيين في فترة من المتابعة الحثيثة للنموذج التنفيذي الذي ستتّخذه الدولة اللبنانية بعد بتّ قرار حصر السلاح، سيكثر فيها الاعتناء بمعرفة ترتيبات السلطات اللبنانية للملمة ما تبقى من ترسانة "حزب الله" الحربية وأسلحة مبعثرة لدى ميليشيات غير لبنانية.شا
ولقد كانت زيارة رقابيّة للبعثة الأميركيّة التي ضمّت توم براك ومورغان أورتاغوس، ثم وطئ عضو لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ السيناتور الأميركيّ ماكوين مولن الأراضي اللبنانية مستطلعاً الأوضاع والسكة التنفيذيّة للورقة الأميركية، ومستمعاً إلى الأهداف اللبنانية الأكثر إلحاحاً التي تحدث عنها رئيس الجمهورية جوزف عون، بما فيها مساعدة الجيش اللبناني حتى يكون في مقدوره القيام بمهماته، ومطلب لبنان الانسحاب الإسرائيلي من النقاط الخمس. ويضع عارفون بأسباب الرحلات الحيوية لمبعوثين أميركيين إلى بيروت، وسط تواصل نشط مع مسؤولين ومستشارين أميركيين، محطة براك ثم زيارة مولن في مرتبة التحقق من مطابقة المساعي اللبنانية والتقارير التي تصل إلى الإدارة الأميركية، مع الوضع الميداني في لبنان.
والحال هذه، وضع مولن تحت مجهر زيارته مهمة التأكد من ضبط الوضع في بيروت بما يتناسب والأجندة الأميركية، مع أولوية الحض على تنفيذ حصر السلاح. ولقد تبلورت زيارة مولن في فترة ظهرت فيها تساؤلات من بعض أعضاء الكونغرس الأميركي عما إذا كانت الوعود التي قطعتها السلطات اللبنانية في الآونة الأخيرة متماسكة في بدء فحواها التنفيذيّ.
وإذ تطلع لجنة الاستخبارات في الكونغرس الأميركي على تقارير تقدّم عن تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأدنى بما فيها لبنان من مجلس الأمن القومي الأميركي ووزارة الخارجية الأميركية، يزور مبعوثون أميركيون لبنان في مهمة من "ميزان واشنطن" لقياس التنفيذ اللبناني للقرارات المتخذة.
وتحرص الإدارة الأميركية على أن يحرز التقدّم اللبنانيّ على محاور متنوعة بما فيها حصر السلاح والإصلاحات المالية بدءاً من ضبط غسل الأموال.
غزارة الرحلات الأميركية المستقرّة على الناصية اللبنانية، شملت أيضاً عضو الكونغرس الأميركي دارين لحود الذي بدأ زيارة لبيروت الخميس التقى خلالها ناشطين متابعين للتنسيق اللبناني الأميركي مع تلبيته دعوة رئيس لجنة العمل السياسي في "المعهد الأميركيّ اللبنانيّ للسياسات" بول الهندي. وتهدف زيارة لحود إلى البحث مع السلطات اللبنانية في ملفات رئيسية بحسب معطيات توافرت لـ"النهار"، في مقدّمها تطبيق اتفاق وقف النار، وتنفيذ القرارات الدولية ونزع سلاح كلّ الميليشيات، وسبل مساعدة لبنان.
توم براك ومورغان أورتاغوس
ويمكن المقارنة بين مباحثات لحود وزيارة مولن ولقاءات براك لأنّها جميعها تتخذ أولوية حضّ الدولة اللبنانية على تنفيذ ما تقرّر من حصر للسلاح وأهمية عدم التردّد، مع تأكيد توطيد منطق المساندة من المجتمع الدوليّ برعاية الولايات المتحدة الأميركية في مواجهة أيّ انتهاك يزعزع قرار الحكومة حصر السلاح. وهناك نصيحة أميركية للدولة اللبنانية بتنفيذ الأهداف بطريقة أكثر عمقاً وجرأة في هذه الفترة، وعدم التراجع عن القرارات.
Posted byKarim Haddad✍️