
شبّان عراقيون في صفوف الجيش الروسي.. تقارير استخبارية تكشف تجنيدهم والخارجية تجهل مصيرهم
September 5, 2025
المصدر:
النهار - بغداد ـ مؤمل الشمري
أشار التقرير، بحسب المصادر، إلى أن تلك الشركات حددت شروطاً لاستقبال "المجندين"، من بينها العمر (20 ـ 30 عاماً)، وإتقان اللغة الإنكليزية، مبيناً أن هؤلاء يجري زجهم في دورات تدريبية لمدة شهر واحد "بشكل تطوعي من دون راتب"، وبعدها ينخرط المؤهلون في فصائل المرتزقة ضمن الجيش الروسي، مقابل 1000 إلى 1200 دولار شهرياً.
بغداد ـ مؤمل الشمري
تكشف تقارير استخبارية عراقية عن تنامي ظاهرة انخراط عشرات الشبان العراقيين في صفوف الجيش الروسي، عبر شبكات تجنيد تنشط في محافظة البصرة جنوبي البلاد، مستفيدة من مكاتب وشركات محلية تتستر بأنشطة تجارية أو سياحية، لكنها مرتبطة بفصائل وميليشيات عراقية.
ووفقاً لمصادر أمنية ودبلوماسية، فإن عمليات الاستقطاب بدأت منذ عام 2023، حيث يجري تسفير المجندين إلى موسكو عبر تركيا أو بيلاروسيا، مقابل إغراءات مالية تتراوح بين ألف وألف ومئتي دولار شهرياً، مع وعود بالحصول على امتيازات إضافية.
وتأتي هذه التطورات في ظل غياب موقف رسمي واضح من الحكومة العراقية، ما أثار جدلاً داخلياً واسعاً حول المخاطر الأمنية المترتبة على عودة هؤلاء بخبرات قتالية، وحول استغلال الفقر والبطالة المتفاقمة في العراق لزج الشباب في حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل.
آليات عسكرية عراقية.
وأكدت مصادر استخبارية عراقية، استقطاب عشرات الشباب بواسطة مكاتب شركات ووسطاء محليين في محافظة البصرة، جنوبي العراق، للانخراط في صفوف الجيش الروسي بالحرب ضد أوكرانيا.
وكشفت المصادر لـ"النهار"، عن "تقرير سري لجهاز المخابرات العراقي"، يرصد قيام العديد من "الفصائل والميليشيات المسلحة"، عبر مكاتب وشركات سفر في محافظة البصرة، بتجنيد شباب عراقيين كـ"مرتزقة" ضمن الجيش الروسي في حربه ضد أوكرانيا، ملاحظاً أن "هذه الحملات بدأت، منذ العام 2023"، حيث يجري تسفيرهم الى موسكو، عبر تركيا وبيلاروسيا.
وأشار التقرير، بحسب المصادر، إلى أن تلك الشركات حددت شروطاً لاستقبال "المجندين"، من بينها العمر (20 ـ 30 عاماً)، وإتقان اللغة الإنكليزية، مبيناً أن هؤلاء يجري زجهم في دورات تدريبية لمدة شهر واحد "بشكل تطوعي من دون راتب"، وبعدها ينخرط المؤهلون في فصائل المرتزقة ضمن الجيش الروسي، مقابل 1000 إلى 1200 دولار شهرياً.
واستبعدت المصادر، وجود تحرك دبلوماسي من قبل السفارة العراقية لدى موسكو، للحصول على بيانات دقيقة حول مئات العراقيين المنخرطين في الجيش الروسي، قائلة: "ربما ستقاوم الحكومة العراقية عودتهم الى البلاد، لأنهم أصبحوا يشكلون خطرا على الأمن الداخلي".
وفي السياق، أكدت مصادر مطلعة في وزارة الخارجية العراقية، وجود مئات العراقيين المنخرطين في الجيش الروسي، مشيرة الى ان "سفارة بغداد في روسيا لم تقم بأي تحرك في هذا الملف الشائك".
وقالت المصادر إن بعض هؤلاء المجندين يحصلون على "فيزا دراسية" من العراق، لكنهم يختفون فيما بعد، مضيفة أن السفارة العراقية ساعدت في وقت سابق بإعادة جثامين عراقيين من روسيا الى العراق، كانوا قد لقوا حتفهم في الحرب.
وأضافت المصادر لـ"النهار"، ان السفارة العراقية لم تستطع التوصل الى اعداد هؤلاء ولا الى مصيرهم، كونهم يتواجدون في مناطق ساخنة، وتشهد معارك يومية.
وتفجرت هذه القضية، مؤخراً، بعد تداول مقاطع فيديو لشبان عراقيين بزي روسي، وسط غياب موقف رسمي عراقي واضح.
وفيما يحذر مراقبون من أن عودة هؤلاء بخبرات قتالية قد تشكّل خطراً على أمن البلاد، اعتبر ناشطون أن السكوت الحكومي يشجع وسطاء جدداً على استغلال الفقر والبطالة (التي بلغت نسبتها 17.5% مع 6 ملايين عاطل)، لزجّ شباب العراق في حرب لا علاقة لهم بها.
وبحسب بيانات مسربة، فان مستشفى عسكرياً روسياً، كان قد استقبل عشرات الجنود المرتزقة، الذين قدموا من قرابة 12 دولة، للمشاركة في القتال الى جانب الجيش الروسي، منذ عام 2022، لكن أعدادهم الحقيقية لا تزال مختلفاً عليها، وكذلك طبيعة مهامهم على الأرض.
وفي مقابل ذلك، تقول وزارة الخارجية الروسية، أن أوكرانيا استقطبت منذ بداية الحرب، نحو 15 ألف مرتزق من أكثر من 100 دولة، للمشاركة في الأعمال القتالية ضد الجيش الروسي.
وفي الداخل العراقي، تشهد مواقع التواصل الاجتماعي انقساماً بشأن الحرب الروسية – الأوكرانية، إذ يروّج البعض لفكرة دعم موسكو ضمن ما يسمونه "محور المقاومة"، فيما يعارض آخرون هذه المشاركة ويرونها تعني زج العراق في الحرب الدائرة هناك.
Posted byKarim Haddad✍️