Saturday, 25 October 2025

جاري التحميل...

جاري التحميل...

عاجل
إطلاق ”استراتيجية وزارة الشؤون الاجتماعية وخطة التنفيذ" في السراي

إطلاق ”استراتيجية وزارة الشؤون الاجتماعية وخطة التنفيذ" في السراي

October 10, 2025

المصدر:

وكالة الأنباء المركزية

برعاية  رئيس مجلس الوزراء نواف سلام تم قبل ظهر اليوم إطلاق ”استراتيجية وزارة الشؤون الاجتماعية وخطة التنفيذ" في حفل اقيم قبل ظهر اليوم في السراي.

ويأتي هذا الحدث ليجسّد تحول الوزارة من وزارة الشؤون الاجتماعية إلى وزارة للتنمية الاجتماعية. 

وشارك في الحفل سحر بعاصيري سلام، نائب رئيس مجلس الوزراء طارق متري، ووزراء: الشؤؤن الاجتماعية حنين السيد، السياحة لورا لحود، العمل محمد حيدر، الصحة ركان ناصر الدين، الصناعة جو عيسى الخوري،  شؤون التنمية الادارية فادي مكي، الشباب والرياضة نورا بيرقداريان، الأشغال العامة والنقل فايز رسامني.

والنواب: بلال عبدالله، فريد البستاني، وضاح الصادق، سليم الصايغ، عناية عزالدين، عبد الرحمن البزري، ابراهيم منيمنة، ميشال معوض. الوزيران السابقان هكتور حجار، ريشار قيومجيان، النائب البطريركي المطران الياس نصار، سفراء: الاتحاد الاوروبي، اسبانيا، هولندا، النروج، البرازيل، سلطنة عمان، الاردن، مصر، بريطانيا، رومانيا، المنسق المقيم للامم المتحدة عمران ريزا مديرة  التنفيذية للاسكوا رولا دشتي، ربا جرادات المديرة الإقليمية للدول العربية بمنظمة العمل الدولية ربى الجردات، رئيس المجلس الاقتصادي الاجتماعي شارل عربيد، محافظ مدينة بيروت مروان عبود، مديرة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي برتا اليكو، رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة، رئيس رابطة كاريتاس الاب ميشال عبود، مديرة المعهد المالي لميا مبيض البساط وعدد من الشخصيات العاملة في الشأن الاجتماعي.

بداية النشيد الوطني، وقدم الحفل الاعلامي جو فرشخ الذي تحدث عن معاني هذا الحفل

السيد: وتحدثت الوزيرة السيد وقالت:"شركاؤنا في وزارةِ الشؤون الاجتماعيَّةِ، السيِّدات والسادةَ،  دعوني أبدأْ كما ننهي الخطابَ عادةً، أبدأْ بالشكرِ لحضورِكم جميعاً اليومَ. 

إنَّ هذا الحضورَ هو فعلاً تجسيدٌ للبنانَ الذي نعرفُه، لبنانَ الذي يجمعُنا هنا، بحضورِ دولةِ رئيسِ مجلسِ الوزراءِ، والوزراءِ الزملاءِ، والسفراءِ وممثِّلي الوكالاتِ الدوليَّةِ، والنوابِ الكرامِ، وطبعاً شركاءِنا في الوزارةِ من جمعيّاتٍ ومؤسّساتِ رعايةٍ، ووزراءِ الشؤونِ الاجتماعيَّةِ السابقينَ، وموظّفيها، والهيئاتِ الدينيّةِ، الأكاديميّين ومراكزِ الأبحاثِ والفِكرِ، وكلِّ من يهتمُّ بالشأنِ الاجتماعيّ. 
كلُّنا اليومَ مجتمعونَ لأنَّ اهتمامَنا واحدٌ: هذا البلد، شؤونُه الاجتماعيَّةُ، أهلُه، مواطنوه، وناسُه. 
ولأنَّ لبنان هو ناسُه، كذلك هي وزارتُنا وزارةُ الناسِ. 
فدعونا نتحدَّثْ عن حكايةِ وزارةِ الناسِ، عن وزارةٍ وُلِدتْ مع فكرةِ الدولةِ الحديثةِ، تغيَّرتْ وتطوَّرتْ، وعبرتْ مراحلَ كثيرةً: كانت مصلحةَ الإنعاشِ الاجتماعيِّ في مرحلةِ ما بعدَ الحربِ، ثم أصبحتْ وزارةَ الشؤونِ الاجتماعيَّةِ عامَ ١٩٩٣، تُداوي جراحَ الناسِ وترافقُهم في صعوباتهم. 

أضافت: اليومَ، في عهدِ حكومةِ الإصلاحِ والإنقاذِ، تتحوّلُ لتصبحَ وزارةَ التنميةِ الاجتماعيَّةِ، وزارةً تُعيدُ الإنسانَ إلى قلبِ الدولةِ، وتضعُ العدالةَ الاجتماعيَّةَ في صلبِ مشروعِ النهوضِ الوطنيِّ كما نصَّ البيانُ الوزاريُّ. 
هذه ليستْ مجرَّدَ تسميةٍ جديدةٍ، على رغم من أهمية الاسم، بل تحوّلاً في المفهومِ والرؤيةِ والدورِ. 
فالوزارةُ لم تعُدْ وزارة خدمات اجتماعية او وزارة لتوزيعِ المساعداتِ النقديَّةِ وغير النقدية فقط، بل اصبحت مؤسَّسةً تُفكِّرُ، وتُخطِّطُ، وترسمُ السياساتِ، وتُنسِّقُ، وتُحدِثُ فرقاً حقيقيّاً في حياةِ الناسِ. 
في رؤيتِنا، الإنسانُ كلٌّ لا يتجزَّأُ: فاحتياجاتُه الاجتماعيَّةُ لا تُفصَلُ عن صحَّتِه، وصحَّتُه لا تُفصَلُ عن وضعِه الاقتصاديِّ، واستقرارُه النفسيُّ لا يُفصَلُ عن إحساسِه بالأمانِ والعدالةِ. 
من هنا، جاء نهجُنا الجديدُ — نهجٌ شاملٌ ومتكاملٌ — يجمعُ بين الحمايةِ الاجتماعيَّةِ، والخدماتِ، والإدماجِ الاقتصاديِّ، في منظومةٍ واحدةٍ متكاملة متداخلة تُعطي المواطنَ حقَّه الكاملَ في العيشِ الكريمِ. 
وفي هذا الإطارِ، يحتلُّ الإدماجُ الاقتصاديُّ موقعاً أساسيّاً في استراتيجيّتِنا الجديدة بالشراكة مع القطاع الخاص، لأنَّ الكرامة الحقيقية لا تكتملُ من دونِ تمكينِ الناسِ من العملِ والإنتاجِ. 
نحن نؤمنُ أنَّ الفقرَ لا يُعالَجُ بالمساعدةِ فقط، بل بالتمكين والفرصة. 

وتابعت: ولأنَّنا نؤمنُ أنَّ الدولةَ تبدأُ من الناسِ، أولويَّتُنا أن تكونَ الوزارةُ حاضرةً بينهم في كلِّ المناطقِ. 
من عكَّارَ إلى صورَ، ومن بعلبكَّ إلى الشوفِ، ومن طرابلسَ إلى النبطيَّةِ، مراكزُ التنميةِ الاجتماعيَّةِ التابعةُ للوزارةِ هي اليومَ الوجهَ الإنسانيَّ للدولةِ، شبكةٌ تمتدُّ على أكثرَ من ١٦٥ نقطةً، حيث يجدُ المواطنُ باباً مفتوحاً، ومستمعاً حاضراً، ومساعدةً تَرسُخُ كرامتُه. 
الوزارةُ اليومَ لا تميِّزُ بين منطقةٍ وأخرى، ولا بين فئةٍ وأخرى، ولا بين طائفةٍ وأخرى. 
هي وزارةُ كلِّ اللبنانيينَ، وزارةٌ لا تنتمي إلّا إلى فكرةِ العدالةِ نفسِها. 
لكنَّ العدالةَ لا تُبنى على النوايا فقط. لذلك بدأنا من داخلِ الوزارةِ بورشةِ إصلاحٍ عميقةٍ. 
نعملُ على إعادةِ هيكلةِ الوزارةِ لتصبحَ أكثرَ كفاءةً وأقلَّ بيروقراطيَّةً، وأطلقنا المكننةَ الشاملةَ التي ستربطُ قواعدَ البياناتِ وتُوحِّدُ الخدماتِ، بحيث يصلُ الدعمُ مباشرةً إلى مستحقِّيه، بشفافيَّةٍ تليقُ بثقةِ المواطنِ بدولتِه. 
أمّا عمادُ الوزارةِ الحقيقيُّ، فهم موظَّفوها في كلِّ لبنانَ، في المصالحِ والدوائرِ كافّةً، والعاملونَ الاجتماعيُّون المنتشرونَ على الأرضِ. 
هم رسلُ الوزارةِ في البيوتِ، والمدارسِ، والمستشفياتِ، والبلدياتِ. 
هم من يواجهونَ التعبَ بصمتٍ، ويصنعونَ التغييرَ بصبرٍ. 
ولهذا قرَّرنا أن يكونَ دعمُهم أولويَّةً: استعدنا لهم حقوقَهم في الحمايةِ الاجتماعيَّةِ، وأعدنا إدراجَهم في الضمانِ الاجتماعيِّ، وأطلقنا برامجَ تدريبٍ وبناءَ قدراتٍ، ونعملُ على قوننةِ وتنظيمِ مهنتِهم بما يحمي حقوقَهم، ويكرِّسُ دورَهم في قلبِ العملِ الاجتماعيِّ. 

وأعلنت: نعيشُ اليومَ أزماتٍ متداخلةً، وأصعبُها الأزمةُ التي يعيشُها أهلُ الجنوبِ والبقاعِ وبيروتَ وكلُّ المتضرِّرينَ. 
هناك، حيث العائلاتُ تنزحُ مجدَّداً، وحيثُ الخوفُ يسكنُ الأطفالَ، تعملُ فِرَقُ الوزارةِ منذ اليومِ الأوَّلِ لتقديمِ الدعمِ النفسيِّ والاجتماعيِّ، وتأمينِ المساعداتِ، ومرافقةِ الناسِ في بيوتِهم المؤقَّتةِ وملاجئِهم. 
هذه ليستْ مهمَّةً إنسانيَّةً فقط، بل مسؤوليَّةً وطنيَّةً نؤدِّيها بالتعاونِ مع الوزاراتِ المعنيَّةِ، والبلديّاتِ، والمنظَّماتِ الشريكةِ. 
ونحن أيضاً نلعب دوراً محوريّاً في ملفِّ عودةِ النازحينَ السوريينَ، بالتنسيقِ مع اللجنةِ الوزاريَّةِ والمجتمع الدولي.

مقاربتُنا واضحةٌ: عودةٌ آمنةٌ وكريمةٌ تحترمُ الإنسانَ، وتعيدُ التوازنَ للمجتمعاتِ اللبنانيَّةِ التي تحمَّلت عبءَ النزوحِ لسنواتٍ طويلةٍ.
هذه المقاربةُ المتكاملةُ بين الرعايةِ، والتمكينِ، والسيادةِ الاجتماعيَّةِ هي ما تُعبِّرُ عنه استراتيجيَّتُنا الجديدةُ. 
ولأنَّ التنميةَ لا تكتملُ إلّا بالشراكةِ، جعلنا التعاونَ بين الوزاراتِ والمؤسّساتِ والقطاعِ الخاصِّ والمجتمعِ المدنيِّ في صلبِ عملِنا. 
نعملُ مع وزارةِ التربيةِ لتأمينِ التعليمِ، ومع وزارةِ العدلِ لحمايةِ الأطفالِ، ومع وزارةِ العملِ لخلقِ فرصٍ للإدماجِ الاقتصاديِّ، ومع وزارةِ الصحّةِ لتأمينِ الرعايةِ، ومع وزارةِ الماليّةِ لتثبيتِ الإنفاقِ الاجتماعيِّ كأولويّةٍ وطنيّةٍ. 
كما نتعاونُ مع وزارةِ الأشغالِ العامّةِ والنقلِ لضمانِ سهولةِ الوصولِ للجميعِ، ومع وزارةِ الاقتصادِ لربطِ النموِّ الاجتماعيِّ بالنموِّ الاقتصاديِّ كركيزةٍ للاستقرارِ المستدامِ. 
ونعملُ على تشبيكِ قواعدِ البياناتِ مع وزارةِ الزراعةِ، ومع وزارةِ الذكاءِ الاصطناعيِّ لتسريعِ عمليّاتِ المكننةِ والتحوّلِ الرقميِّ في الوزارةِ، ومع وزارةِ التنميةِ الإداريّةِ لإعادةِ هيكلةِ الوزارةِ وتعزيزِ كفاءتِها. 
كما نتعاونُ مع وزارةِ الداخليّةِ والبلديّاتِ لدعمِ التنميةِ المحليّةِ وضمانِ حقِّ الترشّحِ والتصويتِ لجميعِ المواطنينَ بمن فيهم الأشخاصُ ذوو الإعاقةِ، ومع وزارتي الثقافةِ والسياحةِ لإحياءِ القطاعِ الحرفيِّ كرافعةٍ اقتصاديّةٍ وثقافيّةٍ في آنٍ.
ونُنسّقُ مع الجيشِ اللبنانيِّ، حامي هذا الوطن، لمواكبةِ انتشارِه في المناطقِ وتعزيزِ حضورِ الدولةِ فيها، بما يضمنُ وصولَ الخدماتِ الاجتماعيّةِ إلى جميعِ اللبنانيّينَ أينما كانوا.
الحمايةُ الاجتماعيَّةُ ليستْ ترفاً، بل حقٌّ للمواطنِ، واستثمارٌ في استقرارِ لبنانَ.
هي سياسةُ أمنٍ وطنيٍّ، قبل أن تكونَ بنداً في الموازنةِ. 

وقالت:" ما نُطلقُه اليومَ هو أكثرُ من خطةٍ، هو وعدٌ بدولةٍ ترعى وتُمكِّنُ، بدولةٍ تُعيدُ ثقةَ المواطنِ بنفسِه وبها،  بدولةٍ تعرفُ أنَّ العدالةَ الاجتماعيَّةَ ليستْ شعاراً، بل شرطُ بقاءٍ. من مصلحة الإنعاشِ إلى وزارةِ الشؤونِ إلى وزارةِ التنميةِ.هي مسيرةُ وطنٍ يتعلَّمُ من أزماتِه، وينهضُ من وسطِ الركامِ، ويواكبُ التطوّرَ، ليبني دولةً أكثرَ عدلاً وإنصافاً،
دولةً تؤمنُ أنَّ الإنسانَ ليس عبئاً على التنميةِ، بل هو هدفُها ومحرِّكُها.
وتقولُ له: الدولةُ لم تغِبْ، الدولةُ عائدةٌ، لتكونَ حيث يجبُ أن تكونَ إلى جانبِكم، ومعكم، ولكم.

الرئيس سلام: ثم تحدث الرئيس نواف سلام فقال: إن وزارة الشؤون الاجتماعية، في جوهر رسالتها، هي وزارة الناس. كما أن حكومتنا، في جوهر مشروعها، هي حكومة لخدمة الناس. حكومة لا تنطلق من فراغ، بل من إرث طويل من الإهمال والتفكك، لتواجهه، بمنهجية الاصلاح، مسؤولية الإنقاذ.

ندرك اليوم، أكثر من أي وقت مضى، أن الإصلاح الحقيقي لا يبدأ من النصوص، بل من الإرادة. من الالتزام الجاد بالحق العام، بمصالح الناس، ومن ترجمة الأقوال إلى أفعال.

لقد تعاقبت حكومات، وتعدّدت البرامج، لكنّ القضايا الجوهرية بقيت مُعلّقة: العدالة الاجتماعية، التنمية المتوازنة، وصون كرامة الإنسان اللبناني في وجه الفقر والتهميش.

نلتقي اليوم، لا لإطلاق استراتيجية فحسب، بل لتأكيد ما التزمنا به منذ اليوم الأول: أن السياسة الاجتماعية ليست تفصيلًا في العمل العام، بل جزءٌ اساسياً من مشروع الدولة الحديثة.

فلا إصلاح مالي بلا عدالة اجتماعية. ولا استقرار سياسي بلا استقرار مجتمعي. ولهذا، أعلنا في بياننا الوزاري بوضوح أن الموازنة ليست محض أداة محاسبة، بل وسيلة لتحقيق تطلعات المواطنين وحماية حقوقهم.

موازنة العام 2026 جاءت ترجمة لهذا الالتزام، إذ ارتفع الإنفاق الاجتماعي فيها بنسبة تتجاوز الأربعين في المئة عن العام المنصرم، في رسالة واضحة مفادها أن حماية المجتمع شرطٌ لبقاء الدولة، وأن كل ليرة تُصرف على التعليم أو الصحة أو الحماية الاجتماعية، إنما هي استثمار في الاستقرار وفي مستقبل الأجيال.

لكن المال وحده لا يصنع سياسة. فالموازنات تموّل الخدمات، لكنها لا تصوغ رؤية. أما ما نصوغُه اليوم، فهو استراتيجية اجتماعية متكاملة، تقودها وزارة الشؤون الاجتماعية، في سعيٍ لبناء دولة الحقوق لا دولة الإغاثة، ودولة التنمية لا دولة الطوارئ.

خلال الأشهر الماضية، أنجزت الوزارة خطوات نوعية تجسّد جوهر بياننا الوزاري: من إعادة هيكلة داخلية، إلى إطلاق برامج موحّدة للحماية، ومن رقمنة للسجلات، إلى تحويل المراكز الاجتماعية إلى منصّات للتمكين.

ومن توسيعٍ مدروس لبرامج “أمان”، إلى ربطها بمنظومة الإدماج الاقتصادي، كان واضحًا أن العمل لا يُبنى على ردّات الفعل، بل على رؤية متكاملة، تضع الإنسان لا الوزارة، في قلب السياسات العامة.

لقد تمكّنا في هذه الحكومة من كسر الجمود المالي والإداري. لكنّ الأصعب يبدأ الآن: أن نُحوّل الإدارة إلى خدمة عامة، والبرامج إلى سياسات تُقاس بنتائجها، لا بنيّاتها.

أيها الحضور الكريم،

إن الدولة التي نؤمن بها ليست دولة رعاية مؤقتة، بل دولة حماية مستدامة، تُعيد للمواطن ثقته بدولته، وتُعيد للدولة صدقيتها، من خلال الشفافية، والمساءلة، وتكافؤ الفرص.

دولة تُعيد التوازن بين العدالة الضريبية والعدالة الاجتماعية، وتُدرِك أن الاقتصاد لا يستقيم بلا إنصاف.

ما نشهده اليوم هو خطوة أولى على طريق عقد اجتماعي جديد، عنوانه الإنسان. فالاستقرار لا يُبنى بالأمن وحده، بل بالاطمئنان الاجتماعي، حين يعرف المواطن أن دولته إلى جانبه في المرض والتعليم، في الشيخوخة كما في البطالة، في الأزمات كما في الأمل.

من هنا، أجدد التأكيد أن هذه الاستراتيجية ليست ملك وزارة، بل إطارٌ وطني جامع، تتكامل فيه مؤسسات الدولة، ونتعاون فيه مع شركائها المحليين والدوليين، لتحويل الرؤية إلى التزام، والالتزام إلى سياسة، والسياسة إلى ثقة.

وفي الختام، لا يسعني إلا أن أعبّر عن تقديري لمعالي وزيرة الشؤون الاجتماعية وفريقها، على ما قدّموه من عمل جاد ومنهجي، يعكس رؤية حكومتنا ومصالح المواطنين. كما أشكر شركاءنا في الأمم المتحدة وسائر المؤسسات الدولية، على دعمهم المتواصل للبنان، وثقتهم بقدرة هذا الوطن على النهوض.

لبنان لا يحتاج إلى معجزة، بل إلى قرار، وإدارة، والتزام بالمصلحة العامة.

فلنحوّل هذه الاستراتيجية إلى نقطة انطلاق نحو دولة العدالة، دولة الحقوق، دولة الإنسان.

وتخلل الحفل عرض فيديو قصير حول الاستراتيجية التي تم اطلاقها.

 ثم عقدت جلسة حوارية تحدث فيها كل من: وزير الصحة الدكتور محمد حيدر، النائب بلال العبدلله، مديرة المعهد المالي لميا مبيّض والسيد ساطع الأرناؤوط.

 

Posted byKarim Haddad✍️

مكرما اللبنانية الاولى.. مؤتمر "أنا لبنانية عربية" يجدد الثقة بدور المرأة في صناعة التغيير
October 22, 2025

مكرما اللبنانية الاولى.. مؤتمر "أنا لبنانية عربية" يجدد الثقة بدور المرأة في صناعة التغيير

نظمت جمعية "السيدات القياديات" مؤتمرها الثالث في بيروت، تحت عنوان "أنا عربية لبنانية"، في حضور اللبنانية الأولى نعمت عون، عقيلة رئيس مجلس الوزراء نواف سلام السفيرة سحر بعاصيري، وزراء: الاقتصاد والتجارة الدكتور عامر البساط، الاعلام المحامي د. بول مرقص، التربية والتعليم العالي الدكتورة ريما كرامي، السياحة لورا لحود، الشؤون الاجتماعية حنين السيّد، ممثلة وزير الداخلية والبلديات العميد أحمد الحجار المديرة العامة للمجالس والإدارات المحلية فاتن أبو الحسن، النواب: فيصل الصايغ، وضاح الصادق، إبراهيم منيمنة والياس حنكش، عدد من السفراء وسيدات الأعمال والمجتمع وشخصيات اجتماعية وإعلامية.

رسلان

افتتح المؤتمر بالنشيد الوطني اللبناني، فكلمة رئيسة "جمعية السيدات القياديات" مديحة رسلان تحدثت فيها عن دور المرأة في مواجهة الأزمات، مؤكدة أن "المرأة العربية عموما واللبنانية خصوصا لم تجلس يوما على مقاعد المتفرجين على الأحداث، بل تقف في قلب الحدث، كشريك فاعل في صناعة المستقبل، وركن أساسي في مشروع التنمية والازدهار"، مشيرة إلى أن الجمعية "تحولت منصة للسيدات اللبنانيات ليدخلن عبرها الأسواق العربية من الباب العالي".

وقالت: "ستبقى المرأة العربية ركيزة التنمية وصانعة الغد المشرق، دورها يترسخ أكثر في بناء القدرات الوطنية والازدهار، والقدرة على اغتنام أي فرصة لاستثمارها في خدمة وطنها، فالمرأة المتعلمة تنتج وتبدع، ليسمو المجتمع وتتسع آفاقه".

اضافت: "المرأة العربية ماضية في ممارسة دورها القيادي كشريكة في صناعة القرار ورؤى التغيير، فهي لا تطالب بالمشاركة فحسب، بل تمارسها بثقة وكفاءة".

وتابعت: "ان وجود المرأة في موقع القرار يضمن التوازن والعدالة في رسم السياسات العامة، كما يضمن ممارسة السلطة بمسؤولية وحكمة وشجاعة".

شقير

ثم كانت كلمة رئيس الهيئات الاقتصادية في لبنان الوزير السابق محمد شقير ألقاها نائبه الدكتور نبيل فهد، الذي اعتبر أن هذا المؤتمر "يجمع بين قضيتين أساسيتين هما المرأة والعروبة".

وقال: حاولنا كثيرا، على مدار عشرات السنين، حكومات ورجال أعمال، وعملنا جاهدين لترسيخ شراكات اقتصادية بين لبنان والدول العربية الشقيقة. نجحنا مرات، وفشلنا مرات أخرى، واستطعنا أن نحقق بعض التقدم على هذا المسار، ولكن ليس بالقدر الذي يلبي طموحنا وآمالنا".

أضاف: "الأمل كبير بالسيدات القياديات في خلق تعاون وشراكة وثيقة بين السيدات العربيات، لإحراز تقدم على مستوى التعاون والشراكة الاقتصادية العربية".

وتابع: "هذا المؤتمر يأتي في مرحلة جديدة، وعهد جديد، وحكومة جديدة، يعطي أملا كبيرا بأن لبنان، بإرادة أبنائه، وبالتعاون المخلص مع أشقائه العرب، سيتقدم إلى الأمام، وليأخذ المكانة التي يستحقها بين أشقائه وفي العالم".

البساط

بدوره، حيا وزير الاقتصاد اللبنانية الاولى وبعاصيري والوزراء والنواب على حضورهم، مثنيا على الدور الكبير الذي تقوم به رسلان في قيادتها لجمعية السيدات القياديات، من "عمل متواصل لبناء شبكات تعاون عربية فاعلة، ودعم مسيرة المرأة في عالم الأعمال وصناعة القرار".

وأكد أن لبنان "يقف أمام مرحلة دقيقة بعد سنوات صعبة"، وقال: "نعمل على الانتقال من إدارة الأزمات إلى مسار جديد من التعافي وإعادة البناء واستعادة الثقة بالاقتصاد اللبناني من خلال الشفافية والإصلاح والشراكات المحلية والدولية".

ودعا إلى "تحويل الأزمة إلى فرصة، وتحويل الواقع الصعب إلى مستقبل واعد يقوم على الكفاءة والمبادرة والابداع".

وتحدث عن دور المرأة إذ "أثبتت النساء أنهن شريكات أساسيات في بناء الاقتصاد والمؤسسات الناشئة، ودورها في الاعلام والتكنولوجيا والخدمات"، مشددا على أن "الرؤية الاقتصادية للحكومة تركز على النمو الشامل الذي يتيح الفرص المتكافئة، والاستفادة من طاقات الشابات والنساء معا"، معتبرا أنه "عندما تتقدم المرأة في موقعها المهني، فهي لا تحقق انجازا فرديا فحسب، بل تفتح الباب أمام غيرها لخلق فرص عمل ونشر الابداع ودفع المجتمع نحو التغيير".

وأكد أن "النساء القياديات في العالم العربي يشكلن رافعة حقيقية لنهضة جديدة تقوم على التكامل والتبادل الاقتصادي والمعرفي، وعلى بناء شبكات تواصل تثري التجربة المشتركة، وإعادة الارتباط بالأسواق العربية واستعادة الثقة مع الشركاء".

وقال: "بقدر ما نسعى إلى إعادة تقديم لبنان للعالم كوجهة استثمارية واعدة، فإن هذا المؤتمر يقدم المرأة اللبنانية والعربية كقوة تغيير إيجابية قادرة على إلهام محيطها ودفع مجتمعاتها نحو الأفضل".

وأكد إيمانه بأن لبنان "يسلك طريقه نحو التعافي".

تكريم عون

بعد ذلك كرمت رسلان اللبنانية الأولى، وقالت: "إنها المواطنة الأولى التي لا تتعب من إطلاق المبادرات والعمل على ترسيخ روح المشاركة المدنية، وإحياء الحس الوطني عند كل لبنانية ولبناني، وهي كانت ولا تزال فاعلة بقوة في ميادين العمل الوطني وبالمؤتمرات اللبنانية والدولية والعمل الأكاديمي، وتتميز بإصرارها على تمكين المرأة وتفعيل مشاركتها بالعمل الاجتماعي السياسي والوطني".

أضافت: "كما أنها لا تتوقف عن تشجيع المرأة لتكون شريكة فاعلة بالقرار، وتؤمن أن المواطنة ليست امتيازا بل مسؤولية. إنها سيدة استثنائية، بكل عمل وطني تقوم به من أجل بناء مجتمع متماسك وعادل، يجمع بين القيم والعمل، وبين الهوية والأمل، لتبقى المرأة اللبنانية حجر الأساس بنهضة لبنان ومستقبله".

وقدمت رسلان مع أعضاء مجلس إدارة الجمعية درعا للبنانية الأولى، تقديرا لدورها الوطني وعطاءاتها في دعم المرأة. ثم كانت كلمة مقتضبة للسيدة عون عبرت فيها عن اعتزازها بجهود جمعية السيدات القياديات، مجددة إيمانها بـ "قدرة المرأة اللبنانية كما العربية على صناعة التغيير في لبنان والوطن العربي"، آملة أن "يحقق المؤتمر كل الأهداف التي يعمل على تحقيقها".

ورشات العمل

ثم انتقل المؤتمر إلى ورشات العمل التي قسمت على خمس جلسات، حيث عقدت الجلسة الأولى تحت عنوان "دور المرأة في النهضة العربية" وترأستها النائبة السابقة رولا الطبش، وتحدث فيها كل من رئيس معهد التخطيط القومي في جمهورية مصر العربية الوزير أشرف العربي، مسؤولة شؤون التنمية في محافظة دمشق عائشة الدبس، الوزيرة السابقة فيوليت الصفدي، الأمينة العامة للجنة الوطنية الأردنية لشؤون المرأة المهندسة مهى علي، عضو مجلس سيدات أعمال دبي في دولة الإمارات العربية المتحدة فريدة عبد الله قنبر العوضي ومديرة ابتكار الاستشارات الاستراتيجية في دولة الكويت العنود الشارخ.

وعقدت الجلسة الثانية بعنوان "سياسات الانفتاح التجاري وفرص تعزيز الاستثمارات بين السيدات"، وترأستها خبيرة الاقتصاد المتخصصة في تطوير السياسات هازار كركلا، وتحدث فيها كل من رئيسة هيئة تمكين المرأة العربية في الأردن خلود السقّاف، الخبير الاقتصادي ومحلل شؤون الشرق الأوسط الدكتور سامي نادر، رئيسة لجنة سيدات الأعمال في غرفة التجارة الأردنية نسرين بركات، رئيسة لجنة سيدات الأعمال في دمشق نادين شاوي، نائبة رئيس جمعية السيدات القياديات في لبنان انغرد رعد.

وترأست الجلسة الثالثة وعنوانها "دور الإعلام في تشكيل صورة البلاد العربية" المسؤولة والمديرة التنفيذية لـ the channel في لبنان والكويت حلا الطفيلي، وتحدثت فيها وزيرة الاعلام السابقة منال عبد الصمد، الإعلامية والصحافية المصرية الدكتورة هالة سرحان، الإعلامي والكاتب اللبناني ريكاردو كرم، وصيفة ملكة جمال العالم لعام 2024 ياسمينا زيتون، مقدمة البرامج ورائدة الأعمال لانا مدوّر والإعلامي عمر قصقص.

الجلسة الرابعة والأخيرة كانت تحت عنوان "التنوع الثقافي على التنمية الاقتصادية والمجتمعية"، برئاسة مدير عام وزارة الاقتصاد الدكتور محمد ابو حيدر، وتحدث فيها كل من رئيسة منظمة شركاء الأردن ريم بدران، الممثل اللبناني جورج خبّاز، رئيسة مهرجانات القبيات سنتيا حبيش، مديرة التسويق لمجوهرات نصولي ريما ونوس والكاتبة والروائية ابنة المسرحي السوري سعد الله ونّوس ديما ونوس.

 

مذكرة تفاهم

وتخلل المؤتمر توقيع مذكرة تفاهم بين السيدات القياديات في كل من لبنان وسوريا والأردن، ووقع عن الجانب اللبناني رئيسة الجمعية مديحة رسلان، وعن الأردن رئيسة لجنة سيدات أعمال غرفة التجارة في عمّان نسرين بركات، وعن سوريا رئيسة لجنة سيدات الأعمال في غرفة تجارة دمشق نادين الشاوي.

وتهدف مذكرة التفاهم إلى توحيد القدرات والخبرات لدعم السيدات وخلق صندوق استثمارات، والعمل بنهج مختلف عن الصورة التقليدية، والربط بين سيدات الأعمال في هذا الدول، مشددة على أهمية الاستفادة من فرص الاستثمار ورأس المال وتعزيز التكامل الاقتصادي بين الدول الثلاث.

 

ناصر الدين: أبعدوا الصحة عن السياسة والطائفية
October 18, 2025

ناصر الدين: أبعدوا الصحة عن السياسة والطائفية

ناصر الدين: "عندما نمرض الكل يمرض، الكورونا لم تميز بين طائفة وطائفة"...

نظم مستشفى السان جورج الحدث مؤتمره الطبي الأول بعنوان "الغدد الصماء... حوار متعدد الأنظمة في الطب الحديث"، برعاية وزير الصحة اللبناني ركان ناصر الدين وحضور وزير العمل محمد حيدر، وعدد من الأشخاص.

وقال ناصر الدين: "هذا النوع من المؤتمرات تغني الواقع الصحي وتثبت أراءً وأفكاراً علمية بالشراكة بين العام والخاص، هذه الشراكة الممتدة بين وزارة الصحة والمستشفيات الخاصة والنقابة وبين الأطباء هي الشراكة الصحية التي نطمح لها ونعمل عليها".

وأضاف: "هكذا مؤتمر طبي علمي جامع شامل لعدة اختصاصات طبية يعطي إفادة ويخلص بمعالجات ويعطي آراء وافكارا ممكن البناء عليها، نحن خاصة في ما يتعلق بهذا الموضوع هو في صلب اولوياتنا في الوزارة يمكن تقنيا، دعونا نتحدث قليلا عن كيف يمكن ان نقوم بالعلاج لهذه الأرقام التي نلاحظ انها ترتفع، والأرقام من ناحية التشخيص ترتفع ولكن من ناحية العلاج في واقعنا الصحي المرير وبالضائقة المالية والتأمين الصحي ليست على القدر المطلوب، لهذا وضعت الوزارة في صلب اولوياتها موضوع الرعاية الصحية الأولية في مراكز الرعاية الصحية الأولية في لبنان، ولأول مرة منذ زمن نحن أطلقنا الأسبوع الماضي مناقصة لشراء الأدوية المزمنة للأمراض المزمنة في لبنان وعلى رأسها  الغدد الصماء والسكري ولأول مرة منذ زمن الدولة اللبنانية، وزارة الصحة أيضا تحمل مسؤولياتها وواجبها أيضاً  أمام مواطنيها أطلقت المناقصة لتضم أدوية إضافية لما كان موجوداً ولأول المرة يشمل الأنسولين أيضاً".

جولة وزير الصحة في عكار (ميشال حلاق).

أشار ناصر الدين إلى "هذه الإضافة الجديدة التي ستصبح متوفرة للمواطن اللبناني في المراكز الصحية الأولية لا تكون إلا في صلب العلاجات التي نتحدث عنها ولن تكون الا عبر اختصاصين ونخب نقابية وطبية تساعدنا ما نختار لأن هناك آليات للشراء العام. نعاهدكم ونعاهد المواطنين اللبنانيين أننا مستمرون لكل ما يشمل صحتهم بشكل عام، هذه الوزارة تقنية بحت ابعدناها عن السياسة، فعندما نتكلم عن الصحة نرفعها عن السياسة، هذه الوزارة بكادرها، بموظفيها والقطاع العام الذي يقاتل باللحم الحي تعمل تقنياً. نحن عندما نكون بوزارة نتكلم تقنياً، نتكلم بشفافية ونوضح كل مسار يحدث" .

وختم حديثه قائلاً: "ابعدوا الصحة عن السياسة، ابعدوا الصحة عن الطائفية، عندما نمرض الكل يمرض، الكورونا لم تميز بين طائفة وطائفة، الاكل الذي نأكله ناكله كلنا والماء الذي نشربه نشربه كلنا، الدواء الذي ناخذه ناخذه كلنا، نحن في خدمتكم، في خدمة اللبنانيين، وزارة الصحة لم تكن ولن تكون لطائفة أو لسياسة".