https://www.traditionrolex.com/8


تنسيق روسي - إيراني لطرد القوات الأميركية من سوريا؟


On 12 June, 2023
Published By Tony Ghantous
تنسيق روسي - إيراني لطرد القوات الأميركية من سوريا؟

شكّلت مواجهات شباط (فبراير) الصاروخية وعبر الطائرات المسيرة بين القوات الأميركية من جهة، والميليشيات الإيرانية، من جهة أخرى، ذروة التصعيد بين الجانبين في الشرق السوري، إذ أسفرت عن سقوط قتيل أميركي وإصابة آخرين. ورغم أن الميدان بعد هذه المواجهات الساخنة، وتحت وطأة المخاطر والحسابات المعقدة لكلّ طرف، انحاز إلى الهدوء، ظلت جذوة التصعيد متقدة تحت رماد الظروف غير المواتية، مترقبة أي فرصة جديدة من أجل خوض جولة جديدة.


وعززت معلومات نشرتها صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية من فرضية احتمال انزلاق القوات الأميركية والميليشيات الإيرانية إلى مواجهات ساخنة قد تكون أكثر خطورة هذه المرة، وقد تأتي في سياق استراتيجي أكثر منه تكتيكياً مما جرى في شباط الماضي، إذ جاءت مبادرة الميليشيات الإيرانية في حينه إلى قصف المواقع الأميركية رداً على تعرض قوات إيرانية لقصف إسرائيلي.


ونشرت الصحيفة الأميركية تقريراً مفصّلاً تحدّث عن معلومات استخبارية ووثائق رسمية حصلت عليها، يفيد بأن إيران تخطّط لتصعيد الهجمات ضدّ القوات الأميركية في سوريا. وذكر التقرير أن «إيران وحلفاءها يعملون على تدريب قوات على استخدام عبوات خارقة للدروع أكثر تدميراً، تهدف تحديداً إلى استهداف المركبات العسكرية الأميركية، وقتل جنود الجيش الأميركي». وبحسب وثيقة سرّية أميركية، فإن «مسؤولين في فيلق القدس الإيراني وجّهوا وأشرفوا على اختبار بعض المتفجّرات أواخر كانون الثاني /يناير الماضي»، في سوريا. كما تشير الوثيقة إلى أنه «جرى إحباط محاولة تفجير عبوة مشابهة، على ما يبدو، في أواخر شباط الماضي»، عندما اكتشف عناصر من «قسد» 3 عبوات في شمال شرقي سوريا.


ولكن قد تكون احتمالات المواجهة المرتقبة أوسع مما صورته الصحيفة الأميركية، لا سيما في ظل تسريب معلومات تفيد بضلوع الجانب الروسي في التنسيق مع الجانب الإيراني بخصوص وضع سياسة عسكرية موحدة تهدف إلى الضغط على القوات الأميركية من أجل تسريع وتيرة طردها من سوريا.


وفور وصول الوفد العسكري الروسي إلى مطار دير الزور العسكري، عقد اجتماعاً مع ضباط روس عاملين في مقر فرع مكافحة المخدرات، ولم ترشح أي تفاصيل عن فحوى الاجتماع، وفق ما ذكر تقرير لشبكة "عين الفرات".


وفي اليوم التالي، أي الأربعاء، عقد الوفد الروسي اجتماعين أو أكثر مع ضباط من قيادة الحرس الثوري الإيراني العاملة في المنطقة الشرقية. وحدث الاجتماع الأول في مقر القوات الروسية في دير الزور، بينما انعقد الثاني في "مضافة الحاج فاضل" أحد قياديي الحرس الثوري الإيراني في المدينة.


ترافقت هذه التطورات مع إعادة ميليشيا "حزب الله" اللبناني هيكلة قيادتها في المنطقة الشرقية من سوريا، خصوصاً في محافظة الحسكة. وكان من أبرز التغييرات التي أجراها "حزب الله" تعيين قائد عسكري جديد لقواته في الحسكة، هو "الحاج أبو مدين" المنحدر من الساحل السوري، حيث أصبح الأخير بمثابة المسؤول العسكري الأول عن النشاط العسكري لقوات "حزب الله" في كل من الحسكة والقامشلي.


إلى جانب ذلك، جددت الميليشيات الإيرانية الثقة بـ"أبو سومر" المسؤول الأمني والعسكري للميليشيا في المنطقة الشرقية، علماً أنه يقيم في دير الزور لا في الحسكة، و"الحاج مهدي" مسؤول قطاع الحسكة، كما أبقت مسؤول مكتب الانتساب والتجنيد ومدير مكتب الميليشيا في المنطقة، الحاج "إياد الصالح" الملقب بـ“أبو حيدر السوري”، إضافة إلى التنسيق العسكري مع قوات الجيش السوري وإشرافه على العمليات المحتملة في مواجهة “قسد” وقوات التحالف الدولي في المنطقة.


غير أن الحديث عن تنسيق روسي إيراني، لا يبدو جديداً من حيث المبدأ، إذ شهدت السنوات الماضية العديد من المحطات التي كان يتنامى فيها التعاون العسكري بين الجانبين. وقد أشار تقرير سابق لـ"النهار العربي" إلى جوانب من مسار التنسيق العسكري المتنامي بين روسيا وإيران في سوريا. وكان أبرز هذه الجوانب اتفاق الطرفين في مطلع العام الماضي على السماح للميليشيات المدعومة روسياً بالتوغل ضمن مناطق النفوذ الإيراني، مقابل توغل الميليشيات الإيرانية في مناطق شرق الفرات الخاضعة لسيطرة "قسد" والتحالف الدولي تحت راية الفيلق الخامس و"الدفاع الوطني" الموجودين هناك.


وتضمن الاتفاق رفع التنسيق بين الروس والإيرانيين حول الغارات التي تنفذها الطائرات الروسية في البادية السورية عامةً وبادية دير الزور خاصةً، لتجنب وقوع أخطاء بشرية في ظل الانتشار الإيراني في البادية.

المصدر: "المصدر: دمشق - النهار العربي"






إقرأ أيضاً

مصر... إنقاذ 12 سائحاً وفقدان آخرين بقارب مشتعل في البحر الأحمر
إصابة 22 جندياً أميركياً بجروح بحادث مروحية في شمال شرق سوريا

https://www.traditionrolex.com/8