https://www.traditionrolex.com/8


بلينكن... والشرق الأوسط المتحوّل


On 11 June, 2023
Published By Tony Ghantous
بلينكن... والشرق الأوسط المتحوّل

زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن للسعودية، عدا عن كونها تأكيداً للمضي في الانخراط في الشراكات المقامة مع دول المنطقة، فإنّها أوضحت بجلاء ذاك الافتراق في وجهات النظر في قضايا إقليمية ودولية بين الرياض وواشنطن.

 

عشية الزيارة، كانت السعودية تعلن خفضاً طوعياً جديداً في إنتاجها من النفط، في شكل لا يتلاءم مع رغبة الولايات المتحدة التي تريد زيادة الانتاج من أجل تعويض حاجة الزبائن السابقين للنفط الروسي.

 

وبعد ثلاثة أيام أمضاها بلينكن بين جدة والرياض، والاجتماع مع وزراء الخارجية لمجلس التعاون الخليجي، بقيت السعودية مدافعة عن قرارها تطبيع العلاقات مع دمشق. وقال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، وبلينكن إلى جانبه: "الوضع الذي كان قائماً لم يكن مجدياً، إنما كان يخلق عبئاً متزايداً على دول المنطقة وعلى الشعب السوري".

وحتى التطبيع السعودي- الإيراني الذي جاء بدفع من اتفاق بكين، لم يكن في وسع بلينكن الذي تتواصل بلاده مع إيران عبر قنوات خلفية، لم يكن في إمكانه أن يرفض رفضاً مطلقاً الوضع الجديد الناشئ في المنطقة. والدليل على ذلك ما تضمّنه البيان الخليجي- الأميركي المشترك من ترحيب بخفض التصعيد في المنطقة.

 

الولايات المتحدة من خلال زيارة بلينكن للسعودية ومن قبلها زيارة مستشار الأمن القومي وزيارة مدير وكالة الإستخبارات المركزية الأميركية وليم بيرنز، تريد الإيحاء بأنّ إلتزاماتها في المنطقة، لاسيما إزاء دول الخليج، مستمرة. وها هي تواكب بإيجابية المتغيّرات ومناخات الوفاق والحوار، وتبدي رأياً فيها. مثلاً، الإعتراض على الانفتاح على دمشق. ولا تخفي رغبة في إقناع السعودية بتحقيق اندفاعة نحو التطبيع مع إسرائيل. أي أنّ أميركا تريد تثبيت مصالحها في المنطقة، ولا تريد أن تبدو وكأنّها فعلاً إنسحبت وأدارت ظهرها للشرق الأوسط بالكامل.

والسعودية التي استقبلت بلينكن في اليوم الذي كانت تعيد فيه إيران فتح سفارتها في الرياض بعد قطيعة استمرت 7 سنوات، وعشية الزيارة استقبل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في جدة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو الحليف لإيران. وفي الوقت نفسه، تعمل واشنطن بالشراكة مع الولايات المتحدة لتحقيق وقف للنار في السودان.

 

إنّها رسائل التوازن في السياسة الخارجية. وهذا التوازن هو عنوان التحوّلات الجيوسياسية الجارية منذ اندلاع الحرب الروسية- الأوكرانية. هناك قوى ناشئة تريد أن تكون لها كلمة في قضايا العالم.

ماذا سيكون موقف الولايات المتحدة إذا ما انضمّت السعودية وإيران وتركيا إلى مجموعة "بريكس" التي تضمّ روسيا والصين والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا.

 

الديبلوماسية الأميركية تدرك في أي مسار يتجّه العالم. لكنها لا تزال تراهن على أنّ الولايات المتحدة قادرة على وقفه. هذا هو جوهر الصراع الدائر في العالم اليوم.

المصدر: "المصدر: النهار العربي أسعد عبود"






إقرأ أيضاً

تجدد الاشتباكات بعد انتهاء هدنة السودان القصيرة
سكان الخرطوم يعودون إلى واقعهم: المعارك تُستأنف بعد انتهاء الهدنة

https://www.traditionrolex.com/8