https://www.traditionrolex.com/8


هدنة السودان تمنح الخرطوم هدوءاً لم تعرفه "منذ بدء الحرب"


On 10 June, 2023
Published By Tony Ghantous
هدنة السودان تمنح الخرطوم هدوءاً لم تعرفه "منذ بدء الحرب"

منحت هدنة الساعات الأربع والعشرين بين طرفي القتال في السودان التي دخلت حيز التنفيذ صباح اليوم السبت، سكان الخرطوم متنفّساً نادراً منذ بدء المعارك قبل نحو شهرين، اذ أكدوا أنها وفّرت هدوءا لم يعهدوه خلال اتفاقات سابقة خرقها الجانبان.

ومنذ بدء النزاع في 15 نيسان (أبريل) بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، أبرم الجانبان أكثر من اتفاق لوقف النار سرعان ما كان يتمّ خرقها.

ودخلت الهدنة حيز التنفيذ عند السادسة صباحاً (04:00 توقيت غرينتش). وطوال اليوم، أفاد سكان في العاصمة وكالة "فرانس برس" بأن الهدوء في مختلف أنحائها حلّ مكان أصداء القصف أو الاشتباكات أو الطيران الحربي.

وعلى رغم أن توقعات السكان حيال الهدنة كانت متواضعة، لكن توقف المعارك في يوم جمعة، أتاح لسكان العاصمة شراء حاجياتهم الضرورية من دون الوقوع في شرك الاقتتال.
 



وتعاني الخرطوم التي كان يقطنها أكثر من خمسة ملايين نسمة قبل بدء المعارك، كغيرها من مدن أخرى، من نقص في المواد الغذائية وانقطاع الكهرباء وتراجع الخدمات الأساسية. وتركها مئات الآلاف من سكانها منذ بدء القتال.

وسعى آخرون السبت للقيام بذلك أيضاً.

ولم يتوقع سكان الخرطوم الكثير من هدنة ستكون، حتى بحال ثباتها، وجيزة.

وكما سابقاتها من الاتفاقات، تركز الهدنة على تأمين وصول المساعدات الانسانية الى سكان السودان المقدّر عددهم بنحو 45 مليون نسمة، ويحتاج أكثر من نصفهم إلى مساعدات في بلد كان أصلا من الأكثر فقرا في العالم.

وعلى رغم تأكيد الطرفين نيتهما احترام الهدنة، شدد الجيش على احتفاظه "بحق التعامل مع أي خروقات" من قوات الدعم، بينما أملت الأخيرة بألا يعرقل الجيش "جهود المساعدات الإنسانية لرفع معاناة المواطنين".

ولم ينعكس هدوء المعارك حلّا سحريا للمعاناة في العاصمة.

فهاجر يوسف التي تقطن ضاحية أم درمان بشمال الخرطوم، خرجت من منزلها السبت وقالت "أبحث عن صيدلية تعمل لأن والدتي مريضة بالسكري وتستخدم الأنسولين... وللأسف لم أجد صيدلية".

 



"الحوافز لم تتغيّر" 
وشكك مراقبون في أن تؤسس الهدنة لمسار مختلف طالما الظروف هي ذاتها.

 



نائبة للمبعوث الأممي
وتأتي الهدنة غداة تجديد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ثقته بمبعوثه الألماني فولكر بيرتس، في أعقاب اعتباره شخصا "غير مرغوب فيه" من قبل الحكومة السودانية.

وقال المتحدث باسم الأمين العام ستيفان دوجاريك إن قرار الخرطوم "يتنافى" ومبادئ الأمم المتحدة و"لا يمكن تطبيقه"، مؤكدا أن صفة بيرتس "لم تتبدل راهنا".

وأتى قرار الخارجية السودانية بعد امتناع المنظمة الأممية عن التجاوب مع طلب البرهان استبدال بيرتس إثر اتهامه بتأجيج النزاع.

والسبت، أعلنت كليمنتين نكويتا-سلامي التي عيّنت نائبة لبيرتس مطلع أيار (مايو)، أنها قدّمت أوراق اعتمادها لوزارة الخارجية السودانية.

وكتبت عبر تويتر: "قدمتُ اليوم أوراق اعتمادي لدى وزارة الخارجية السودانية. وأتطلع قدما إلى قيادة فريق الأمم المتحدة القِطري والتعاون مع المؤسسات الحكومية ذات الصلة والشركاء في الميدان لتخفيف المعاناة وتقديم المساعدات المنقذة للحياة دعماً للسودان والشعب السوداني".

ومدد مجلس الأمن الدولي مطلع حزيران (يونيو) لمدة ستة أشهر، مهمة "بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان" (يونيتامس)، وعلى رأسها بيرتس.

وتكرر المنظمات الإنسانية التحذير من خطورة الوضع الإنساني في السودان، خصوصا في الخرطوم وإقليم دارفور حيث المعارك على أشدها.

ووفق ما تؤكد مصادر طبية، باتت ثلاثة أرباع المستشفيات في مناطق القتال خارج الخدمة. ويخشى أن تتفاقم الأزمة مع اقتراب موسم الأمطار الذي يهدد بانتشار الملاريا من جديد وانعدام الأمن الغذائي وسوء تغذية الأطفال.

المصدر: "المصدر: أ ف ب"






إقرأ أيضاً

مقتل 6 أشخاص وجرح 10 آخرين في حصار فندق بالعاصمة الصومالية
للأسبوع الـ23 توالياً... إسرائيليون يتظاهرون ضد الإصلاح القضائي

https://www.traditionrolex.com/8