https://www.traditionrolex.com/8


جميع مرضى الكلى ماتوا... الجنينة السّودانية في جحيم القتل والنّهب والأمراض!


On 09 June, 2023
Published By Tony Ghantous
جميع مرضى الكلى ماتوا... الجنينة السّودانية في جحيم القتل والنّهب والأمراض!

تعاني مدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور، نقصاً حاداً في الخدمات الغذائية والصحية، ما أدى لوفاة جميع مرضى الفشل الكلوي فيها، جراء الاشتباكات المتكررة التي استعر أوارها مطلع هذا الأسبوع، بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

وكشف تقرير للجنة الطبية لـ"حركة العدل والمساواة" في الجنينة عن وضع كارثي بسبب الحرب، إذ توفي جميع مرضى غسيل الكلى بعد خروج جميع المستشفيات والمراكز الصحية عن الخدمة، إضافة إلى عدم توافر أسطوانات الأوكسجين والدم والمحاليل الوريدية والمضادات الحيوية، ما يعرّض كذلك حياة جرحى الحرب للخطر.

"حصار تام"

وأوضحت اللجنة أن "المدينة تقع تحت الحصار التام، وتعاني انقطاع خدمات الكهرباء والمياه والاتصالات، ما فاقم الأوضاع الصحية والإنسانية، كذلك تم فصل الأحياء الجنوبية التي تقع فيها مستشفى السلاح الطبي عن باقي المدينة، ما استحال معه نقل أي مريض أو مصاب إلى المستشفى، وأدى ذلك لاتخاذ بعض المنازل الآمنة كمراكز طبية تقدم الإسعافات الأولية للمصابين".

وحذر منسق مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في السودان توبي هاروارد من خطورة الوضع في مدينة الجنينة بسبب انعدام الأمن، وقال إن "العديد من منشآت الأمم المتحدة تعرضت للنهب والتدمير، كما أُحرقت الأسواق، فيما تجوب المدينة جماعات مسلحة تقتل الناس بطريقة عشوائية، غالباً بسبب عرقهم".

وقال هاروارد في إفادات صحافية: "لقد تحمّل سكان دارفور مستويات غير عادية من المعاناة على مدى السنوات العشرين الماضية: حروب متكررة، ونزوح مطول، وانتهاكات مزمنة لحقوق الإنسان دون محاسبة، وغياب سيادة القانون، والتهميش الاقتصادي".

 

من جهتها، ناشدت "قوى الحرية والتغيير" في بيان طرفي النزاع بإيقاف الحرب ونتائجها الكارثية على المواطنين، وقالت: "حوادث مأساوية طاولت المدنيين في مناطق الحرب خارج العاصمة منذ اندلاعها، كان أبشعها ما شهدته مدينة الجنينة وما خلفته من قتل وترويع ونهب لممتلكات المواطنين (وهو أمر) مستمر لأيام عدة كانت حصيلته عشرات الشهداء والجرحى من المدنيين، وتوقف الخدمات الصحية".

مئات الجرحى بلا رعاية

وأكد مستشار الباطنية الطبيب محمد يحيى أن "الوضع الصحي في الجنينة متدهور إلى حد بعيد، وثمة مئات الجرحى الذين أصيبوا جراء المواجهات ولم يتلقوا العلاج المناسب بسبب انعدام الأدوية، ما يعرضهم لتعفن الجروح والتهابها إلى درجة تسبب الموت".

وقال في تصريح لـ"النهار العربي" إن "التقارير الطبية من الجنينة أشارت إلى وفاة 187 مريضاً يعانون مرض الفشل الكلوي، كانوا يغسلون الكلى مرتين أو ثلاث مرات من قبل، ومع تصاعد الحوادث وانعدام المحاليل الوريدية أصيبوا بتسمم الجسم نتيجة توقفهم عن الغسيل، وهو ما أدى للفشل الكلوي الحاد وفقدان وظيفة الكلى تماماً، وبالتالي الوفاة".

ويحذر مراقبون من صعوبة إيصال المساعدات الطبية جراء الحصار الذي تضربه قوات الدعم السريع على المدينة، ما قد يؤدي إلى انتشار الأمراض والأوبئة وتداعيات صحية خطيرة قد يمتد أثرها لكل ولاية غرب دارفور، إذ تمثل عاصمتها الجنينة المركز الرئيسي للخدمات الصحية. وبدأت هذه التداعيات بوفاة مرضى الكلى، وكذلك عدد من الأطفال حديثي الولادة، ما ينبئ بكارثة صحية وشيكة، ما لم تتوقف هذه الاشتباكات ويصار إلى الإسراع في تقديم العون الإنساني لسكان الولاية.

المصدر: "المصدر: النهار العربي الخرطوم - نشأت الإمام"






إقرأ أيضاً

السودان يعلن المبعوث الأممي فولكر بيرتيس شخصاً "غير مرغوب فيه"
الأمم المتحدة: مقتل 13 شخصاً في اشتباكات في مخيّم للنازحين بجنوب السودان

https://www.traditionrolex.com/8