https://www.traditionrolex.com/8


مقاتلات "أف 16" لأوكرانيا... هل يكون الحلّ السحري للحرب؟


On 27 May, 2023
Published By Tony Ghantous
مقاتلات "أف 16" لأوكرانيا... هل يكون الحلّ السحري للحرب؟

أحدثت الإدارة الأميركية تحولاً مفاجئاً بقرارها تزويد أوكرانيا بمقاتلات "أف 16" من الجيل الرابع، بعد رفضها الأمر سابقاً بسبب المخاوف من أن تهاجم الطائرات أهدافاً في البر الرئيسي لروسيا، وعدم منح الكرملين ذريعة لتصعيد الصراع خارج الأراضي الأوكرانية. وبما أن ما كان مستبعداً بات واقعاً مع إبلاغ الرئيس جو بايدن قادة مجموعة السبع أن واشنطن تدعم برنامج التدريب المشترك للطيارين الأوكرانيين، طُرحت تساؤلات ألمانية عن الهدف من هذا التحالف الجوي وتأثيره على مسار الحرب الأوكرانية مع إعلان روسيا أنه استفزاز، وإطلاقها تحذيرات للغرب من مغبة ذلك لما ينطوي عليه من مخاطر جسيمة.

"أف 16" ليست حلاً سحرياً

وعما إذا كانت مقاتلات "أف 16" قادرة بشكل حاسم على تعزيز الفعالية القتالية للجيش الأوكراني، قال مدير الأبحاث في المجلس الألماني للعلاقات الخارجية ورئيس مركز الأمن والدفاع في برلين كريستيان مولينغ أخيراً في مقابلة مع شبكة التحرير الألمانية، "إن هذه الطائرات لن تأتي قريباً على عكس ما يوحي الإعلان. تحالف الطائرات المقاتلة خطة طويلة الأجل لبناء دفاع جوي، ولن تؤدي طائرات "أف 16" دوراً في الهجوم الأوكراني الجديد، وهي ليست حلاً سحرياً".

وقال المستشار الألماني أولاف شولتس لعدد من وسائل الإعلام الألمانية قبيل مغادرته قمة مجموعة السبع في هيروشيما إن مشروع تدريب الطياريين طويل الأجل، وأن ذلك يحمل رسالة لروسيا، ولا يمكنها أن تراهن على تحقيق النصر إذا ما راهنت على حرب طويلة.

ومع طموحات أوكرانيا في الحصول على 40 إلى 50 مقاتلة من شركائها الغربيين، أشار مولينغ إلى "أن هذه الطائرات ليست سوى الخطوة الأولى نحو دمج أوكرانيا في نظام الدفاع الأوروبي. ومن وجهة نظره، يُعد التحالف النفاث المقاتل جزءاً من استراتيجية طويلة الأمد لزيادة قدرات الدفاع والردع في أوكرانيا بعد الحرب، متوقعاً أن لا تحلّق مقاتلات "أف 16" في أوكرانيا هذا العام. ووفقاً لمولينغ، فإن عدد المقاتلات قليل جداً مقارنة بحجم أوكرانيا، كما أن الطائرات ليست قيد الاستخدام المستمر وتتطلب دائما الصيانة. ويعتقد أن الرقم المذكور يتوافق تقريباً مع عدد المقاتلات الهولندية التي تريد أمستردام التخلص منها على أي حال.

علاوة على ذلك، من غير المؤكد مدى فعالية تعامل طائرات "أف 16" مع الظروف في أوكرانيا، وبحسب ما أبرزت شبكة التحرير عينها فإن المقاتلات الغربية تتناسب مع المدارج الطويلة التي لا تشوبها شائبة، وقد تواجه مشاكل في المطارات السوفياتية السابقة المنتشرة في كل أنحاء أوكرانيا، حيث لا تزال كييف تفتقر إلى البنية التحتية لتشغيل طائرات "أف 16"، ناهيك بعدم توافر ورش الصيانة والإصلاح.

وعن ذلك أيضاً، اعتبر الخبير في المعهد الملكي للدراسات الاستراتيجية والأمن والدفاع البريطاني، جوستن برونك أن هناك المزيد من الصعوبات في استخدام "أف 16"، أولاً بسبب الدفاعات الروسية الكثيفة المضادة للطائرات، إذ لم تتمكن الطائرات المقاتلة من الطيران إلى خط المواجهة، لذلك من غير المرجح أن يتمكن الطيارون الأوكرانيون من تغطية القوات البرية بدعم جوي كبير، وبدلاً من ذلك هناك حاجة إلى الطائرات الغربية لصد المقاتلات الروسية وصواريخ كروز من الجو. وتفيد التقارير بأن الأمر يعتمد على عدد المقاتلات التي سيتم تسليمها، علماً أن هناك أكثر من 2800 مقاتلة قيد الاستخدام في كل أنحاء العالم.

ضغوط أوروبية على بايدن

من جهة ثانية، وبحسب تحليل لمؤسسة راند الفكرية الأميركية والتي تقدم المشورة للجيش الأميركي منذ سنوات، يمكن لـ "أف 16" أن تساعد أوكرانيا لحل العديد من مشاكلها الحالية، من بينها التفوق الجوي والصد والمراقبة والاستطلاع وتغطية الهجوم البري، وبالطبع ستساند طائرات الـ"ميغ 27" و"أس يو 29" في الخطوط الأمامية. مع العلم أنه وفقاً لخبراء راند، فإن المقاتلات الروسية الحديثة مثل "أس 35" و"ميغ 31" متفوقة على الطائرات الأوكرانية من نوع "ميغ 29" التي تلقتها من بولندا وسلوفاكيا منذ بداية الحرب.

وفي السياق، أشارت صحيفة "تاغس شبيغل" أن البنتاغون شدد مراراً على أن هناك حاجة ماسة إلى أسلحة أكثر فعالية، وعلى سبيل المثال، سلاح الدفاع الجوي وتسليم "أف 16" الباهظة الثمن من شأنها أن تحد من نطاق شحنات الأسلحة الأخرى. أما لماذا الآن، فتفيد المعلومات أن زيارة الرئيس فولوديمير زيلينسكي زادت الضغط لا سيما أن بايدن يخضع أيضاً لضغوط أوروبية. عدا ذلك، فإن تقارير داخلية لسلاح الجو نشرت أخيراً، تبين انه تم التوصل إلى استنتاجات، ومفادها أن تدريب الطيارين قد يستغرق في الواقع أربعة أشهر فقط، أي أسرع بكثير مما كان يعتقد سابقاً. وقوّم التقرير الخبرة المكتسبة خلال التدريب "غير الرسمي" لاثنين من الطيارين الأوكرانيين في ولاية أريزونا.

في المحصلة، وعلى الرغم من أنه لا يزال من غير المعلوم كيف يمكن لبرلين التي لا تمتلك هذه الطرازات من المقاتلات دعم المشروع، توازياً مع إشارات من دول أوروبية أخرى، بما في ذلك بريطانيا وفرنسا وهولندا استعدادها لتدريب الطياريين. ويمكن القول إن كل شيء بات مطروحاً على الطاولة ولا شيء مستبعداً من حيث المبدأ، باستثناء مشاركة الجنود الأميركيين. وفي هذا الإطار، قال النائب عن "المسيحي الديموقراطي" المعارض رودريش كيزيهفتر، إن تسليم الطائرات المقاتلة سيكون ميزة إضافية نوعية لاوكرانيا وسيدعم معركة الأسلحة المشتركة من أجل التحرير الناجح للأراضي الأوكرانية.

وتوقع أن تركز المعركة بشكل أساسي على الدفاعات الروسية في الأراضي الأوكرانية مثل شبه جزيرة القرم، مشدداً على أن كل ما هو مسموح بموجب القانون الدولي وضروري لانتصار أوكرانيا يجب أن يكون ممكناً.

تفترض أوكرانيا أن عدد الهجمات الصاروخية الروسية والطائرات من دون طيار يمكن أن ينخفض بشكل كبير باستخدام مقاتلات أف 16. ولذا سيتم استخدامها مع أنظمة الدفاع الجوي الأرضية، وهذا ما يشكل أيضاً حماية ودعم للقوات البرية.

المصدر: "المصدر: النهار العربي برلين"






إقرأ أيضاً

واشنطن: الدبلوماسية أفضل طريقة لعدم امتلاك إيران سلاحاً نوويّاً
إندونيسيا: انفصاليون في بابوا يهدّدون بقتل رهينة نيوزيلندي

https://www.traditionrolex.com/8