https://www.traditionrolex.com/8


ترميم الأراضي الخثّية في إنكلترا... كيف تتحول هذه المساحات من باعثة للكربون إلى بالوعة له؟


On 14 March, 2023
Published By Tony Ghantous
ترميم الأراضي الخثّية في إنكلترا... كيف تتحول هذه المساحات من باعثة للكربون إلى بالوعة له؟

على منحدر تل تجتاحه الرياح في زاوية نائية في شمال #إنكلترا، يسعى مشروع رائد لترميم الأراضي الخثّية إلى إعادة دور هذه البيئة الطبيعية المتدهورة كبالوعة للكربون.

يرمي مشروع "ريدج غراهام" الذي يضم فريقاً من عشرات الأشخاص إضافة إلى شاحنة-صهريج ومروحية وآلة حفر، إلى إعادة الأراضي لوضعها الطبيعي: مغمورة بالمياه ومخزِّنة لثاني أوكسيد #الكربون.

وحالياً، تؤدي أراضي بوكاسل الخثّية البالغة مساحتها 450 هكتاراً، ما يعادل حوالى 840 ملعباً لكرة القدم، دوراً معاكساً مع إطلاقها كميات من غازات الدفيئة، على غرار أراض أُخرى تُستغلّ بصورة كبيرة، ما يشكل حاجزاً بوجه هدف الحكومة البريطانية في الوصول إلى الحياد الكربوني بحلول سنة 2050.

وتشكل مستنقعات الخثّ أنظمة بيئية رطبة تتكون من مواد عضوية غنية بالكربون ومتحللة جزئياً.

وتمثل هذه المستنقعات 3 % من مجمل أراضي الكوكب وتشكل أكبر بالوعة طبيعية للكربون. وتساهم كذلك في تقليص أخطار حدوث فيضانات وتنقية المياه الجوفية والحفاظ على نوعية الهواء.

لكن عندما تتدهور هذه المواقع خصوصاً عقب استغلالها لتربية المواشي تحديداً، تصبح مصدراً لانبعاث الكربون، وتكون بذلك مسؤولة عن نحو 10 % من الانبعاثات العالمية السنوية، وفق جمعية "انترناشونال بيتلاند سوسايتي" المتخصصة.

في بوكاسل، تلقّت إحدى الشركات للمرة الأولى أموالاً عامة بلغت 813 ألف جنيه استرليني (980,34 ألف دولار) لترميم أراضً خثية. وتتولى شركة "ريدج كاربون كابتشر" العمل على عشرة مشاريع مماثلة في أنحاء البلاد.

وتوضح المسؤولة في الشركة بيتسي غلاسغو-فاسي (28 عاماً) "أنّ ترميم الأراضي الخثّية مُكلف جداً، وينبغي تالياً إيجاد طريقة لتقليص الكلفة".

وتشير غلاسغو-فاسي وهي تصعد التل، إلى الأعمال المنجزة منذ إطلاق المشروع في أيلول الماضي، إذ أقيمت مئات السدود الصغيرة المؤلفة من حجارة، فيما وُضعت على المرتفعات حواجز تتألف من قطع من ألياف جوز الهند.

وتولى العمال نشر كميات من نبتة الخلنج على الأراضي لأنّه "عندما تتعرض المستنقعات للهواء، تبدأ إطلاق كل الانبعاثات المتأتية من النباتات المتحللة"، وفق غلاسغو-فاسي.

وتوضع نبتة الخلنج في أي جزء مثقوب من الأراضي الشاسعة، في خطوة مماثلة لـ"تغطية قالب الحلوى بالكريما".

تضم المملكة المتحدة سبعة ملايين هكتار من الأراضي الخثّية، أي حوالى 10 % من مساحة أراضيها. إلا أنّ وضع 80 % من هذه الأراضي متدهور وينبعث منها عشرة ملايين طن من ثاني أوكسيد الكربون سنوياً، وفق الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة.

وتقول المسؤولة عن الأراضي الخثّية في الاتحاد رينيه كيركفليت-هيرمانز في حديث لوكالة فرانس برس "علينا ترميم المستنقعات في بلدنا وينبغي المباشرة بهذه الخطوة فوراً".

وتُعوَّض تكاليف المشروع بتوليد أطنان من الكربون وإعادة بيعها في سوق الكربون، في خطوة تتزايد أهميتها لناحية تمويل المشاريع التي ترمي إلى تقليص آثار التغير المناخي.

وهذه الخطوة كافية لتذليل العقبات المالية الكبيرة الخاصة بعمليات ترميم كهذه. إلا أنّ الدعم الذي توفره السلطات يحمل أهمية كبيرة أيضاً "لأن سعر الكربون راهناً ليس مرتفعاً بما يكفي"، وفق غلاسغو-فاسي.

وتطمح لندن إلى ترميم 35 ألف هكتار من الأراضي الخثّية في بريطانيا بحلول السنة 2025. ويؤكد ستيورت إيفانز من مشروع "ريدج غراهام" أن السلطات "أدركت أن الأراضي الخثية في أنحاء البلاد تنطوي على أهمية كبيرة، وهي متدهورة جداً".

ولم تُعرَف بعد المدة التي ستستغرقها أراضي بوكاسل حتى تنتقل من باعثة للكربون إلى بالوعة له، إلّا أنّ التقدم باتجاه هذا الهدف سيخضع بصورة مستمرة إلى تقييم.

وترى غلاسغكو-فاسي أنّ المسألة الأهم تتمثل في "إدراكنا أهمية هذا النوع من المشاريع".

المصدر: "المصدر: "النهار""






إقرأ أيضاً

هل تعمل خدمات "ستارلينك" على الهاتف في المستقبل؟
ينطلق هذا الأسبوع.. ماذا نعرف عن ChatGPT 4؟

https://www.traditionrolex.com/8