https://www.traditionrolex.com/8


استراتيجية إسرائيل شلّ المطارات السورية مستمرة... رغم الاستعدادات الإيرانية


On 07 March, 2023
Published By Karim Haddad
استراتيجية إسرائيل شلّ المطارات السورية مستمرة... رغم الاستعدادات الإيرانية

منذ وقوع الزلزال المدمّر في 6 شباط (فبراير) الماضي، كانت الأجواء السورية الملبدة بتحذيرات إسرائيلية من استخدام إيران غطاء المساعدات الإنسانية لتهريب أسلحة إلى سوريا توحي باحتمال حدوث تصعيد جوي ضد أهداف سورية، ويبدو أن الردود الإيرانية التي تمثلت في تفعيل منظومة دفاع جوي في دمشق، وإبداء استعدادها لتسليم منظومة صواريخ "خرداد 15" إلى سوريا، لم تشكل عائقاً أمام تنفيذ التهديدات الإسرائيلية.

جاء استهداف مطار حلب الدولي فجر اليوم الثلثاء ليؤكد عزم إسرائيل على مواصلة تنفيذ استراتيجية "شلّ المطارات السورية" بهدف قطع المسارات بين سوريا وإيران بذريعة أنها تستخدم في نقل الأسلحة.

وما يعزز من ذلك أن إسرائيل كانت دشنت سنة 2023 بتنفيذ غارات جوية في 2 كانون الثاني (يناير) الماضي أدت إلى إخراج مطار دمشق الدولي من الخدمة، كما نفذت قبل حوالى أسبوعين غارة نادرة استهدفت حي كفرسوسة الدمشقي مستهدفة ما قيل أنه اجتماع بين خبراء سوريين وإيرانيين لتطوير الطائرات المسيّرة.

طائرة إيرانية وغارة إسرائيلية

أرسلت إيران في الأسابيع الماضية 14 طائرة مساعدات في إطار جهودها لإغاثة منكوبي الزلزال المدمر، وحطت هذه الطائرات في مطارات دمشق وحلب واللاذقية.

الطائرة الإيرانية الأخيرة حطت في مطار حلب الدولي أمس الاثنين. وقالت وكالة الأنباء السورية "سانا"، إنها تحمل 22 طناً من المساعدات الطبية والغذائية، للمتضررين من الزلزال.

وبعد ساعات من وصولها، كانت طائرات إسرائيلية تحلّق فوق البحر الأبيض المتوسط غرب اللاذقية، حيث قامت بإطلاق صواريخها باتجاه مطار حلب الدولي الذي حطت به الطائرة الإيرانية، ما تسبب في "حدوث أضرار مادية في المطار وخروجه من الخدمة" وفق مصدر عسكري سوري تحدث إلى وكالة "سانا".

وكانت إسرائيل قد استهدفت مطار حلب مرتين متتاليتين خلال أسبوع واحد بين 31 آب (أغسطس) إلى 7 تموز (يوليو) من العام الماضي.

ونشرت صحيفة "نيزافيسيمايا" الروسية، وهي إحدى الصحف العشر الأكثر متابعة في روسيا، في 18 من كانون الأول (ديسمبر) 2022، تقريراً بعنوان "إسرائيل مستعدة لشل المطارات السورية"، وتناول حينها عزم إسرائيل على منع عودة الحركة الجوية بين سوريا وإيران، لأن المسارات تُستخدم لنقل الأسلحة، موضحة أن المسؤولين الإسرائيليين يستكشفون خيارات مختلفة، بما فيها توجيه ضربات قوية و"معطلة" للمطارات السورية.

مؤشرات مسبقة على الضربة

وتزايدت المؤشرات على احتمال استهداف الطائرات الإسرائيلية لمناطق في سوريا عقب منشورات ورقية ألقتها في جنوب البلاد، ونشاط لسرب الطيران 122 الاستخباراتي الإسرائيلي مؤخراً.

ونشر معرّف SAM، المتخصص بتتبع الضربات الإسرائيلية في سوريا، عبر "تويتر" يوم الخميس في الثاني من آذار (مارس) الجاري، أن البيانات والمعطيات الجوية المتراكمة لنشاط سلاح الجو الإسرائيلي، منذ صباح 27 شباط (فبراير) الماضي تؤشر إلى "قرب عدوان على سوريا"، وفق ما رصد موقع "عنب بلدي" المعارض.

وقال إن نسبة الخطر مرتفعة في الـ48 ساعة المقبلة، وسط تركيز كبير على جنوب سوريا في عمليات الاستطلاع الماضية.

وألقت طائرات إسرائيلية مسيّرة منشورات ورقية في مناطق القنيطرة ودرعا بجنوب سوريا، في 28 شباط الماضي (فبراير) الماضي وفي 1 آذار (مارس) الحالي.

وتضمنت المنشورات تحذيراً موجهاً لقادة وعناصر قوات النظام السوري، ورفضاً لاستمرار وجود عناصر لـ"حزب الله" اللبناني والتعاون معه، في قاعدة "تل الحارة" العسكرية في ريف درعا.

وفي الساعات التي سبقت الغارة الإسرائيلية، قامت طائرتان للمهام الإلكترونية الخاصة (استخبارات إلكترونية) من السرب 122 في سلاح الجو الإسرائيلي باستطلاع جوي مكثف لجنوب سوريا ومحيط دمشق عبر 4 طلعات جوية، علماً أن نشاط السطع كان ما زال كثيفاً منذ يوم الاثنين في 27 شباط (فبراير) الماضي والتركيز كبير جداً على جنوب سوريا.

‏وفي الأشهر الأخيرة تراجع نشاط سلاح الجو الإسرائيلي فوق لبنان بشكل كبير وتحديداً الطائرات الحربية، وعادة ما تدخل لجس نبض الدفاع الجوي السوري وإجباره على تشغيل منظوماته خصوصاً المتحركة لتحديد مواقعها، كما أن الطائرات الحربية تطلق الصواريخ والذخائر باتجاه سوريا من فوق البحر المتوسط.

ويركز سلاح الجو الإسرائيلي تحليق طائراته الحربية فوق الجليل والجولان المحتل، وإذا دخل أجواء لبنان، فيحصل ذلك في أقصى مناطق جنوبه القريبة من الحدود وجبل الشيخ ومثلث الحدود السورية - اللبنانية - الفلسطينية، وفي بعض الحالات تحلق طائرات العدو الحربية فوق البحر المتوسط مقابل الساحل اللبناني، وفق المعرّف نفسه.

وفي اعقاب الغارة الجديدة على مطار حلب، لاحظ معرّف SAM عبر تغريدات على تويتر "أنه منذ العدوان الإسرائيلي بتاريخ 13/10/2021 والذي طاول مواقع للجيش العربي السوري والحلفاء في محيط تدمر ثم تبعه بعد أيام عدة حينها، رد بهجوم على قاعدة التنف الأميركية، حتى تاريخ اليوم لم يقم العدو الإسرائيلي بأي عدوان جوي عبر أجواء التنف وشرق سوريا (البادية السورية)".

وأضاف أن "الاعتداءات الإسرائيلية على حلب كانت تتم من خلال عبور طيران العدو أجواء الأردن ثم التنف والتوغل في شرق سوريا حيث لا وجود للدفاع الجوي ثم إطلاق الصواريخ باتجاه حلب من أجواء المنطقة الشرقية. العدوان اليوم نُفذ من أجواء البحر المتوسط غرب الساحل السوري وما زال تجنب التنف مستمراً".

وكان رئيس هيئة الأركان الأميركية الجنرال مارك ميلي قد تفقد قاعدة التنف يوم السبت الماضي في زيارة غير مسبوقة لمسؤول أميركي رفيع من هذا المستوى.

تفعيل منظومة إيرانية

وأفادت مصادر مطلعة في سوريا، قبل يومين، بأن الميليشيات الإيرانية أعطت الإذن بتفعيل منظومة الدفاع الجوي المؤلفة من 4 بطاريات، في دمشق، للتصدي لأي ضربات إسرائيلية خلال الفترة المقبلة.

وكشف "المرصد السوري لحقوق الإنسان" عن أن الأوامر أعطيت للقيادات في الميليشيات الإيرانية بتخفيف الحركة داخل الأراضي السورية، بعد تفعيل المنظومة، خوفاً من الاستهدافات الإسرائيلية.

ووفقاً للمصادر، فإن الميليشيات الإيرانية استغلت خلال الأيام الماضية كارثة الزلزال المدمر الذي ضرب أجزاءً من الأراضي السورية ودخول المساعدات الإنسانية، لإدخال منظومة الدفاع الجوي وتسليمها للحكومة السورية. علماً أن تكلفة المنظومة الإيرانية أقل من تكلفة منظومة الدفاع الجوي الروسية "إس 300".

وقال المرصد السوري إن المنظومة الإيرانية المذكورة دخلت من خلال معبر البوكمال - القائم، الحدودي مع العراق. ومن المتوقع دخول مزيد من الصواريخ الإيرانية لنشرها في المواقع العسكرية والأمنية في حماة واللاذقية ودير الزور.

 

المصدر: ": دمشق - النهار العربي"






إقرأ أيضاً

بينهم منفّذ عمليّة حوارة... مقتل 6 فلسطينيين باقتحام ‏إسرائيلي لجنين
وزير الخارجية السعودي: سوريا قد تعود إلى الجامعة العربية لكن ليس بعد

https://www.traditionrolex.com/8