https://www.traditionrolex.com/8


كم من الوقت يمكن البقاء على قيد الحياة تحت الركام؟


On 12 February, 2023
Published By Tony Ghantous
كم من الوقت يمكن البقاء على قيد الحياة تحت الركام؟

بعد مرور 5 أيام على الزلزال المدمر الذي ضرب مناطق شاسعة من تركيا وسوريا وقد تجاوزت حصيلة القتلى فيه الـ24 ألفاً، تستمر عمليات الإنقاذ بحثاً عن الضحايا حيث يصارع عمال الإغاثة الزمن لإنقاذ من لا يزالون على قيد الحياة تحت الركام، فيما تتضاءل الآمال بالعثور على ناجين. السؤال الذي يُطرح الآن هو: كم من الوقت يمكن البقاء على قيد الحياة تحت الأنقاض؟ علماً انه سجّلت سابقاً قصص لأشخاص نجوا من الموت ومنهم سيدة عُثر عليها حيّة بعد 63 يوماً من وقوع زلزال باكستان بعد أن كان الأمل قد فّقد بالعثور عليها حيّة. كما أنقذ رجل وفتاة بعد مرور أسبوعين على زلزال هايتي. وفق ما يوضحه طبيب الصحة العامة والأمراض الداخلية الدكتور حسين الهواري الذي ترأس هيئة الإغاثة الدولية في البوسنة خلال الحرب وله خبرة في هذا المجال، ثمة عوامل عديدة تلعب دوراً في زيادة فرص البقاء على قيد الحياة فيما تأتي أخرى لتقلل من هذه الفرص ولا بد من أخذها كلّها في الاعتبار.

 

 

 

 

كم من الوقت يمكن أن يبقى شخص على قيد الحياة تحت الأنقاض؟
تعتمد فرص البقاء على قيد الحياة تحت الأنقاض على عوامل عدة. إنما الفترة الذهبية التي تزيد فيها هذه الفرص، وفق الهواري هي 3 أو 4 أيام وتصل إلى أسبوع كحد أقصى فيما تتضاءل الفرص بعدها، وإن كانت هناك حالات سجّلت في العالم لأشخاص تم إنقاذهم بعد أسبوعين أو أكثر لكن ذلك قد يرتبط بالظروف التي يتواجد فيها تحت الركام. فمن الممكن أن يكون الشخص عندها محمياً بحيث لم يتلق ضربة على الرأس أو في أي موضع آخر في الجسم تسببت له بنزف أو كسور وهنا تزيد فرص النجاة. كما أنه من المفترض بمن يبقى على قيد الحياة تحت الركام أن يكون قادراً على التنفس من منفذ معين لاعتبار أن الماء والهواء هما العنصران الأساسيان الكفيلان بإبقائه على قيد الحياة تحت الأنقاض، فيما لا يعتبر الغذاء من العناصر الأساسية لاعتبار أنه من الممكن للإنسان أن يبقى حياً أسبوعين من دون غذاء. في المقابل، المكوث من دون ماء لأكثر من 4 أيام تحت الأنقاض يؤدي حكماً إلى فشل كلوي وبالتالي الوفاة.

ويشير الهواري إلى أن هذا الحديث لا ينطبق طبعاً على من تعرض لكسور في مواضع معينة. فلا بد من أخذ حجم الإصابات التي تعرض لها الشخص تحت الركام. فمن يتعرض إلى كسور في الجمجمة أو نزف حاد في الكبد أو في الدماغ أو غيرها من المواضع، تكون الإصابة خطيرة وتستدعي المعالجة السريعة فيما تكون فرص البقاء على قيد الحياة ضئيلة جداً.

  

 

من جهة أخرى، لدرجة الحرارة في المحيط أهمية في هذا المجال أيضاً. فبقدر ما تكون درجة الحرارة عالية يزيد احتمال التعرض للتعرق الشديد ما يؤدي إلى خسارة الكثير من السوائل في الجسم التي لا يكون أصلاً قادراً على التعويض عنها ما يجعله أكثر عرضة للهبوط في الضغط والفشل الكلوي والوفاة. ومما لا شك فيه أنه بالنسبة للشخص الذي يعاني أصلاً أمراضاً مزمنة تتراجع فرص البقاء على قيد الحياة تحت الأنقاض ومن هذه الأمراض الفشل الكلوي أو الفشل في عضلة القلب أو السكري أو ارتفاع ضغط الدم أو الربو فلهم أصلاً بنية صحية ضعيفة، فيما العكس صحيح حيث أن من لهم بنية صحية جيدة ولم يتعرضوا لكسور أو إصابات خطيرة لهم فرص كبرى في البقاء على قيد الحياة لوقت أطول أي بعد 3 أيام أو 4، إذا توافرت الظروف المناسبة لهم أي الهواء والماء.


هل تختلف الظروف المتوافرة للبقاء على قيد الحياة بين تركيا وسوريا؟
لأن فرص إنقاذ المزيد من الأشخاص تعتمد أيضاً على المعدات المستخدمة في عمليات الإنقاذ وتوافر معدات الاستشعار لحركة التنفس وخبرة الفرق التي تعمل على ذلك، من الطبيعي أن تختلف الظروف بين تركيا وسوريا. فبقدر ما تكون هذه المعدات متطورة أكثر تزيد فاعلية عمليات الإنقاذ وسرعتها وتزيد فرص إخراج المزيد من الناجين من تحت الركام. انطلاقاً من ذلك، ثمة فارق واضح بين وقع الزلزال على تركيا ووقعه على سوريا، بحسب الهواري. ففي تركيا أعداد الناجين الذين خرجوا أحياء من تحت الأنقاض بعد 4 أيام كانت عالية بالمقارنة مع من كانوا في سوريا. فقد فاقت أعداد العاملين في فرق الإنقاذ في تركيا الـ150 ألفاً تم تجنيدهم لهذا الهدف سريعاً بعد الزلزال، إضافة إلى توافر معدات الإستشعار المتطورة المتوافرة لديهم التي تسمح بكشف الذبذبات التي تدل إلى وجود أحياء، وايضاً وجود الكلاب المدرّبة والفرق الدولية المتخصصة التي قدمت إلى البلاد لتقديم المساعدة. في المقابل في سوريا قلة الخبرة وقلة المعدات المتوافرة لإنقاذ الضحايا هما من العوامل التي ساهمت في زيادة معدلات الوفيات تحت الركان لعدم القدرة على إنقاذهم.


ما هي الخطوات التي من المفترض اتباعها بعد خروج الناجي من تحت الإنقاض؟
بعد خروج الشخص سالماً من تحت الأنقاض، لا بد من التعاطي مع كل حالة على حدة، بحسب السن والظروف التي تواجد فيها والإصابات التي تعرض لها والوقت الذي أمضاه الشخص تحت الأنقاض ونسبة الماء والأوكسيجين في الجسم. يشير الهواري إلى ضرورة تثبيت الرأس عندها والعنق وتزويد الناجي بالأوكسيجين والمصل ويُنقل عندها إلى أقرب مستشفى ليلقى العلاج المناسب. هناك أشخاص يتخطون المشكلات لكن يتوفى البعض بعد نقلهم إلى المستشفى بحسب الإصابات والنزف والقصور الكلوي إذا كانوا يعانونه. وفي بعض الحالات تفرض الحالة بتر الأعضاء أو يعاني البعض إصابات جسدية دائمة. كما يمكن التعرض لقصور كلوي أيضاً. في كل الحالات يشدد على أهمية العلاج الفيزيائي بعدها وبشكل خاص العلاج النفسي لأن هؤلاء الأشخاص الذين عاشوا هذه التجربة الصعبة يتعرضون لصدمة نفسية كبرى، إضافة إلى الإصابات الجسدية. فمن المهم أن يلقوا العلاج النفسي اللازم لفترة طويلة من قبل اختصاصيين لمعالجة صدمة ما بعد الزلزال.

 

المصدر: "المصدر: النهار العربي"






إقرأ أيضاً

لهذا السبب.. استنشاق الهواء قد يصيبك بالاكتئاب
بخطوات منزلية بسيطة.. يمكنك الحفاظ على صحة أسنانك

https://www.traditionrolex.com/8