https://www.traditionrolex.com/8


صراع مفتوح بين الجولاني والمسؤول العسكري التركي الجديد في الشمال السوري


On 06 February, 2023
Published By Tony Ghantous
صراع مفتوح بين الجولاني والمسؤول العسكري التركي الجديد في الشمال السوري

اندلع صراع معلن خلال الأيام القليلة الماضية بين زعيم "هيئة تحرير الشام"، أبي محمد الجولاني، وأبي عارف وهو لقب الضابط التركي الجديد الذي تولى مسؤولية الإشراف على ملف الفصائل السورية المسلحة خلفاً للضابط السابق الملقب بأبي داوود.

 

وبرز الصراع الذي يأتي على خلفية مسار التطبيع القائم بين سوريا وتركيا، وموقف "هيئة تحرير الشام" الرافض له، في شكل واضح بعد اغتيال صدام موسى "أبو عدي" القيادي في القطاع الشرقي لحركة أحرار الشام، المقرب من "هيئة تحرير الشام"، بطائرة مسيّرة. ويعتبر أبو عدي من أبرز قادة القطاع الشرقي المتهمين بالولاء المطلق لأبي محمد الجولاني، وهو الذي سيطر مع جماعته على معبر الحمران في جرابلس الذي يفصل بين منطقة درع الفرات الخاضعة للاحتلال التركي بالتنسيق مع الجيش الوطني السوري، ومنطقة سيطرة "قوات سوريا الديموقراطية".

 

ووفق خطة إعادة الهيكلة التي وضعتها أنقرة بعد سيطرة الجولاني على عفرين في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي كان يفترض أن تقوم كل الفصائل بتسليم المعابر الخاضعة لسيطرتها إلى وزارة الدفاع في الحكومة الموقتة لإنشاء صندوق موحد يتكفل بإدارة وتوزيع موارد هذه المعابر بين الفصائل وفق نسب متفق عليها، غير أن أبو عدي رفض تسليم معبر الحمران على الرغم من المطالبات المتكررة، ومن دون أن تجدي نفعاً الضغوط التي مارستها المخابرات التركية لإثنائه عن موقفه.

 

وعلى الرغم من أن أنقرة لم تعلن مسؤوليتها عن الغارة التي استهدفت القيادي في القطاع الشرقي في قرية الحدث بريف مدينة الباب، سارع العديد من قادة "هيئة تحرير الشام" إلى توجيه الاتهام إليها، مشيرين إلى أن الصاروخ الذي تم استخدامه في العملية هو من النوع الذي تتزود به طائرة بيرقدار التركية المسيّرة. وحدد هؤلاء القادة ومن أبرزهم أبو أحمد زكور المسؤولية للضابط التركي الملقب بأبي عارف.

 

ويبدو أن الكشف عن الضابط التركي الذي تشتبه "هيئة تحرير الشام" بوقوفه وراء اغتيال أبو عدي لم يكن من قبيل المصادفة بل يخفي وراءه صراعاً مستجداً بين أنقرة والجولاني بدأت بوادره بالظهور منذ الإعلان عن اجتماع موسكو الذي ضم وزراء الدفاع في سوريا وتركيا وموسكو ونظرت إليه "هيئة تحرير الشام" على أنه انحراف خطير عن الثورة السورية.

 

وأفادت مصادر مقربة من "هيئة تحرير الشام" "النهار العربي" أن أبو عارف هو اسم الضابط التركي الجديد الذي عينته أنقرة للإشراف على الملف العسكري في سوريا، ويشمل اختصاصه إعادة ترتيب العلاقة بين الاستخبارات التركية والفصائل السورية المسلحة بما يتوافق مع التوجهات السياسية الجديدة لأنقرة المتمثلة بإعادة تطبيع العلاقة مع دمشق.

 

ومما له دلالته أن المعلومات المتوافرة عن الجنرال أبي عارف تتلخص في أمر واحد وهو أنه من أشد المناوئين لـ"هيئة تحرير الشام"، وفق مصدر مقرب من الجيش الوطني السوري تحدث إلى "النهار العربي" وقال: "يبدو أن مسؤولية الجنرال أبو عارف هي العمل على تطويع هيئة تحرير الشام بالقوة من أجل ألا تقوم بأي ممارسات من شأنها تعطيل مسار التطبيع بين أنقرة ودمشق".

 

وخلف أبو عارف في مهمته الجديدة، ضابط تركي سابق كان يُلقب بأبو داوود والذي عُيّن في منصبه الصيف الماضي بحسب تقرير نشره "النهار العربي" تحت عنوان: "تركيا تغيّر مسؤولها العسكري في إدارة الملف السّوري... ما هي الخلفيّات؟"، ويعتبر أبو داوود من أقل الضباط الأتراك خدمة في الملف السوري، ويبدو أن غزوة عفرين من قبل "هيئة تحرير الشام" قد عجّلت في عزله وتعيين أبو عارف مكانه.

 

والمفارقة أن تعيين أبو داوود كمسؤول عسكري تركي للملف السوري جاء في حينه استجابة للشكاوى الكثيرة من قبل قادة الفصائل ضد المسؤول العسكري الأسبق أبو سعيد واتهامه بالانحياز إلى "هيئة تحرير الشام"، ولكن في عهد أبو داوود تمكنت الهيئة من احتلال منطقة غصن الزيتون "عفرين" ووضع السياسة التركية في عين الانتقادات الإقليمية والدولية.

 

ومن شأن ذلك أن يكشف عن مدى صعوبة العلاقة بين الاستخبارات التركية من جهة وهيئة الجولاني من جهة ثانية، وربما يسلط الضوء أيضاً على مدى قدرة الجولاني على شراء الضباط الأتراك واستقطابهم للعمل لمصلحته أو على الأقل غض الطرف عن ممارساته حتى تلك التي تتعارض مع أولويات السياسة التركية.

 

وسوف يكون الجنرال أبو عارف تحت المجهر خصوصاً أنه أول ضابط تركي يدخل في صراع معلن مع إحدى الفصائل السورية المسلحة من وزن "هيئة تحرير الشام" التي تعتبر من أقوى الفصائل الجهادية وهي تسيطر على مساحة تعادل مساحة لبنان تقريباً، هي منطقة إدلب ومحيطها، بما لهذه المنطقة من أهمية استراتيجية في مسار التطبيع القائم بين دمشق وأنقرة لأنه يمر من خلالها الطريق الدولي "أم فور" الذي يعتبر افتتاحه من أبرز مطالب دمشق وموسكو في هذه المرحلة.

 

وأوعز الجولاني إلى بعض الفصائل المتحالفة معه وهي تعمل رسمياً تحت لواء الجيش الوطني السوري بتشكيل اندماج عسكري جديد تحت اسم "تجمع الشهباء" وذلك في خطوة تصعيد إضافية ضد سياسة أنقرة الجديدة.

 

ويبدو أن المرحلة المقبلة في الشمال السوري سوف يكون عنوانها: الصراع بين الجولاني وأبو عارف، ومن منهما ستكون لديه القدرة على تطويع الآخر، غير أن هذا الصراع على النفوذ والسياسة قد يجر المنطقة إلى موجة اقتتال جديدة من شأنها أن تنقض كل ما قامت به الاستخبارات التركية على صعيد إعادة تنظيم المنطقة لاحتواء غزوة عفرين.

المصدر: "المصدر: النهار العربي"






إقرأ أيضاً

بعد الزلزال المدمّر.. أضرار وانهيار مبانٍ
سوريا... إعلان شمال غربي البلاد "منطقة منكوبة بالكامل" جراء الزلزال

https://www.traditionrolex.com/8