الصح والخطأ حول مضادات الاكتئاب

كثيرون يلجأون عشوائياً إلى مضادات الاكتئاب ما يشكل ظاهرة مقلقة للأطباء الذي يعتبرون أن ذلك لا يخلو من تداعيات لا يمكن الاستهانة بها. كما أن دراسات حديثة تأتي لتثير الجلد أكثر بعد حول فاعلية مضادات الاكتئاب والجدوى من تناولها بحسب ما نشر في SanteMagazine. هذا يستدعي تصحيح أفكار عديدة خاطئة تنتشر حول هذا الموضوع.

تعتبر مضادات الاكتئاب أكثر فاعلية من العلاج النفسي في معالجة حالة الإكتئاب

خطأ. يعتبر العلاج النفسي فاعلاً كمضادات الاكتئاب أو أكثر بعد في معالجة حالات الاكتئاب البسيطة وتلك المتوسطة الحدة. لذلك هي توصف كحل علاجي أول. أما في الحالات الأكثر حدة، فتوصف مضادات الاكتئاب مع العلاج النفسي فيكملان بعضهما. لكن تكمن المشكلة في أن البعض قد يجد صعوبة في تحمل تكاليف العلاج النفسي بجلساته التي يمكن أن تطول، إضافة إلى أهمية تأمين الاختصاصي الذي يتمتع بالخبرة اللازمة لمثل هذه الحالات.

يمكن اكتشاف فاعلية العلاج سريعاً

صح. يمكن ملاحظة أثر الدواء على الحالة النفسية والاضطرابات المرتبطة بحالة الاكتئاب  والتراجع فيها، وإن كان يختلف بين شخص وآخر، خلال أسبوعين أو 3 من بدء العلاج. عندها من الضروري إعادة تقويم الحالة لتحديد كيفية متابعة العلاج.

طريق العلاج طويل

صح. يطول علاج الاكتئاب، فبسبب الاكتئاب تتراجع وظائف الدماغ. تساعد مضادات الاكتئاب على تحسين بعض القدرات منها القدرة على التعلّم ومستوى الذاكرة، إنما هذا يتطلب وقتاً. قد يستدعي ذلك 6 أشهر أو 8 بعد زوال الأعراض أو 8 إلى 10 أشهر من بداية العلاج.

زيادة الوزن من الآثار الجانبية لمضادات الاكتئاب

صح. تسبب معظم مضادات الاكتئاب زيادة في الوزن، خصوصاً عندما تطول فترة العلاج لأكثر من عام. علماً أن ثمة انواعاً عديدة منها ولا تسبب كلّها زيادة الوزن بالمعدلات نفسها. في المقابل، ترتفع معدلات زيادة الوزن بسبب العوامل المرافقة لحالة الاكتئاب كحالة الركود وانعدام النشاط الجسدي. فبشكل عام من يصاب بهذه الحالة يميل إلى الحركة بمعدلات أقل.

تؤدي مضادات الاكتئاب إلى حالة من النعاس وتزيد الرغبة في النوم

صح أحياناً. فمن الممكن أن يحصل ذلك لدى البعض حيث تشعر نسبة 15 أو 20 في المئة من المرضى برغبة مستمرة بالنوم. كما يفقدون عندها المشاعر الإيجابية وتتراجع ردود الفعل لديهم بسبب هذا الكسل الذي تولّده مضادات الاكتئاب. لكن هذا يحصل نادراً ويكفي أحياناً خفض الجرعة للتخلص من هذه الآثار الجانبية وإلا فيمكن تجربة دواء آخر.

تُحدث مضادات الاكتئاب تغييراً في الشخصية وفي الرغبة الجنسية

صح وخطأ. في الواقع تحدث حالة الاكتئاب تغييراً في المشاعر وفي السلوكيات والأذواق كما يمكن أن تؤدي إلى فقدان متعة العيش والعزلة. أما بالنسبة إلى تراجع الرغبة الجنسية فيمكن أن يحصل ذلك لكن بمعدل يختلف بين شخص وآخر. فلمعظم أنواع مضادات الاكتئاب الأكثر شيوعاً أثر في الرغبة الجنسية. بالنسبة للرجل يمكن أن تؤدي إلى تأخير في القدرة على الانتصاب أما لدى المرأة فتؤدي إلى تأخير في بلوغ النشوة.

تزيد مضادات الاكتئاب الأفكار الانتحارية

صح. بشكل عام لا تزيد الأفكار الانتحارية بسببها أو محاولات الانتحار. في حالات نادرة يمكن أن تكون هناك أفكار انتحارية لدى مرضى يخضعون للعلاج لكن السبب قد يكون في المرض والعلاج معاً. لكن تبين أن معظم الأشخاص الذين يقدمون على الانتحار لم يحصلوا على مضادات اكتئاب.

المصدر: "المصدر: النهار العربي"