https://www.traditionrolex.com/8


الأطلسي وروسيا... احتمالات الصدام أكبر


On 01 February, 2023
Published By Tony Ghantous
الأطلسي وروسيا... احتمالات الصدام أكبر

غداة قرار برلين تسليم دبابات "ليوبارد-2" الى كييف، أعلن المستشار الألماني أولاف شولتس، أنه لن يسمح بصدام مباشر بين حلف شمال الأطلسي وروسيا. كلام يقصد به عدم تكوين انطباع بأن الخطوة الألمانية هي بمثابة تمهيد لحدث أكبر، يجعل الحلف طرفاً في الحرب. 

 

وبصرف النظر عما إذا كان شولتس يريد بكلامه طمأنة روسيا أو طمأنة الشعب الألماني، فإن مسار الحرب التي بدأت قبل سنة، هو الذي يتحكم بالقرارات التي اتخذتها الحكومات وليس العكس. 

 

من المؤكد أنه لم يكن يدور في خلد أي من القادة الغربيين في 24 شباط (فبراير) من العام الماضي، أنهم بعد 11 شهراً على اندلاع الحرب، سيضطرون إلى اتخاذ قرار بإرسال دباباتهم الثقيلة إلى الحدود الروسية. بدأ الدعم الغربي على شكل صواريخ "جافلين" و"إن. لاو" المضادة للدروع و"ستينغر" المضادة للطائرات، وبعد أشهر، تطورت المساعدات لتشمل إرسال راجمات صواريخ "هيمارس" الأميركية الدقيقة الإصابة، وأنظمة للدفاع الجوي ألمانية وفرنسية وإسبانية، ومن ثم أتى دور أنظمة "باتريوت" المضادة للصواريخ، فالعربات القتالية، وصولاً إلى الدبابات الثقيلة بعد ذلك، فيما البحث جارٍ الآن في حاجة أوكرانيا إلى مقاتلات "إف-16" أو ما يوازيها من مقاتلات أوروبية فضلاً عن صواريخ "أتاكمز" الأميركية البعيدة المدى.    

 

الجانب الأوكراني المسنود من بريطانيا وبولندا وجمهوريات البلطيق، يعتبر أن لا إمكان لاستئناف الهجمات المعاكسة على نطاق واسع وطرد القوات الروسية من كامل الأراضي الأوكرانية بما فيها الدونباس والقرم، من دون الحصول على المقاتلات والصواريخ البعيدة المدى التي من شأنها ضرب طرق إمداد الجيش الروسي.    

 

المسألة ليست متعلقة فقط بما يعتبره الجانب الغربي. هناك الجانب الروسي الذي من غير المعروف عند أي مرحلة من مراحل المساعدات الغربية يمكن أن يعتبر حلف شمال الأطلسي بات طرفاً مباشراً في الحرب. 

 

مثل هذه النقطة غاية في الخطورة، لأن من شأنها تغيير قواعد اللعبة وزيادة احتمالات توسع الحرب إلى خارج الأراضي الأوكرانية لتشمل إحدى دول حلف شمال الأطلسي. عندها سيكون من الصعوبة بمكان احتواء التصعيد وتفادي عدم تدحرج الأحداث إلى مواجهة روسية-أطلسية مباشرة، أو الانزلاق إلى استعمال أسلحة غير تقليدية.    

من هنا ليس بمقدور شولتس أو غيره من الزعماء الغربيين معرفة الوجهة التي ستتخذها الحرب بعد أشهر أو بعد نحو سنة أو ربما أكثر، في نزاع مفتوح ومديد ولا تلوح له نهاية له في الأفق المنظور.   

 

وثمة أسئلة مشروعة من مثل: ماذا لو لم تنجح أوكرانيا بما توفر لها من مساعدات غربية من تحقيق الغاية التي تسعى إليها وهي إخراج الروس بالكامل من أراضيها؟ وماذا لو نجحت روسيا في إعادة تنظيم جيشها ونقله إلى الحالة الهجومية مرة أخرى؟

 

قائد الجيش الأوكراني الجنرال فاليري زالوجني الذي يعرف التفاصيل الميدانية بدقة وإليه يعزى الفضل في وضع الإستراتيجية التي مكنت القوات الأوكرانية من التصدي للهجمات الروسية، كان توقع في مقابلة مع أسبوعية "الإيكونوميست" البريطانية الشهر الماضي، أن يكرر الروس مجدداً محاولة السيطرة على كييف.   

 

وينظر قادة عسكريون غربيون بحذر إلى احتمال إعلان روسيا عن تعبئة جزئية ثانية قريباً، فضلاً عن التغييرات التي تجريها روسيا على صعيد القادة الميدانيين الذي تولوا حتى الآن إدارة الحرب في أوكرانيا. وآخر هذه التغييرات كانت العهدة بقيادة الحرب إلى رئيس الأركان فاليري غيراسيموف المقرب من الرئيس فلاديمير بوتين. 

 

هذه تطورات من شأنها زيادة الغموض حيال مراحل التصعيد التي ستمر بها الحرب، والتكهن عند أي محطة منها يمكن إشتعال صدام مباشر بين روسيا والأطلسي، على رغم تمني شولتس ألا يحدث ذلك.

المصدر: النهار العربي

سميح صعب

المصدر: "المصدر: النهار العربي"






إقرأ أيضاً

النهار العربي اليوم: قاتل رابين ونظام الملالي... الدولار يحقق أفضل المكاسب
أذربيجان تعلن توقيف 39 شخصاً ضمن "شبكة تجسس" إيرانية

https://www.traditionrolex.com/8