كاريتاس الدولية تسلط الضوء على الأوضاع في الكونغو وجنوب السودان عشية بداية زيارة البابا

شاءت إذا الهيئة الخيرية الكاثوليكية أن تتناول الأوضاع الإنسانية في البلدين الأفريقيين اللذين سيزورهما البابا بدءا من يوم غد الثلاثاء وحتى الخامس من شباط فبراير المقبل، مشيرة إلى أنهما يعيشان منذ أكثر من عشرين عاماً أزمة إنسانية خطيرة، تناستها وسائل الإعلام، لكنها ما تزال محط اهتمام كاريتاس الدولية والكنائس المحلية التي لم تتوقف يوماً عن تقديم المساعدات للسكان المحتاجين والتخفيف من معاناتهم. يوم الجمعة الفائت عُقد لقاء افتراضي ضم مديرَي كاريتاس في البلدين والسيدة بيتروسيلو ممثلة هيئة كاريتاس الدولية الناشطة في أكثر من مائتي بلد ومنطقة حول العالم.

في حديثها لموقعنا الإلكتروني أكدت بيتروسيلو أن الهيئة تبذل كل ما في وسعها من أجل تلبية احتياجات السكان، لاسيما شرائح المجتمع الأشد ضعفاً وهشاشة، وهذا ما تفعله في جمهورية الكونغو الديمقراطية للتجاوب مع الأزمة الإنسانية، لاسيما في شرق البلاد حيث ما يزال التوتر قائما. ولفتت في هذا السياق إلى انعدام الأمن الغذائي الذي ازداد سوءا خلال الأشهر الماضية لأسباب مرتبطة أيضا بالصراع الروسي الأوكراني.

وأوضحت أن التزام كاريتاس يشمل أيضا استضافة ومساعدة النازحين، مشيرة إلى وجود أكثر من خمسة ملايين مهجر داخل البلاد بسبب الصراع المسلح، وقد نزح معظمهم عن المناطق الشرقية، وأكدت أن الهيئة تسعى إلى توفير السكن والطعام والتربية وتلبية الاحتياجات الأساسية لهؤلاء الأشخاص، الذين يوجد بينهم أطفال مجندون. وأضافت أن كاريتاس تنتظر من الجماعة الدولية مساعدة مادية، موضحة أن وجودها المتشعب على الأرض يسمح لها بالوصول إلى أكبر عدد ممكن من السكان المحتاجين، لكنها بحاجة إلى الموارد.

في سياق حديثها عن الأوضاع الراهنة في جنوب السودان، قالت السيدة بيتروسيلو إن هيئة كاريتاس ملتزمة في هذا البلد أيضا في ضمان الأمن الغذائي من خلال تقديم الدعم للمزارعين، لافتة إلى وجود برامج تهدف إلى مد هؤلاء بالبذور مع العلم أن الجزء الأكبر من برامجها يتعلق بتوفير الضيافة للنازحين، وبالسعي إلى بناء السلام. وأكدت أن كاريتاس المحلية تضم أشخاصا من مختلف الجماعات والأعراق

وهي تُشركهم في نشاطات مشتركة تهدف إلى تعزيز السلام.

في ختام حديثها لموقعنا الإلكتروني عادت المسؤولة عن جهاز التواصل في كاريتاس الدولية لتسلط الضوء على أهمية أن تقدم الجماعة الدولية الدعم المادي كي تتمكن من التصدي لتلك الأزمات المنسية والتي دامت طويلاً، موضحة أن الهيئة أطلقت من على موقعها الإلكتروني نداء لمساعدة البلدين اللذين سيزورهما البابا فرنسيس.