https://www.traditionrolex.com/8


وزير الدفاع السوري في طهران... مساعٍ لإدخال إيران في مسار التقارب مع تركيا!


On 25 January, 2023
Published By Tony Ghantous
وزير الدفاع السوري في طهران... مساعٍ لإدخال إيران في مسار التقارب مع تركيا!

تسعى طهران ودمشق إلى تخطّي ما ساد بينهما من سوء تفاهم وضعف تنسيق بخصوص التعامل مع ملف التقارب السوري- التركي الذي أثار غياب إيران عنه العديد من التساؤلات والشكوك حول ما يجري في كواليس العلاقة بين البلدين ولا سيما أن ذلك ترافق مع تأجيل زيارة كان الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي يعتزم القيام بها لسوريا. 

 

وقد شهد خط دمشق – طهران مؤخراً نشاطاً مكثفاً تمثل في زيارة وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان إلى دمشق قبل حوالي أسبوعين، أعقبها قبل أيام زيارة لمستشارة الرئيس السوري الدكتورة بثينة شعبان بصفتها ممثلة للسيدة الأولى أسماء الأسد لحضور  أعمال المؤتمر الدولي الأول "للنساء المؤثرات".
وزار الاثنين وزير الدفاع السوري علي محمود عباس العاصمة الإيرانية طهران والتقى عدداً من المسؤولين الإيرانيين أبرزهم الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ورئيس هيئة الأركان الإيرانية، محمد باقري. 

 

وذكرت الوكالة السورية الرسمية للأنباء (سانا) أن الجانبين بحثا العلاقات الثنائية وتعزيز التعاون المشترك، بما يخدم مصلحة البلدين والشعبين.
واعتبر عباس أن التعاون بين الجانبين كانت له نتائج "مثمرة" في "دحر الإرهاب والمخططات العدوانية"، وأن "النصر الذي تحقق على الإرهاب نصر مشترك"، مع تأكيده أهمية استمرار التعاون والتشاور والتنسيق المشترك.

من جهته، أكد باقري عمق العلاقات الإيرانية- السورية، مضيفًا أن سوريا "بصمودها قيادة وجيشًا وشعبًا، أحبطت المؤامرات وانتصرت على الإرهاب، وحافظت على استقلاليتها وسيادتها الوطنية".

 

وقال الرئيس الإيراني أثناء استقباله وزير الدفاع السوري أن "الجمهورية الاسلامية الايرانية هي الصديق الحقيقي للشعب السوري لأنها كما وقفت الى جانب سوريا حكومة وشعباً في مرحلة التصدي للارهاب فإنها مستعدة ايضاً خلال مرحلة اعادة الاعمار ايضا ان تقف الى جانبهم عبر تعزيز التعاون الاقتصادي الشامل".
ولا تخلو إشارة الرئيس الإيراني إلى كون إيران هي "الصديق الحقيقي" من دلالات في معرض الجدل الذي أثاره غياب إيران عن اجتماع وزراء الدفاع في موسكو. وقد أكد وزير الدفاع السوري على ذلك من خلاله تأكيده بحضور الرئيس الإيراني على أن "العدو يتربص دوماً الفرص للمساس بالعلاقات الصلبة والاخوية بين سوريا وايران ولكن العلاقات بين البلدين متجذرة وراسخة اكثر من أن يتمكن احد من المساس بها، وأن هذه العلاقات تتطور وتترسخ يوماً بعد يوم أكثر من ذي قبل" .

 

وجاءت زيارة عباس إلى طهران لمنح المسؤولين الإيرانيين فرصة لسماع مضمون المحادثات التي شهدها اجتماع وزراء دفاع كلّ من روسيا وتركيا وسوريا في موسكو في 28 الشهر الماضي من المصدر السوري الذي شارك في هذه المحادثات تعويضاً لإيران عن غيابها عن الاجتماع، وكذلك لتصبح لديها صورة واضحة عن تأثير هذا اللقاء الثلاثي على مستقبل مسار التقارب بين تركيا وسوريا وكيف يمكن لطهران أن تتعامل معه ولا سيما في ظل نبرة التحدي الذي خرجت من طهران أثناء وجود عبداللهيان في دمشق. حيث أكّد في حينه علي أصغر حاجي كبير مستشاري وزير الخارجية الإيراني خلال مقابلة مع وكالة أنباء الطلبة الإيرانية "إيسنا"،على "عدم إمكانية حل القضية السورية بسهولة دون وجود إيران".

 

ونقل عبد اللهيان خلال زيارته عتبًا إيرانيًا للرئيس السوري سببه تجاهل طهران من الوساطة التي تُطبخُ على نارٍ متوسطة بين دمشق وأنقرة. وحسب مصادر موثوقة فإن هذا العتب كانت إيران قد أرسلته قبل زيارة عبداللهيان عبر قنوات دبلوماسية دائمة مع دمشق. بادلتها عاصمة الأمويين، وفق المصدر نفسه، عتبًا مرتبطًا بتجميد شحنات المحروقات التي كانت ستتوجه إلى سوريا، وعتبًا على الربط الإيراني بين إمداد شرايين الدولة السورية بما يعينها على ضبط الأزمة الاقتصادية والنفطية قدر الإمكان، وبين استثناء وزير الدفاع الإيرانيّ الجنرال رضا آشتياني من اجتماع وزراء الدفاع (السوري والتركي والروسي) في موسكو، وفق ما ذكر تقرير لموقع "جادة إيران" الذي يعنى بتغطية الشؤون الإيرانية وعلاقاتها في المنطقة.

 

وقد قرأ مراقبون للمشهد السوري زيارة عبداللهيان في حينه على أنها جاءت لممارسة ضغط على كل من دمشق وأنقرة من أجل عدم تجاهل الدور الإيراني في الوساطة بينهما، بل ذهب البعض إلى أن الضغوط الإيرانية على دمشق قد تكون هي سبب التعثّر الذي اعترض مسار المصالحة مع تركيا والذي عبر عنه الرئيس السوري من خلال وضعه شرطاً تعجيزياً تمثل في المطالبة بأن تقوم المحادثات على أساس إنهاء الاحتلال التركي للأراضي السورية.

ويبدو أن زيارة وزير الدفاع السوري إلى طهران تعتبر بمثابة محاولة من أجل تهيئة الظروف لإدخال إيران في مسار التقارب ولا سيما بعد ما تحدثت أنقرة عن احتمال تحوّل اللقاءات الثلاثية إلى رباعية، في إشارة إلى رغبتها في مشاركة إيران في المحادثات. 

المصدر: "المصدر: النهار العربي"






إقرأ أيضاً

ضباط اسرائيليون يقتحمون المسجد الأقصى ويلتقطون صورا تذكارية
"وضع حرج" في مخيّم جنين... مقتل 9 فلسطينيين خلال عمليّة للجيش الإسرائيلي

https://www.traditionrolex.com/8