https://www.traditionrolex.com/8


شنيني التونسية... بقع ضوء خافتة في موقع "حرب النجوم" والكل يُهاجر


On 22 January, 2023
Published By Tony Ghantous
شنيني التونسية... بقع ضوء خافتة في موقع "حرب النجوم" والكل يُهاجر

لقرية ضاربة في التاريخ. شهيرة. تقع في الصحراء الجنوبية لتونس. شيّدها الأمازيغ قبل مئات السنين فوق صخرة عالية. أبناؤها يعتقدون أن قصة أصحاب الكهف، الوارد ذكرها في القرآن، قد جرت أحداثها في منطقتهم، ومقام المسجد الصغير المعروف باسم "الرقود السبعة"، هو المكان، حيث أوى فتية أهل الكهف وهم مدفونون في الغار الكائن في قمة أحد الجبال هناك، وفق الاعتقادات المتداولة.

 

هجرة جماعية تتهدد مستقبل "شنيني" التونسية... تحكي "النيويورك تايمز" في تحقيق مطوّل. لم يبق من سكنها سوى بضع عائلات. نحو 500 شخص فقط، أغلبهم من المزارعين والرعاة الأمازيغ لا يزالون يعيشون في الكهوف المحفورة في الصخر، حيث تبزغ كل ليلة بضع بقع ضوء في منازل متهالكة. قبل 1000 عام كانت الكهوف هذه تعج بمزارعي الزيتون ورعاة الأغنام.

 

قصّة

تتساءل حليمة نجار (38 سنة) إذا كانت هناك فرصة بعد لإنقاذ قريتها من التلف. "الآفاق تبدو ضعيفة"، تقول الشابة القاطنة هذه القرية لـ"النيويورك تايمز". عبّرت عن أسفها لما آلت إليه أحوال قريتها.

 

الحياة القديمة في القرية كانت مركزة على عصر الزيتون ورعي الأغنام، هي اليوم تتعثر في مواجهة الجفاف الشديد، وفق ما قالته نجار. الجفاف، سبب مباشر وراء قرار كثيرين ترك القرية لوجهات أخرى بينها أوروبا، "وهي وجهة لا مجال لهم اليوم للوصول إليها سوى من خلال قوارب الموت".

 

"أريد أن أغادر من أجل مستقبلي" تقول حليمة، وتضيف: "أريد أن أجرب شيئاً جديداً، أفعل شيئاً في حياتي، الأمر صعب علينا هنا". المسألة ليست سهلة على عائلتها. "سليمة نجّار" (74 عاماً)، تحكي للصحيفة الأميركية قائلة: "نحن الآن معاً، لكن في كل مرة يكبر أحدهم، ثم يغادر". قبل أن تستدرك وهي تتنهد "لقد تُركنا لوحدنا هنا".

 

نشأة القرية

يعتقد سكّان القرية، الواقعة على بعد نحو عشرين كيلومتراً عن ولاية تطاوين، أنّ قصّة أصحاب الكهف جرت أحداثها في منطقتهم، وفق الاعتقادات المتداولة، لكن الحقيقة غير ذلك، تقول "النيويورك تايمز"؛ فمنذ منذ ما يقرب من ألف عام، قرر مَن بنوا شنيني وقرى الكهوف المجاورة، فعل ذلك، لحماية مخازن المواد الغذائية الثمينة الخاصة بهم من المغيرين (الغزاة).

 

بدأوا البناء باستخدام الحجر الذهبي الموجود بكثرة للتمويه. أقاموا مخزن حبوب فوق جبلهم بحيث أصبح يشبه القلعة المحصنة، وصمموا أقبية مجوّفة للعيش خارج سفح الجبل وأسفله مباشرة. بعدها ازدهرت معيشتهم رغم الظروف الصحراوية القاسية، بسبب حصاد الزيتون الوفير لإنتاج الزيت، وتخزين الطعام في مواجهة الجفاف. توازياً، على الجبل، كانت مساكنهم الكهفية تحميهم من حرارة الصيف وبرودة الشتاء.

 

تحديث

في "شنيني" يعيش البعض من أحفاد "أهل الكهف" في كهوف تم تحديثها إلى حد ما. ينامون في الداخل، يطبخون ويحافظون على الماشية في الخارج.

 

في شنيني مقهى وحيد، تخبرنا "النيويورك تايمز". هنا، يمكن للقرويين "رؤية المجموعة الخرسانية التي بدأت تغزو المنطقة والمعروفة بـ"شنيني الجديد"، وهي إحدى المستوطنات التي بنتها الحكومة بعد استقلال تونس عام 1956 عن فرنسا لجذب سكان المنطقة من قمم الجبال إلى الحياة العصرية".

 

في شنيني الجديدة، هناك مياه جارية وكهرباء. فيها وسائل راحة كانت تفتقر إليها قرية الجبل القديمة حتى عقد أو عقدين. يمكن للعائلات البالغ عددها 120 أو نحو ذلك، والتي تعيش في شنيني الجديدة، القدوم والذهاب عبر طريق معبدة، "بينما لا يزال أقاربهم ممن بقوا في المنطقة الأصلية ينقلون كل شيء في الجزء العلوي من الجبل باليد أو على ظهور الحمير".

 

لم تكن لدى أي من القريتين وظائف كافية أو الكثير من مرافق الترفيه، تكتب "النيويورك تايمز" في تحقيقها. بمرور الوقت، انتقل الكثيرون إلى تونس العاصمة أو إلى فرنسا وأجزاء أخرى من أوروبا بحثاً عن عمل. رويداً رويداً بدأت القرى الجبلية الأخرى في المنطقة تخلو من سكانها. مخازن الحبوب تحوّلت إلى مناطق جذب سياحي، خصوصاً أن المنطقة كانت موقعاً مختاراً لتصوير الفيلم الخيالي الشهير "حرب النجوم" (Star Wars 1977).

المصدر: النهار العربي

خلدون زين الدين

المصدر: "المصدر: النهار العربي"






إقرأ أيضاً

العدل الأميركية تعثر على وثائق سرية جديدة في منزل بايدن
أنباء عن عشرة قتلى بإطلاق نار في كاليفورنيا

https://www.traditionrolex.com/8