https://www.traditionrolex.com/8


حلفاء أوكرانيا يُخفقون بالاتفاق على إرسال دبابات "ليوبارد"... والقوّات الروسيّة تقترب من باخموت


On 20 January, 2023
Published By Tony Ghantous
حلفاء أوكرانيا يُخفقون بالاتفاق على إرسال دبابات "ليوبارد"... والقوّات الروسيّة تقترب من باخموت

فشل حلفاء أوكرانيا، اليوم الجمعة، بالاتفاق على إرسال دبابات "ليوبارد" الألمانيّة إلى كييف، لدعمها في معاركها الحاسمة المقبلة ضد روسيا، في حين أعلنت موسكو سيطرة قواتها على بلدة جديدة بالقرب من باخموت.

 

 

شرط "الإجماع" يُبدد آمال كييف

واشترطت ألمانيا اتفاق الحلفاء قبل إعطاء الضوء الأخضر لتسليم دبابات "ليوبارد" إلى أوكرانيا لصد الغزو الروسي، الأمر الذي بدد على ما يبدو آمال كييف في اتخاذ قرار سريع بهذا الشأن.

 

واجتمع وزراء دفاع حلف شمال الأطلسي (الناتو) ودول أخرى في ألمانيا في قاعدة رامشتاين الأميركيّة، وسط تحذيرات من أن روسيا ستعاود قريبا تعزيز عملية الغزو المستمرة منذ 11 شهرا تقريباً للسيطرة على أجزاء من شرق أوكرانيا وجنوبها، تقول موسكو إنها ضمتها إليها، لكنها لا تسيطر عليها بالكامل.

 

وانصب التركيز الأساسي، خلال الاجتماع، على ما إذا كانت ألمانيا سترسل دبابات "ليوبارد" القتالية إلى أوكرانيا أو على الأقل ستوافق على نقلها من دول أخرى.

 

وقال وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس إنه لا يمكنه "تحديد موعد لاتخاذ قرار بشأن الدبابات"، مضيفاً أنّ بلاده "مستعدة للتحرك بسرعة إذا تم التوصل إلى إجماع في الآراء" بين الحلفاء.

 

وأضاف: "يجب تقييم جميع الجوانب الإيجابية والسلبية بعناية شديدة"، مضيفاً أنّ "القضية نوقشت اليوم ولكن لم يتم اتخاذ أي قرار بشأنها".

 

وأكد بيستوريوس أن "الانطباع" السائد لجهة أن ألمانيا ترفض وحدها تسليم الدبابات لكييف هو انطباع "خاطئ".

وأردف: "حلفاء كثر يشاطرون (برلين) الرأي"، معتبراً أن "هناك أسباباً وجيهة لتأييد تسليم (الدبابات) وأسباباً وجيهة لرفض" هذا الأمر.

 

ولم يذكر الوزير الألماني أسماء الحلفاء، إن وجدوا، الذين لا يوافقون على تزويد أوكرانيا بالدبابات، ولم يقدم تفاصيل عن إيجابيات مثل هذه السياسة وسلبياتها من وجهة نظره.

 

وبدا أنّ حكومة المستشار أولاف شولتس مترددة حتى الآن في السماح بإعادة تصدير الدبابات إلى أوكرانيا خوفا من استفزاز روسيا.

 

وعبّر بعض المسؤولين الغربيين عن قلقهم من استيلاء روسيا على الأسلحة الغربية المتطورة وسرق التقنية المستخدمة بها.

 

 

لوقف "الشر"

وفي حديثه ببداية الاجتماع في قاعدة رامشتاين الجوية، حث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الحلفاء على تسريع إرسال شحنات أسلحة ثقيلة إلى بلاده لا سيما دبابات وصواريخ طويلة المدى.

 

وقال زيلينسكي عبر الفيديو في افتتاح اجتماع رامشتاين: "بمقدوركم إطلاق عملية إمداد واسعة توقف الشر".

 

وأضاف "يمكنني أن أشكركم مئات المرات (على الدعم الذي سبق وقدمته هذه الأطراف) إلا أن مئات عمليات الشكر ليست مئات الدبابات".

 

وأوضح زيلينسكي: "علينا الإسراع. يجب أن يصبح الوقت سلاحا في أيدينا. يجب أن يخسر الكرملين".

 

وكان زيلينسكي قد أشار في تصريحات سابقة إلى أن ألمانيا تمنع إرسال الدول الأخرى دباباتها إلى كييف.

 

وباتت ألمانيا واحدة من أكبر الداعمين العسكريين لأوكرانيا بعد الغزو الروسي، لكنها لم توافق بعد على إرسال دبابات أو السماح لدول أخرى بإرسال هذه الدبابات ألمانية الصنع.

 

وتعد دبابات "ليوبارد" مناسبة بشكل خاص لأوكرانيا لأنها مستخدمة على نطاق واسع، ما يعني أن العديد من الدول يمكنها أن تساهم ببعض منها لدعم أوكرانيا.

 

ومن شأن هذا أيضا أن يُسهل على أوكرانيا إدارة عمليات الصيانة وتدريب الأطقم.

 

 

ليست لحظة للتباطؤ

وعقب اتهاء الاجتماع، اعتبر وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أنّ المساعدات العسكرية الجديدة "ستساعد أوكرانيا على التصدي لروسيا".

 

وأضاف أنّ "هناك التزاما طويل الأمد بدعم أوكرانيا".

 

كذلك أشار إلى أنّ "دولاً عدّة تعهدت بإرسال منظومات دفاع جوي لأوكرانيا"، مؤكداً أنّ "مجموعة دعم أوكرانيا ستواصل سن القوانين لاحترام سيادة الدول".

 

وكان أوستن قد حث الحلفاء في مستهل اجتماع رامشتاين على "دعم أوكرانيا بكل الموارد".

 

وقال أوستن: "روسيا تعيد تجميع صفوفها وتجنيد مقاتلين وتحاول إعادة التسلح".

 

وذكر، من دون أن يشير بشكل محدد إلى دبابات، أنّ "هذه ليست لحظة للتباطؤ. إنه وقت تقديم الدعم بكل الموارد. الشعب الأوكراني يتطلع إلينا".

 

وقال أوستن للصحافيين رداً على سؤال عن ألمانيا وعدم موافقتها حتى الآن على تسليم دبابات ليوبارد 2، إن الألمان "موثوق بهم. كانوا كذلك لوقت طويل وأعتقد بصدق أنهم سيظلون حليفاً موثوقاً به في المستقبل".

 

وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ إنّ داعمي أوكرانيا "بحاجة إلى التركيز على إرسال أسلحة جديدة لكييف إلى جانب توفير الذخيرة للأنظمة القديمة والمساعدة في صيانتها".

 

ضغط على برلين

ويقول منتقدون إن المستشار الألماني أولاف شولتس والحزب الديمقراطي الاشتراكي الحاكم الذي يتزعمه يتخذان خطوات بطيئة للغاية وينتظران تحرك الحلفاء أولا بدلا من أن تتحمل ألمانيا المسؤولية باعتبارها أقرب قوة غربية لأوكرانيا.

 

وقال مصدر حكومي في ألمانيا إنّ بلاده ستتخذ قرارا بشأن إرسال الدبابات لأوكرانيا إذا وافقت الولايات المتحدة على القيام بالمثل وأرسلت دبابات "أبرامز" التي لم تدرجها الولايات المتحدة في إعلانها أمس الذي تضمن تقديم مساعدات عسكرية جديدة لكييف. لكن برلين عادت وأكدت أنّه "لا يوجد ربط بين المسألتين".

 

وأوضحت الولايات المتحدة أنها لن ترسل دبابات "أبرامز" في أي وقت قريب، قائلة إن استخدام الدبابات الأميركية سيكون بمثابة كابوس لوجستي للقوات الأوكرانية بسبب ما تحتاجه من وقود وصيانة.

 

وفي حين يتزايد الضغط الشعبي على برلين. كتبت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني إيرينا فيريشوك على تلغرام: "الأوكرانيون سيقاتلون! بدبابات أو بدونها. لكن كل دبابة من رامشتاين تعني إنقاذ حياة أوكرانيين".

 

  

مستعدون للتنفيذ؟

وقال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل للصحافيين في مدريد إنّ بعض الدول الأوروبية مستعدة لإرسال دبابات ثقيلة إلى أوكرانيا وإنه يأمل في اتخاذ قرار بهذا الشأن.

 

وقالت ليتوانيا، التي تخشى على مستقبلها إذا انتصرت روسيا في أوكرانيا، إنّ "دولاً عدة ستُعلن إرسال دبابات ليوبارد إلى أوكرانيا خلال الاجتماع".

 

وبعد اجتماع ضم 11 دولة في إستونيا والتعهد بمساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا، قال وزير الدفاع الليتواني أرفيداس أنوسوسكاس، بشأن التعهدات التي ستُقدم في رامشتاين، إنّ "بعض الدول سترسل بالتأكيد دبابات ليوبارد إلى أوكرانيا. هذا أمر مؤكد".

 

وتعهّدت فنلندا بتقديم معدات دفاعية لأوكرانيا بأكثر من 400 مليون يورو (434 مليون دولار) لا تشمل دبابات "ليوبارد" التي قالت إنها قد ترسلها أيضا إذا كان هناك اتفاق مع الحلفاء.

 

وقال رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيتسكي إنه "متشائم إلى حد ما" إزاء احتمال أن تعطي برلين الضوء الأخضر لإرسال الدبابات لأوكرانيا. وأشارت حكومته إلى أنها قد تمضي قدما في ذلك على أي حال.

 

من جهته، أعرب وزير الدفاع البولندي عن "اقتناعه" بأن الحلفاء المجتمعين في رامشتاين بألمانيا سينجحون في تشكيل تحالف لمنح أوكرانيا دبابات ليوبارد.

وقال ماريوش بلاشتشاك "أنا مقتنع بأن تشكيل هذا التحالف سيكلّل بالنجاح".

وأضاف بلاشتشاك "هذا الأمل ينبع من حقيقة أن وزراء دفاع 15 دولة اجتمعوا على هامش مؤتمر اليوم وناقشنا" هذه المسألة، مضيفاً أنه سيلتقي أيضا نظيره الألماني بوريس بيستوريوس.

وكشف أيضاً عن أن وارسو "ستجهّز وتدرّب عسكريين أوكرانيين" بموجب حزمة المساعدات الجديدة لكييف.

وأوضح أن التدريب يشمل خصوصاً "استعمال عربات مشاة قتالية ودبابات تي-72".

 

وأشارت الحكومة الألمانية إلى أنّه لا علم لها بشأن تقديم أي دولة طلبا رسميا للحصول على إذن بإعادة تصدير دبابات "ليوبارد" لأوكرانيا.

 

وتعتمد أوكرانيا وروسيا بشكل أساسي على دبابات "تي-72" التي تعود إلى الحقبة السوفيتية، والتي دُمر المئات منها خلال الحرب التي يصفها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنها "عملية عسكرية خاصة" لحماية روسيا والناطقين بالروسية.

 

وتقول أوكرانيا وحلفاؤها إن موسكو لا تتعرض لأي تهديد وتحاول فحسب انتزاع الأرض.

 

 

وأعلنت الولايات المتحدة، أمس، عن مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا تصل قيمتها إلى 2.5 مليار دولار، وستشمل 59 من مركبات "برادلي" القتالية و90 ناقلة جند مدرعة من طراز "سترايكر"، ما يجعل إجمالي ما خصصته الولايات المتحدة من مساعدات أمنية لأوكرانيا يزيد عن 27.4 مليار دولار. ولم تشمل المساعدات دبابات "أبرامز" التي يقول عنها مسؤولون أميركيون إنها معقدة وتستهلك كثيرا من الوقود.

 

 

وكانت وزيرة الدفاع الإسبانية مارغريتا روبلز، التي لم تشارك في محادثات رامشتاين، قد قالت لصحافيين إنها لا تتوقع أي قرارات سياسية بشأن الدبابات في الاجتماع.

 

 

وأضافت: "هذا ليس اجتماعا للبت في أي شيء، إنه اجتماع طبيعته فنية يُعقد بشكل دوري كل شهر... لتقييم الاحتياجات الفورية لأوكرانيا"، مضيفة أن إسبانيا يمثلها مسؤولون عسكريون كبار فيه.

 

 

وفي العام الماضي، قالت إسبانيا في البداية إنها تدرس إرسال حوالي 40 دبابة "ليوبارد 2إيه4" موجودة في قاعدة عسكرية بسرقسطة إلى أوكرانيا، لكن روبلز في وقت لاحق استبعدت حدوث ذلك لأن الدبابات "في حالة يرثى لها تماما".

 

 

"لن يُغيّر شيئاً"

واستبق الكرملين أي قرار لحلفاء أوكرانيا، خلال اجتماع رامشتاين، بالتأكيد على أن تسليم دبابات غربية لكييف "لن يغيّر شيئا" في الوضع على الأرض.

 

وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف إنّ هذه الشحنات (من الدبابات) ستسبب مشكلات جديدة لأوكرانيا"، ذاكراً خصوصاً عبء "صيانتها وتصليحها".

 

وأضاف: "يجب عدم المبالغة في أهمية تسليم أسلحة كهذه. هذا لن يغير شيئا على صعيد تقدم الجانب الروسي باتجاه تحقيق أهدافه".

 

واتهم الناطق باسم الكرملين الدول الغربية كذلك "بالتشبث بوهم مأسوي بقدرة أوكرانيا على تحقيق النصر على أرض المعركة".

 

وأضاف "نلاحظ ضلوعاً غير مباشر ومباشراً لدول حلف شمال الأطلسي (في النزاع) ونسمع تصريحات، ولا نرى سوى هيمنة إرادة التدخل بشكل متنام".

 

لا أمل في تحسن العلاقات مع أميركا

ورأى بيسكوف أنّ هذه العلاقات بين واشنطن وموسكو تدنت إلى "أدنى مستوى لها على الإطلاق"، مضيفاً أنه لا يرى "أي أمل بتحسنها في المستقبل القريب".

 

وتدهورت العلاقات، المتوترة بالفعل بين الولايات المتحدة وروسيا، أكثر في العام الماضي، منذ أن غزت روسيا جارتها أوكرانيا، وردت الولايات المتحدة وحلفاؤها بمجموعة من العقوبات الاقتصادية على روسيا.

   

 

السيطرة على كليشتشيفكا

وأفادت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الجمعة، بأنّ قواتها سيطرت على كليشتشيفكا في منطقة دونيتسك شرقي أوكرانيا.

 

وتقع البلدة على بعد تسعة كيلومترات جنوبي باخموت، حيث خاضت وحدات من مجموعة "فاغنر" الروسية العسكرية الخاصة معركة استنزاف استمرت شهورا مع القوات الأوكرانية. وقبل الحرب كان عدد سكانها حوالى 400 شخص.

 

وقالت "فاغنر"، أمس، إنها سيطرت على كليشتشيفكا. وذكرت الدفاع الروسية أنّ السيطرة على البلدة "جاء بدعم جوي".

 

والأسبوع الماضي، استولت القوات الروسية على سوليدار بعد معارك دمويّة استمرّت أسابيع، في تقدّم قال محللون عسكريون إنّه قد يساعد موسكو بالوصول إلى باخموت الأكبر حجما.

 

 

إلى ذلك، أفادت السلطات المحلية التي عينتها روسيا في زابوريجيا (جنوب) عن "زيادة حدة" المعارك في المنطقة حيث تجري مواجهات "على طول خط الجبهة".

 

وقال فلاديمير روغوف، أحد قادة السلطات المحلية التي شكلتها موسكو في زابوريجيا، عبر تطبيق تلغرام: "ازدادت حدّة الأعمال العسكرية بشدّة باتجاه زابوريجيا".

 

وأضاف في تصريح لوكالة ريا نوفوستي الروسية: "إن نظرنا إلى خط الجبهة بكامله، نرى أن المعارك تجري حاليا في كل مكان"، موضحاً أنّ ذلك "لم يحصل من قبل".

 

وكان خط التماس بين الجيشين الأوكراني والروسي في منطقة زابوريجيا مستقرا منذ بضعة أشهر ولم يشهد أي معارك كبرى، خلافا للوضع في منطقتي دونيتسك (شرق) وخيرسون (جنوب).

 

وأكد الجيش الروسي أيضاً أنه احتل قرية لوبكوفيه الصغيرة الواقعة قرب نهر دنيبرو على مسافة أكثر من 60 كلم جنوب شرق زابوريجيا، مركز المنطقة التي تحمل الاسم نفسه.

 

وقال روغوف: "ليس هذا حتى الآن هجوما على أوريخيف (المدينة الكبرى القريبة) لكن معارك نشطة تجري في ضاحيتها القريبة".

 

اجتماع أمني في روسيا

وناقش الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "العملية العسكرية الخاصة" لموسكو في أوكرانيا مع مجلس الأمن القومي، بحسب وسائل إعلام رسمية.

 

وحضر الاجتماع الرئيس السابق دميتري ميدفيديف، وسكرتير مجلس الأمن نيكولاي باتروشيف، ووزير الخارجية سيرغي لافروف، ووزير الدفاع سيرغي شويغو، بالإضافة إلى مسؤولين كبار آخرين.

 

ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف قوله: "خلال الاجتماع، كان هناك تبادل لوجهات النظر حول تقدم العملية العسكرية الخاصة".

 

المصدر: النهار العربي، ا ف ب، رويترز

المصدر: "المصدر: النهار العربي"






إقرأ أيضاً

زيلينسكي يشكر الولايات المتحدة على مساعدتها العسكرية الجديدة "القوية"
نشر منظومات دفاع جوي في موسكو... والكرملين يلتزم الصمت

https://www.traditionrolex.com/8