https://www.traditionrolex.com/8


رئيس أساقفة ليما يقول إن الحوار هو الطريق الوحيد الواجب اتباعه للخروج من الأزمة


On 15 January, 2023
Published By Tony Ghantous
رئيس أساقفة ليما يقول إن الحوار هو الطريق الوحيد الواجب اتباعه للخروج من الأزمة

عبرت الكنيسة الكاثوليكية في بيرو عن قلقها البالغ حيال أعمال العنف الأخيرة والتي أسفرت عن مقتل أكثر من أربعة وأربعين شخصاً. للمناسبة أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع رئيس أساقفة العاصمة ليما المطران كارلوس كاستيلو ماتاسوليو الذي أكد أن الأزمة المؤسساتية والاجتماعية الراهنة تتأثر بمصالح جماعات مافوية ونفوذ العائلات الكبرى، مشيرا إلى أن الأساقفة ملتزمون في إعادة إطلاق الحوار، والعمل على رأب الصدع في البلاد.

ما يزال التوتر سيد الموقف في بيرو، حيث تشهد الشوارع تظاهرات حاشدة منذ أكثر من شهر ضد الرئيسة دينا بولوارتيه وأعضاء مجلس الشيوخ. المتظاهرون يطالبون باستقالة القادة السياسيين، وإجراء انتخابات جديدة، في أعقاب إجبار الرئيس السابق بيدرو كاستيلو على التنحي واعتقاله في شهر كانون الأول ديسمبر الماضي. وقد جوبهت التظاهرات بالقمع من قبل الأجهزة الأمنية ما أدى إلى مقتل عشرات المتظاهرين، وقد عمت الاحتجاجات مختلف المدن، ولم تسلم من الاضطرابات مدينة كوسكو السياحية.

الرئيس المنتخب كاستيلو هو نقابي ومسؤول اشتراكي بارز، جاء من إحدى أفقر المدن في جبال الأنديس. انتُحب في شهر حزيران يونيو ٢٠٢١، متفوقاً على عدد كبير من منافسيه المرشحين. يُعتبر من خارج الحلبة السياسية، وبعيداً عن مراكز السلطة في ليما، وقد غذى انتخابه تطلعات الكثير من المواطنين معلقين الآمال على تحسن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية خصوصا بالنسبة لشرائح المجتمع الأشد فقراً وعوزا. بعد تسلمه منصب الرئاسة واجه سلسلة من الفضائح، مرفقة بالكثير من الانقسامات والصراعات داخل الأكثرية، بالإضافة إلى معارضة شرسة داخل مجلس الشيوخ. أُرغم على التنحي في منتصف كانون الأول ديسمبر الماضي بعد أن حاول أن يحل مجلس النواب، بيد أن مناصريه يعتبرون أنه ذهب ضحية النخبة السياسية الفاسدة التي تسيطر على المشهد السياسي في بيرو.

الكنيسة المحلية اتخذت موقفاً حازماً إزاء أعمال العنف الأخيرة، وأطلقت سلسلة من النداءات من أجل استئناف الحوار وعودة المياه إلى مجاريها، وطلبت من القادة السياسيين أن يأخذوا في عين الاعتبار مصالح المواطنين الأكثر هشاشة. في حديثه لموقعنا الإلكتروني حاول رئيس أساقفة ليما، المطران ماتاسوليو، أن يقدم صورة عن الواقع الراهن واصفاً إياه بالمأساوي نظراً للاستقطاب المتنامي، والذي يتغذى من غياب التلاحم المؤسساتي ومن انتشار الفساد وعجز السلطات عن الاستجابة لتطلعات شرائح المجتمع الأكثر فقرا.

تحدث سيادته عن الدور المزعزِع للاستقرار الذي يلعبه الطامحون للسيطرة على الموارد الاقتصادية والمالية في البلاد. وقال إن الكنيسة المحلية توجه إصبع الاتهام إلى مجموعات مافوية وإلى بعض العائلات النافذة التي تهيمن على مناطق بأكملها، وتحاول الإفادة من الإصلاحات المتعلقة بتطبيق اللامركزية. ولفت إلى أن الاتجار بالمخدرات والفساد هما الشرّان الكبيران اللذان أديا إلى إفقار فئات مجتمعية برمتها، وألحقا الضرر خصوصا بالسكان الأصليين.

بعدها أكد المطران ماتاسوليو أن الأساقفة المحليين عقدوا اجتماعاً للتباحث في المقترحات الواجب تقديمها من أجل إعادة إطلاق الحوار ورأب الصدع الراهن. ويرى سيادته أن الدرب الوحيدة السالكة اليوم هي درب الوساطة والحوار، والتخلي عن الأحكام المسبقة والمطامع والاتهامات المتبادلة، لافتا إلى وجود مشكلة كبيرة على الصعيد التربوي تعاني منها البلاد، وهذا الأمر يتطلب نظرة بعيدة المدى. ختم رئيس أساقفة ليما حديثه لموقعنا الإلكتروني مؤكدا أن الأساقفة يطالبون باعتماد كل الوسائل المتاحة لحمل الأطراف على الاتفاق حول القضايا الرئيسة والعمل معاً كأخوة، كما يدعو البابا فرنسيس في رسالته العامة Fratelli Tutti.

المصدر: "Vatican news"






إقرأ أيضاً

البابا فرنسيس: أفريقيا مميّزة، أفريقيا تفاجئك
قداس وجناز لراحة نفس الجندي الإيرلندي الشهيد شون روني في كنيسة القديس جاورجيوس _ تبنين

https://www.traditionrolex.com/8