https://www.traditionrolex.com/8


وفاة "أيقونة المرأة المعيلة" رضا الجباس.. "النهار العربي" يروي قصة صورتين


On 02 January, 2023
Published By Karim Haddad
وفاة "أيقونة المرأة المعيلة" رضا الجباس.. "النهار العربي" يروي قصة صورتين

قبل أيام من حلول 2023 أسدل الستار على حياة 60 عاماً من العمل والشقاء، حفر كل يوم منها خطوطاً وتفاصيل خاصة جداً بملامح رضا الجباس، لتصبح صورتها تحمل على رأسها "طشت" وهو إناء واسع من الألومينيوم، فيه خضروات وفاكهة وطفل صغير يأكل ثمرة برتقال، "أيقونة للمرأة المصرية" التي تعيل أطفالها بكل حب ورضا. 

إنها امرأة مصرية بملامح تجمع الطيبة والقوة والصرامة، تركت أشعة الشمس بصمتها الذهبية على وجهها، التقطت صورتها وهي في طريقها إلى أحد الأسواق الشعبية بمحافظة الجيزة (جنوب القاهرة)، لتغزو قلوب المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي وتحديداً "فايسبوك".

الصورة التي دائماً ما تنتشر في مناسبات تكريم المرأة والأم المصرية باعتبارها رمزا للأم و"المرأة المعيلة"، كتب بداية عام 2023، نهاية بطلتها، لتسود حالة من الحزن الممزوجة بدعوات الرحمة بين مستخدمي موقع "فايسبوك".

فقد خطف ذلك الكادر وتلك التفاصيل قلوب كل من يراها، لتوحي بأن هناك سراً خفياً وراءها عندما تنظر إليها، وتثير داخل المرء خليطاً من القبول الممزوج بالحب، علماً أن المصور الذي التقطها هو شقيقها الأصغر، طارق الجباس الذي يعمل مصورا في جريدة "الدستور" المصرية.

"النهار العربي" تواصل مع طارق الجباس، ليروي لنا كواليس التقاط هذه الصورة، وهوية الطفل الذي كانت تحمله، ثم خصنا بصورتين أخريين لهذا الطفل عندما أصبح شابا، لنروي معهما "قصة صورتين".

الصورة الأولى- لقطة عابرة

تعود الصورة الأولى إلى أحد أيام 2007، بسيناريو "قدري" لعبت فيه الصدفة دورها، لتخرج بورتريه بين الأفضل في "تصوير الواقع" داخل مصر، وتجد لها طريقا إلى الجوائز والفاعليات المحلية والدولية، وتظل عالقة بالأذهان رغم مرور نحو 16 عاماً على التقاطها.

وهنا يقول طارق الجباس لـ"النهار العربي"، إنه كان يسير في أحد الشوارع قرية "المتانية" بمدينة العياط بمحافظة الجيزة جنوب القاهرة  ويحمل الكاميرا الخاصة به، ويبحث عن كادر يصلح للتصوير، فرأى شقيقته الكبرى الحاجة رضا، تسير نحوه وتحمل وعاء كبيرا فيه بعض الخضروات وأيضاً حفيدها الذي كان يتناول ثمرة برتقال (وليس ابنها كما أشيع وقتها)، فأعجب بالصورة وقرر أن يلتقطها بشكل عابر.

 

 

هذه اللقطة العابرة، ربما ترجمت حباً دفيناً لدى شقيقها المصور، فسر انتشارها بشكل سريع فيما بعد، وهنا يؤكد طارق أنه فوجئ بأنها نالت إعجاب كل من يراها، حتى أنه شارك بها مسابقات تصوير عديدة، وكانت تحصد باستمرار المراكز الأولى.

ويتابع الجباس أن الصورة أدخلت الفرحة إلى قلبها كما شعرت بالسعادة لأنها باتت "مشهورة"، لكنها في الوقت نفسه كانت تعتذر عن الظهور في البرامج التلفزيونية المختلفة، وكانت تقول إنها سيدة بسيطة وليست نجمة سينما.

الصورة الثانية – سيناريو الحاجة رضا

طارق الجباس يروي قصة هذه الصورة، التي وضعت السيناريو والكادر الخاص بها الحاجة نفسها، وكان بطلها الطفل الصغير – حفيدها – الذي أصبح شاباً يافعاً بعد نحو 16 عاما من التقاط صورته صغيراً.

وهنا يخص طارق "النهار العربي" بصورة لهذا الطفل بعد أصبح شابا، التُقطت بهاتفه المحمول، وهو يحمل نعشها خلال تشييع جثمانها، في ختام رحلة الحاجة رضا التي ارتبط بها في قصة الصورة الأولى، ولكنه يجسد أيضاً المقولة الشعبية في مصر "أعز الولد ولد الولد"، أي أن الحفيد يكون أقرب إلى الجد أو الجدة من الابن.

 

ويشير طارق إلى أن هذه الصورة تكمل قصة الحاجة رضا مع حفيدها مجدي محمد عبدالله والذي يدرس في المدرسة الثانوية الفنية حالياً، ففي الأولى كانت تحمله طفلاً، وفي الثانية نفذ وصيتها بأن يحمل هو نعشها.

ويقول شقيق الحاجة رضا، إنها توفيت قبل بداية السنة الجديدة بأربعة أيام، بعد صراع طويل مع المرض، فقد عانت من مضاعفات عملية قلب مفتوح لمدة 120 يوماً.

تلك النهاية أسدلت الستار على رحلة الحاجة رضا التي يقول شقيقها أنها كانت "شقيانة" طول عمرها، إذ كانت تعمل وتساعد والدها في حصد المحصول من الأرض ونقله إلى بنك القرية، ثم تزوجت وكانت زوجة ثانية. ومن المفارقات، بحسب طارق، أن علاقتها بالزوجة الأولى كانت طيبة للغاية، وعندما توفيت أصيبت الحاجة رضا بحزن شديد على فراقها.

وتتكون عائلة الحاجة رضا، وفق شقيقها، من 6 أبناء، وكان لديها التزام شخصي بتربية أحفادها، لتجسد سيرة سيدة مصرية مكافحة.

وهنا يقول طارق أنها تعد واحدة من 12 مليون امرأة مصرية معيلة، وتم اختيار الصورة كرمز للمرأة العربية في الموقع الإخباري لإذاعة الصين الدولية في عام 2013، وكشف أيضاً عن أنه تم تصميم دمية شبه الصورة في الصين، لكنهم استبدلوا نظرة القوة والقدرة على مواجهة الصعاب بـ"ابتسامة"، وهو ما لم يلق يعجبها بسبب تغيير ملامح وجهها ونظرتها.

 

 

المصدر: "النهار العربي القاهرة- ابراهيم عرفات"






إقرأ أيضاً

حرب بيانات تتصاعد بين إليسا وشركة "وتري"
نوال الزغبي تعلقّ بعد سحبها الـ"مايك" من لطيفة... و"لطوف" تردّ على "نونو"

https://www.traditionrolex.com/8