https://www.traditionrolex.com/8


سابقة في الجزائر... تخرّجَ في السّجن دكتوراً "مشرّفاً جداً"


On 26 November, 2022
Published By Tony Ghantous
سابقة في الجزائر... تخرّجَ في السّجن دكتوراً "مشرّفاً جداً"

في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ الجزائر، حصل سجين جزائري على شهادة الدكتوراه في علم الاجتماع، من داخل السجن حيث يقضي فترة عقوبته، بعدما أُذن له بمناقشة أطروحة حصل بموجبها على درجة "مشرّف جداً".

وعاشت مؤسسة "إعادة التربية والتأهيل" في مدينة القليعة في محافظة تيبازة غرب العاصمة الجزائرية، الأسبوع الماضي، حدثاً استثنائياً لم تشهده المؤسسات العقابية من قبل، إذ كسر الطالب السجين ربيع. ش المفهوم الشائع عن السجناء اجتماعياً، وكيف يشغل السجناء وقتهم داخل محبسهم وكيف يمكن أن تشكل فترة العقوبة خلف أسوار السجن محطة مهمة في حياة السجين.

مفارقة 

رسالة الدكتوراه التي ناقشها ربيع جاءت تحت عنوان "تمثلات التكنوقراطية في المتصل السوسيو _ اقتصادي... دراسة لمحددات الفعل التسييري العقلاني". واستغرقت مناقشة أطروحة الدكتوراه هذه أربع ساعات كاملة، أمام لجنة مناقشة مكونة من أربعة أساتذة جامعيين وانتهت بحصول الطالب السجين على شهادته بتفوق.

ومن بين الذين حضروا جلسة المناقشة رئيس قسم علم الاجتماع في جامعة الجزائر مقراني الهاشمي، وقاضي تطبيق العقوبات في مجلس قضاء تيبازة ومدير المؤسسة العقابية أحمد شاوشي، ومدير برنامج إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين والمدير الفرعي في برنامج تكوين وتشغيل المساجين عبد الغني عميار.

 

 

قفزة نوعية

وعن هذه التجربة، تقول الإدارة العامة للسجون وإعادة الإدماج الجزائرية إن "هذه النتيجة العلمية المحققة في مجال التعليم العالي للمحبوسين، تعتبر قفزة نوعية وسابقة في تاريخ قطاع السجون، وتؤكد نجاعة الجهود المبذولة على صعيد تطبيق برنامج تعليم المحبوسين".

وأفرزت هذه التجربة العديد من التساؤلات، منها كيف نجح السجين ربيع في نيل درجة الدكتوراه وحريته مقيدة؟ وهذه هي المفارقة الأهم في القصة، فالحرية المكبلة يلاحق أثرها السجين حتى بعد خروجه من السجن، إذ يجد السجين نفسه في سباق مع الزمن من أجل تحصيل وحتى تعويض ما فاته وهو خلف القضبان الحديدية حيث ثقل الوقت والروتين اليومي؟

وكانت إدارة السجون والمؤسسة القضائية قد أعطت رخصة قانونية للأستاذة عتيقة حرارية المشرفة على رسالة الطالب حتى تقف على تطورات العمل المنجز داخل المؤسسة العقابية التي يقبع فيها السجين.

ووصف رئيس جلسة المناقشة حسين عبد اللاوي المناقشة بـ"الفريدة من نوعها، والتي يجب أن تكرس في كل المؤسسات العقابية الأخرى، وأن تبقى راسخة في الأذهان لأنها لم تكن مجرد شهادة بل كانت بمثابة دليل قاطع على التقدم المذهل الذي أحرزته مؤسسات إعادة التربية والتأهيل لتصبح من أساسيات التنافس داخل سوق العمل". وألح على "ضرورة بذل جهد أكاديمي كبير من قبل المؤسسات الجامعية لبحث سبل تطوير المؤسسات العقابية".

واعتبر قاضي تطبيق العقوبات لدائرة اختصاص مجلس قضاء تيبازة كيلاني زراولة أن "هذه القفزة هي ثمرة جهد مشترك بين عدد من القطاعات الوزارية، على غرار وزارة التضامن الوطني ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي ووزارة العدل التي لا تبخل بأي شيء من أجل إعادة دمج المساجين وإعادة تأهيلهم في الحياة الاجتماعية".

 

 

وتعمد السلطات الجزائرية سنوياً إلى تمكين المساجين الحاصلين على شهادة البكالوريا وحتى المتوسطة من الاستفادة من عفو رئاسي أو خفض في العقوبات، إذا لم يكونوا متورطين في قضايا مرتبطة بالجنايات كالقتل والاغتصاب وغيرها.

البكالوريا سلاح الحريّة 

وبالفعل حاز 2176 سجيناً شهادة البكالوريا وقد أفرج عنهم، وبينهم 75 سجينة، بحسب الأرقام التي أعلنتها وزارة العدل.

واللافت أن أحد المساجين في مؤسسة إعادة التأهيل في بلدة تازولت في محافظة باتنة، حصل على معدل 18.13 من أصل عشرين، فيما حصلت إحدى السجينات على معدل 16.90.

وعندما تتصفح المنصة الخاصة بالمديرية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، تقف على الآليات والأساليب المستحدثة داخل المؤسسات العقابية في الجزائر لإعادة التربية والإدماج، فبالإضافة إلى الدراسة والتكوين، يتم اعتماد طرق جديدة تساعد المحبوسين على حفظ القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة. 

ومن المرتقب أيضاً أن يتم إطلاق مشروع "سد أخضر" جديد في الجزائر، من أجل إعادة تشجير الغابات وحماية مدن الشمال من زحف الرمال والتصحر، تزامناً مع المشكلات البيئية التي نتجت من الحرائق المهولة خلال السنوات الأخيرة، وبحسب تصريحات المدير الفرعي للتكوين وتشغيل المساجين عبد الغني عميار، سيتم بعث هذا المشروع بمشاركة المحبوسين.

وسنوياً تطلق الجزائر حملة لمحاربة الأمية لدى السجناء، بالتنسيق بين الديوان الوطني لمحو الأمية وبمساهمة فعاليات المجتمع المدني، وعلى رأسها الجمعية الجزائرية لمحو الأمية "إقرأ". 

وخلال الموسم الجديد، تم تسجيل 5705 سجناء، أما في الموسم الدراسي الماضي 2021-2022 فقد تم تسجيل نجاح 5019 محبوساً، بنسبة 96.07%. 

المصدر: النهار العربي

الجزائر-نهال دويب

المصدر: "المصدر: النهار العربي"






إقرأ أيضاً

المرصد: مليشيات تابعة لإيران وراء هجوم صاروخي على قاعدة للتحالف بريف الحسكة
سقطت ووالدتها في حفرة صرف صحّي... وفاة ابنة الـ25 عاماً

https://www.traditionrolex.com/8