تسهيلات في التأشيرات والإجراءات... العراق يجذب السّياح الأجانب المولعين بالحضارات

يشهد العراق زيادة مطردة في عدد السياح الأجانب، بفضل توسيع مروحة الدخول من دون تأشيرة وتخفيف القيود.

ويقول الصحافي الفرنسي يورغن بيودس الذي يتحدث العربية "المكسرة": "لم كنت أتوقع أن تكون الحياة هكذا في العراق، أنا سعيد لوجودي وسط بغداد".

زيارة بيودس ليست الأولى للعاصمة العراقية، فقد سبقتها زيارتان عامي 2019 و2020.

ويتجول السائح الفرنسي مع آخرين من جنسيات أوروبية مختلفة يومياً في شوارع بغداد، ويتناولون الطعام في الأماكن الشعبية.

وأطلقت الحكومة العراقية في 15 آذار (مارس) 2021 برنامجاً استثنائياً لدعم حركة الاستثمار والعمل في العراق، عبر رفع مطلب الحصول على تأشيرة الدخول قبل الوصول إلى العراق لمواطني الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وهي: الولايات المتحدة، المملكة المتحدة، فرنسا، روسيا والصين، فضلاً عن دول الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى مواطني اليابان، كوريا الجنوبية، نيوزيلندا، كندا، أستراليا وسويسرا. 

ووفق البرنامج، سيسمح لمواطني هذه الدول بدخول العراق عبر المنافذ الجوية والبرية والبحرية والحصول على سمات الدخول في المطارات والمنافذ الحدودية مقابل دفع الرسوم المقررة، والخضوع إلى كل الإجراءات الصحية الوقائية العراقية، وستتم إضافة دول أخرى إلى هذه القائمة، بحسب متطلبات العراق.

ويعلق وكيل وزارة الثقافة والسياحة والآثار المدير العام لدائرة الدراسات والبحوث والتدريب الآثاري قاسم طاهر السوداني على زيادة عدد السياح، قائلاً إن "العراق بلد متنوع من حيث امتلاك الآثار والبحيرات والأهوار، لذلك تجد موطني الاتحاد الأوروبي يرغبون بالاستكشاف والبحث والمغامرات فيه".

ويؤكد أن "الأجانب تجذبهم السياحة التاريخية والأثرية والحضارية المتمثلة بالحضارات البابلية والآشورية والسومرية في مدن نينوى وبابل وذي قار، وكذلك انتشار عدد من المواقع الأثرية ضمن نطاق بغداد وباقي المدن الأخرى".

 وقبل مغادرتها العراق في نهاية أيار (مايو) 2022، كتبت السائحة الروسية يانتسا روسينوفا في صفحتها على "فايسبوك": "أنا أكتب هذا الشعور الحزين للغاية. لقد غادرت العراق بعد 10 أيام لا تنسى… العراق تحول إلى أفضل بلد لدي بلا شك، لماذا! لن أكتب عن المواقع التاريخية التي لا تقدّر بثمن لديكم، بل عن شعب العراق. لم أشعر أبداً بأنني في المنزل في أي مكان آخر حول العالم... لم أترك بلداً خلفي. تركت عائلة في العراق وأنا أخطط بالفعل لرحلة مرة أخرى".

وأضافت روسينوفا: "أما عن بغداد، فآلاف الكلمات لن تكون كافية لوصف هذه المدينة… مدينة نجت من كل شيء... من أكبر وأهم مركز في العصر الذهبي الإسلامي إلى المدينة ذات أعلى مستوى من الهجمات الإرهابية في العالم… اليوم بغداد هي الحب… بغداد هي الحنان… بغداد هي الحياة... بغداد فن... بغداد هي ماهية الشعب".

اليوتيوبر والمدوّن الأميركي درو بينسكي في العراق.

ويقول الخبير السياحي العراقي مجيد العزاوي إن "عوامل عدة تقف وراء زيادة عدد السياح الأجانب، وبخاصة الأوروبيين في العراق"، لافتاً إلى أن "الأوروبيين يقصدون العراق لأهداف تتعلق بالحضارات والآثار والأهوار، بالإضافة إلى أن الاضطرابات الاقتصادية في بلدانهم التي أنتجتها الحرب الروسية - الأوكرانية تعد عاملاً مهماً وراء زيارة العراق بسبب رخص الأسعار مقارنة بأوروبا".

المصدر: النهار العربي

بغداد - محمد جهادي

المصدر: "المصدر: النهار العربي"