https://www.traditionrolex.com/8


جحيم "القتل الأسري" في الجزائر... آلاف النساء يتعرضن للعنف والجرائم


On 28 October, 2022
Published By Tony Ghantous
جحيم "القتل الأسري" في الجزائر... آلاف النساء يتعرضن للعنف والجرائم

قُتلت 32 امرأة منذ كانون الثاني (يناير) الماضي في الجزائر بسبب العنف الأسري. معظم الضحايا النساء تعرضن للحرق حتى الموت أو للطعن بأدوات حادة حتى وفاتهن.

لنبدأ بما نقلته جريدة "لوموند" الفرنسية في عددها عن أفريقيا عن تجربة ناجيات ومنهن "ريما أناني، 28 عاماً، معلمة اللغة الفرنسية في مدرسة خاصة في مدينة تيزي أوزو التي تعرضت للهجوم في 26 أيلول (سبتمبر) الماضي من قبل صديقها السابق الذي كان يضايقها منذ ثلاث سنوات".

في التفاصيل أنه بينما كانت تنتظر وصول حافلة للتوجه إلى عملها، باغتها صديقها السابق وصب عليها البنزين وأحرقها في حادثة في قرية آيت فارس الصغيرة في منطقة القبائل، حيث وقعت المأساة، ولا يزال سكانها البالغ عددهم 900 نسمة في حالة صدمة.

ريما أناني ما زالت حية وتقاوم أوجاعها، بعد إصابتها بحروق بالغة الخطورة من الدرجتين الثالثة والرابعة طاولت 60 في المئة من جسمها.

وأشارت المعلومات إلى أنه أجريت لها أول جراحة ترميمية في مستشفى لاباز الجامعي في مدريد، حيث نُقلت يوم الجمعة 14 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري على متن طائرة طبية من الجزائر، برفقة شقيقها.

ويقول أحد أقاربها: "إنها لا تزال على أجهزة الإنعاش، لكنها أفضل بكثير".


أما ابن عم الضحية فقال: "رغم أننا نعرف الرجال الذين يضربون زوجاتهم، فإننا لم نشهد قط مثل هذا العمل الهمجي في وسط الشارع".

وأفادت المعلومات "بأن المهاجم الذي استسلم للدرك بعد ساعات قليلة من الهجوم، لا يزال موقوفاً، مع الإشارة إلى أنه اعترف خلال التحقيق معه برغبته في الانتقام من الفتاة لأنها رفضت الزواج منه".

لا يقف مسلسل العنف ضد النساء عند هذا الحد، بل يتعداه ليشمل أيضاً وقوع جريمة قتل ارتكبت في حق حفيظة منصوري من جارها، وهي من سكان أم البواقي في منطقة الأوراس. وقد أحرقها ودفنها، في 3 كانون الثاني (يناير) الماضي وذلك بسبب رفضها الزواج منه...


وللمناسبة، ذكر الشريك المؤسس لتجمع Féminicides Algérie الذي يُعنى بقضايا النساء المعنفات في الجزائر، ويامي أوريس أن "مرتكبي جرائم قتل النساء لا يسعون فقط لقتل امرأة، بل يريدون تدمير جسدها".

وذكرت المقالة أنه كما هي الحال في أي مكان آخر في العالم، فإن حالات قتل النساء في الجزائر هي في الغالبية العظمى من الحالات، التي يرتكبها رجل من البيئة الحاضنة للضحية، وغالباً ما يكون الزوج أو الزوج السابق الذي لا يقبل الانفصال عنها...

وعلّق أوريس على هذه المعلومة قائلاً: "هناك رغبة في التملك والسيطرة على الشخص، ورفض أي احتمال بعدم العيش من دونه".

في العودة إلى واقعة محاولة قتل ريما أناني، فقد أثارت ضجة في كل أنحاء البلاد. وتدفقت آلاف رسائل الدعم على الإنترنت، تندد بـ"الجريمة الشنعاء".

واللافت أنه تمت مشاهدة صرخة والدتها، في 10 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري على صفحات الفايسبوك، ما أدى إلى إطلاق حملة تضامن على الشبكات الاجتماعية لمساعدة الأسرة على إجلاء الضحية عاجلاً إلى الخارج، لأن الوسائل اللازمة لعلاجها من حروقها البالغة لم تتوافر في مستشفى ندير محمد في تيزي وزو، ما فرض نقلها إلى مدريد بدعم من مؤسسة مقرها في سويسرا هي "آ دي أم إنترناشونال" الداعمة لرعاية المرضى في الخارج.

في المقلب الآخر، نقلت المقالة بيانات عدة أفادت بأن في عام 2021، عالجت قوات الدرك نحو 8000 حالة عنف ضد المرأة، وهو ضعف العدد الذي كان عليه في عام 2014.

وذكرت المتخصصة في الدفاع عن النساء المعنفات أنيسة سماتي أن المسار القانوني للدفاع عن حقوق المرأة المعنفة طويل، ما يدفع بعضهن إلى الاستسلام وعدم الاستمرار في الدعوة.

وشددت سماتي على أنه "إذا بقيت النساء في دائرة العنف، فهذا يعود أيضاً لأن ليس لديهن مكان يلجأن إليه"، مشيرة إلى أن "في الجزائر ثمانية مراكز إيواء تديرها الدولة، وتتبع فيها قواعد صارمة للغاية في نمط الحياة".

ختاماً، أسفت لأن "المشكلة ليست في القانون فقط، بل في الأنماط الاجتماعية والموروثات، التي لطالما صنفت المرأة بأنها كائن أدنى من الرجل، ما يسمح بممارسة العنف ضدها، وهذا أمر لا يجوز البتة...".

المصدر: النهار العربي

روزيت فاضل

المصدر: "المصدر: النهار العربي"






إقرأ أيضاً

الوفد اللبناني يسلّم هوكشتاين الرسالة الموقعة.. خرق بحري اسرائيلي أخّر وصوله الى الناقورة
واشنطن وطهران تهنئان السوداني والأمم المتحدة تحضه على "كبح جماح" الميليشيات

https://www.traditionrolex.com/8