يوم تاريخي... لبنان وإسرائيل يوقّعان اتفاق الترسيم البحري

يوقّع ممثلون عن لبنان وإسرائيل، اليوم الخميس، اتفاق ترسيم الحدود البحرية بعد أشهر من مفاوضات مضنية بوساطة أميركية، ما أتاح لإسرائيل البدء بإنتاج الغاز من منطقة كان متنازعا عليها، فيما يأمل لبنان الغارق في انهيار اقتصادي، بدء التنقيب قريباً.

"لا أبعاد سياسية" 
وأكد الرئيس اللبناني ميشال عون أنّ "لا أبعاد سياسية" للاتفاق، إثر تصريحات لرئيس الحكومة الإسرائيلي يائير لابيد اعتبر فيها أن لبنان "اعترف" بالدولة العبرية من خلال موافقته على الاتفاق.

وقال عون في تغريدة إنّ "انجاز ملف ترسيم الحدود البحرية الجنوبية عمل تقني ليست له أي ابعاد سياسية أو مفاعيل تتناقض مع السياسة الخارجية للبنان في علاقاته مع الدول".

ولبنان وإسرائيل في حالة حرب، ولن يلتقي ممثلوهما مباشرة خلال توقيع الاتفاق بعد ظهر اليوم.

وكان لابيد قد قال خلال اجتماع للحكومة الإسرائيلية، صادقت خلاله على الاتفاق، إنّ لبنان "اعترف بدولة إسرائيل". وأضاف: "هذا إنجاز سياسي، فليس كل يوم تعترف دولة معادية بدولة إسرائيل في اتفاق مكتوب أمام المجتمع الدولي بأسره". 

وصباحاً، تسلّم عون من هوكشتاين الرسالة الاميركية الرسمية في ما يتعلق بترسيم الحدود  البحرية الجنوبية، بحضور نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب ووزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال عبدالله بو حبيب واعضاء الوفد المفاوض مع الجانب الأميركي.

وأعلن الوسيط الأميركي أننا "نعيش يوماً تاريخياً بعد التوصل إلى اتفاق من شأنه توفير الاستقرار على جانبي الحدود". 

وأكد هوكشتاين في تصريح له من القصر الرئاسي أنّ "توقيع اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل من شأنه إحداث الاستقرار في المنطقة كما سيشكل هذا الاتفاق نقطة تحول للاقتصاد اللبناني".

ورداً على سؤال، شدد الوسيط الأميركي على أن "لا بنود في اتفاق الترسيم من شأنها تأخير تنقيب لبنان عن الطاقة"، لافتاً الى أن "أهمّ ما في الاتفاق هو أنّه في خدمة الفريقين وليس من مصلحة البلدين خرقه وإذا خرق أيّ طرف الاتفاق لن يكون هذا لصالحهما".

بو صعب

من جهته، قال كبير المفاوضين اللبنانيين إلياس بو صعب للصحافيين إنّ "عون وقع رسالة بالموافقة على اتفاق تاريخي توسطت فيه الولايات المتحدة يرسم الحدود البحرية لبلاده مع إسرائيل".

وأضاف أن توقيع الرسالة يمثل "عهدا جديدا" وأن الرسالة ستسلم إلى المسؤولين الاميركيين عند نقطة حدودية في أقصى جنوب لبنان في الناقورة في وقت لاحق اليوم.

الوفد اللبناني الى الناقورة 

وفي الناقورة، أفاد وكالة "فرانس برس" عن تعزيزات عسكرية للجيش اللبناني وقوات "اليونيفيل"، فيما لم يسمح للصحافيين بالاقتراب من مقر توقيع الاتفاق.

ووفقا لوسائل إعلام محلية فإن الوفد اللبناني الذي كلّفه عون للتوجّه الى الناقورة يضم مدير عام رئاسة الجمهورية انطوان شقير والعميد الركن منير شحادة مفوض الحكومة لدى القوات الدولية ووسام شباط عضو هيئة ادارة النفط واحمد العرفة رئيس مركز الاستشارات القانونية. 

وسيجتمع المفاوضون بعد ذلك في قاعدة الأمم المتحدة لحفظ السلام في الناقورة مع الفريق الأميركي.

وهناك ستعلن الولايات المتحدة رسميا دخول الاتفاق حيّز التنفيذ، وسيقدّم لبنان وإسرائيل، اللذان لا يزالان من الناحية الفنية في حالة حرب، إحداثياتهما الحدودية الجديدة إلى الأمم المتحدة.

والاتفاق تسوية غير مسبوقة بين البلدين العدوين، ويفتح الطريق أمام التنقيب عن الطاقة في البحر، كما ينزع فتيل أحد مصادر الصراع المحتملة بين إسرائيل و"حزب الله"، ويمكن أن يخفّف من الأزمة الاقتصادية في لبنان.

واكتشاف الطاقة في البحر- رغم أنه ليس كافيا بمفرده لحل مشاكل لبنان الاقتصادية العميقة- سيكون نعمة كبيرة، حيث سيوفر العملة الصعبة التي تشتد الحاجة إليها وربما يخفف يوما ما من انقطاع التيار الكهربائي الخانق.

المصدر: النهار العربي، رويترز، ا ف ب

المصدر: "المصدر: النهار العربي"