المراسل الروسي أوليغ بلوخين يغادر سوريا بعد اختفاء غامض... وتساؤلات حول جنسيته الأوكرانية!

بعد أسبوع على اختفائه الغامض في مدينة اللاذقية برفقة زوجته، غادر المراسل الروسي الأشهر في سوريا، أوليغ بلوخين إلى موسكو في شكل مفاجئ، وسط تساؤلات كثيرة وملابسات لا تزال تحيط بقضية اختفائه.

وكان أشيع أن بلوخين تعرض للاعتقال من قبل قوات الأمن السورية بناءً على طلب من قيادة القوات الروسية في قاعدة حميميم. ولم يصدر أيّ بيان رسمي من دمشق أو موسكو يؤكد واقعة الاعتقال.

وكشف الصحافي الروسيّ أندريه ميدفيديف عن تعرض بلوخين للاعتقال، حيث ذكر أن مخابرات النظام السوري اعتقلت المراسل الحربي أوليغ، الأحد 25 أيلول (سبتمبر) الماضي، الساعة الخامسة عصراً، لأسباب مجهولة. وطالب الصحافي ميدفيديف بتدخل الخارجية الروسية لتسوية هذا "الموقف السخيف"، على حد تعبيره.

جنسيتان وخلاف!

ركّز زملاء بلوخين الروس، أثناء فترة اعتقاله أو اختفائه، على حقيقتين اثنتين، في محاولة منهم لإيجاد تفسير معقول لاعتقاله المفاجئ. الحقيقة الأولى أن بلوخين يحمل الجنسية الأوكرانية إلى جانب جنسيته الروسية. والثانية أنه لم يكن على علاقة جيدة بالقيادة الحالية للقوات الروسية في سوريا، خصوصاً خلال الشهرين الماضيين، إذ كان يحاول السفر إلى روسيا لتغطية الأحداث العسكرية فيها، وفق ما نقله موقع Readovka الروسي.

وأشار الموقع إلى أن السلطات الروسية اتخذت قرارات جديدة لإبقائه في البلاد، وهو بحاجة إلى مساعدة من وزارة الخارجية الروسية ومسؤولين آخرين، لافتاً إلى أنه قد يواجه الترحيل إلى أوكرانيا لأنه مزدوج الجنسية.

وكشف المراسل العسكري الروسي ألكسندر خارتشينكو، مطلع الشهر الجاري، أن المخابرات العسكرية في سوريا اعتقلت بلوخين وزوجته في مدينة اللاذقية، وصادرت هواتفهما وأجهزتهما المحمولة (لابتوب). ثم نُقل بلوخين وزوجته إلى سجن يتبع لـ"الأمن العسكري" في مدينة دمشق، بحسب ما ذكره خارتشينكو، الذي طالب السفارة الروسية بمساعدة المراسل المعتقل وحل ما وصفها بـ"الفضيحة الدولية".

بدوره تساءل المراسل العسكري رومان سابونكوف عن الجرم الذي ارتكبه بلوخين وزوجته ليتم اعتقالهما، وعن عدم وجود تصريحات رسمية من دبلوماسيين ومسؤولين، وعن صمت وسائل الإعلام.

وطالب سابونكوف في حالة وجود أي دعاوى ضد المراسل بلوخين أو ارتكابه مخالفات، بالإعلان عنها، أو بالإفراج عنه.

إفراج لا يحلّ اللغز

فجأة، سُرّبت أنباء تفيد بالإفراج عن المراسل الروسي أوليغ بلوخين، وأن طائرته غادرت دمشق في الساعة الخامسة والنصف من عصر يوم الأحد الماضي، وفق ما نشره المراسل العسكري لدار النشر "كومسومولسكايا برافدا" ألكسندر كوتس، الذي شكر كل من ساعد بشكل واضح أو غير معلن بإطلاق سراح بلوخين، خصوصاً السفارة الروسية في سوريا، من دون أن يذكر أي معلومات عن زوجة بلوخين التي اعتُقلت معه في مدينة اللاذقية.

وعن اعتقال بلوخين، قال مؤسس شركة "فاغنر" للمرتزقة الروس، ايفغيني بريغوجين، الملقب بـ"طباخ بوتين"، إنه "لا يمكن لروسيا أن تتخلى عن شعبها، وأي شخص يأخذ تقريباً مواطناً روسياً بيده سيرى أن ألف شخص سيظهرون تحت نوافذه، قادرين على حمايته".

وأضاف "طباخ بوتين" أنه في الساعة 05:34 عصر الأحد الماضي، استقل بلوخين طائرة بأمان إلى موسكو، على حد تعبيره.

وأثارت تصريحات "طباخ بوتين" تساؤلات كثيرة حول تفاصيل القضية ومدى صحة المعلومات التي نشرت سابقاً عنها، إذ إن فحوى تصريحاته تشير إلى عدم تخلّي موسكو أو على الأقل "فاغنر" عن المراسل الحربي الذي كان يقوم بتغطية كل المعارك التي تخوضها القوات الروسية في سوريا، وهو ما ينفي فرضية اعتقاله بناء على أوامر من قيادة القوات الروسية في حميميم.

كما أن الترحيب الذي لاقاه بلوخين بعد الإفراج عنه من قبل شخصية معروفة بقربها من الرئيس الروسي، مثل يفغيني بريغوجين، ينفي أيضاً أن تكون الجنسية الأوكرانية التي يحملها بلوخين لها دور ما في اعتقاله. وقد حاولت بعض وسائل الإعلام السورية المعارضة أن تستغل هذه الثغرة للحديث عن تورط بلوخين بالتجسس لمصلحة أوكرانيا وأنه قام بتزويد كييف بمعلومات عن الغزو الروسي.

من هو بلوخين؟

يعتبر أوليغ بلوخين من أشهر المراسلين الحربيين الروس الذي يعملون في سوريا لتغطية المعارك التي تشارك فيها القوات الروسية. وهو رافق قوات الجيش السوري في أبرز المعارك، وتركّزت تغطياته على القوات الروسية.

ولا يقتصر عمله على النشاط الإعلامي، إذ ساعد في تدريب الميليشيات السورية والمقاتلين الروس.

ويُعرف عن المراسل بلوخين نشره تسجيلات مصوّرة وصور شامتة عقب اقتحام قوات النظام وحلفائها مختلف المناطق في سوريا، أحدثها من مدينة سراقب بريف إدلب الشرقي، في آخر حملة عسكرية شنتها قوات النظام بتغطية جوية روسية قبيل اتفاق "موسكو" في آذار (مارس) 2020.

وينشط بلوخين عبر قناته في "تلغرام" المملوءة بالصور والتسجيلات المصوّرة، كالشوارع الخالية من السكان والأضرار الكبيرة التي لحقت بالأحياء السكنية نتيجة القصف على العديد من المناطق عقب سيطرة قوات النظام وروسيا عليها.

كما أنه أرسل رسائل عديدة لفصائل المعارضة تتضمن التهديد والوعيد، مستعرضاً إنجازات القوات الروسية وقوات النظام وحلفائهما، وفق ما ذكر تقرير لموقع "عنب بلدي" المعارض.             المصدر: دمشق - النهار العربي

المصدر: "المصدر: النهار العربي"