https://www.traditionrolex.com/8


"وحدة الجسر" و"كتيبة السلعة" تذكّران الليبيين بأنّ اليد العليا لفوضى السلاح


On 27 September, 2022
Published By Tony Ghantous
"وحدة الجسر" و"كتيبة السلعة" تذكّران الليبيين بأنّ اليد العليا لفوضى السلاح

وجهت ميليشيات الغرب الليبية ضربة جديدة إلى الجهود الدولية لإحياء المسار السياسي، والمضي نحو تنفيذ الاستحقاقات الانتخابية المعطلة. ورسّخت اشتباكات بالقرب من العاصمة طرابلس اعتقاداً بأن إجراء انتخابات في ظل انفلات السلاح أمر غير مأمون العواقب، وسيظل القبول بنتائجها محل شكوك عميقة.

وقبل أيام قليلة من وصول الموفد الأممي الجديد عبد الله باثيلي إلى طرابلس لبدء مهمته بشكل رسمي، شهدت مدينة الزاوية، المتاخمة للعاصمة (شمال غربي ليبيا)، مواجهات بين مجموعتين مسلحتين، سقط خلالها عدد من القتلى بينهم طفل، ما يسلط الضوء على حجم المعضلات التي سيكون على الدبلوماسي السنغالي التعامل معها.

وعلى ما يمثل مقتل طفل يبلغ من العمر عشر سنوات، متأثراً بإصابته برصاص الميليشيات، من صدمة، لكنه أيضاً يوجه رسالة إلى القوى الدولية المجتمعة في الأمم المتحدة، التي تكتفي بالحض على تنفيذ الانتخابات الرئاسية والبرلمانية كمخرج للأزمة التي تعانيها ليبيا منذ مطلع العام 2011، لكنها لا تمارس الضغط الكافي لإنهاء ملف فلتان السلاح وتفكيك الميليشيات الليبية.

 

رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي يلقي كلمة بلاده أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة. (أ ف ب)

 

وكان جهاز الإسعاف والطوارئ أعلن مقتل خمسة أشخاص بينهم طفلة وإصابة 13 آخرين، في آخر حصيلة رسمية للاشتباكات التي اندلعت عصر الأحد، بالأسلحة المتوسطة والثقيلة في مدينة الزاوية، بين وحدة التحري والقبض المعروفة بـ"الجسر"، التابعة لمديرية أمن الزاوية بقيادة محمد السيفاو، وميليشيات ما تُسمى بـ"كتيبة السلعة" بزعامة عثمان اللهب، واستمرت حتى مساء الاثنين. وأفاد جهاز الإسعاف والطوارئ بأنه تلقى استغاثات من عائلات عالقة في محيط الاشتباكات، من دون القدرة على مساعدتهم في الخروج، كما جرى إقفال الطريق الساحلي في الزاوية، على اثر المواجهات. وأكد الناطق باسم جهاز الإسعاف والطوارئ أسامة علي أن جميع الفرق التابعة للإسعاف في الزاوية لم تتمكن من دخول مناطق الاشتباك.

 

اتفاق... كم يصمد؟

ولاحقاً أعلن عضو أعيان وحكماء الزاوية البشتي الزحوف، توقف الاشتباكات المسلحة في المدينة وانسحاب قوات الطرفين بعد التوصل إلى اتفاق برعاية نائب رئيس المجلس الرئاسي عبد الله اللافي الذي ترأس اجتماعاً مع مدير أمن الزاوية وآمر المنطقة العسكرية الغربية بحث في الملف الأمني في المنطقة.

وكذلك أعلنت المكونات الاجتماعية في مدينة الزاوية التوصل إلى اتفاق لإيقاف الاشتباكات وتشكيل لجان لتسوية الوضع وحصر الأضرار وتفعيل القوة المشتركة وبسط الأمن. وأكدت في بيان مشترك أنه تم وقف الاشتباكات بين الأطراف المتنازعة بـ"جهود الخيرين والأعيان من حكماء المدينة". وأوضح البيان أنه تم عقد اجتماع طارئ في مديرية أمن الزاوية استجابت له كافة المكونات في الزاوية لوضع حلول جذرية لكافة المشاكل في المدينة، وحضر الاجتماع نائب رئيس المجلس الرئاسي وآمر منطقة الساحل الغربي وعميد بلدية الزاوية ومدير مديرية أمن الزاوية.

وشدد البيان على أنه تم الاتفاق على تشكيل لجنة تضم مكونات الزاوية للتواصل مع أطراف النزاع لتسوية الوضع الاجتماعي المترتب مع تكليف المجلس البلدي بتشكيل لجنة لحصر الأضرار الناجمة عن الاشتباكات.

من جانبه، سارع قائد أكبر ميليشيات في الزاوية والمعروفة باسم "قوة الإسناد الأولى" محمد بحرون الملقب بـ"الفار"، والمقرب من رئيس حكومة "الوحدة الوطنية" عبد الحميد الدبيبة، الى نفي مشاركته في الصدامات. وقال الفار، عبر حسابه على "فايسبوك"، إن ما تم تداوله عبر بعض الصفحات "عار تماماً عن الصحة". وأضاف: "قواتنا لم ولن تشارك في أي قتال ضد أي تشكيل مسلح عدا المجرمين والخارجين عن القانون".
 

من اشتباكات سابقة في الزاوية.

 

وعلى صعيد ردود الفعل الدولية والمحلية، دانت البعثة الأممية للدعم في ليبيا مقتل وإصابة مدنيين خلال اشتباكات مسلحة في مدينة الزاوية، مستنكرة استخدام الأسلحة الثقيلة في الأحياء المكتظة بالسكان. وكررت البعثة الأممية، عبر حسابها على "فايسبوك"، الدعوة إلى ضرورة الحماية غير المشروطة للمدنيين.

دعوات للمحاسبة
وحمّلت منظمة "رصد الجرائم الليبية" حكومة "الوحدة الوطنية" مسؤولية الاشتباكات التي اندلعت في مدينة الزاوية، وأدت إلى سقوط قتلى وجرحى. وقالت المنظمة، عبر حسابها على "فايسبوك": "تابعنا الاشتباكات المسلحة التي دارت وسط الأحياء السكنية جنوب مدينة الزاوية. وطالبنا النائب العام الليبي بفتح تحقيق فوري لملاحقة المسؤولين عن الجريمة ومحاسبتهم. كما ندعو البعثة المستقلة لتقصي الحقائق في ليبيا لفتح تحقيق عاجل في هذه الانتهاكات المروعة ضد المدنيين، والعمل على ضمان عدم إفلات الجناة من العقاب".

وتأتي تلك المواجهات الجديدة وسط جهود دولية ومحلية لإنجاز قاعدة دستورية تُجرى على أساسها الاستحقاقات الانتخابية، لكن المستشار الإعلامي لرئاسة مجلس النواب فتحي المريمي، حض على عقد مصالحة شاملة بين الليبيين وإصدار بيانات من كل الأطراف الليبية، تؤكد عزمها قبول نتائج الانتخابات، متى جرت، معتبراً أنه بغير ذلك لن تُجرى انتخابات وإن جرت فإن أحد الأطراف لن يرضى بنتائجها كما حدث سابقاً.

ولفت المريمي في تصريح لـ"النهار العربي" إلى أن "أكبر قوة قاهرة في ليبيا تُسبب مشكلة كبيرة أمام إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية؛ هي المجموعات المسلحة الخارجة عن القانون والمرتزقة والقوات الأجنبية"، مشدداً على ضرورة حل المجموعات المسلحة وإخراج المرتزقة والقوات الأجنبية من البلاد.

وتوقع المريمي أنه إذا استمر وضع وجود هذه المجموعات المسلحة وعدم إطلاق المصالحة الوطنية الشاملة سيؤدي ذلك إلى تقسيم البلاد. وقال: "مصلحة الليبين في وحدة صفهم وتصالحهم".

المصدر: النهار العربي

القاهرة-أحمد علي حسن

المصدر: "المصدر: النهار العربي"






إقرأ أيضاً

النهار العربي اليوم: التنباك والحجاب في إيران... كر وفرّ سيتسارع والمعادلة المصرية ثابتة
"إدارة الدولة".. تحالف سياسي يضم الجميع إلا مقتدى الصدر

https://www.traditionrolex.com/8