أخبار السياحة والثقافة

رافد خفيّ يتفرّع من النيل قد يفسّر لغز الأهرامات

On 30 August, 2022
Published By Tony Ghantous

لا يزال علماء الآثار يطرحون العديد من الأسئلة بشأن كيفية قيام الحضارة الفرعونية ببناء الأهرامات في مصر رغم عدم توافر وسائل تقنية حديثة.

وتوصّلت دراسة جديدة، بقيادة عالم الجغرافيا الطبيعية حاضر شيشة من جامعة إيكس - مرسيليا في فرنسا، إلى أن بناء أهرامات الجيزة كان ممكناً بفضل وجود رافد يتفرّع من نهر النيل سمح بنقل مواد البناء اللازمة، لكنّه لم يعد موجوداً اليوم.

واعتبرت الدراسة أن "المهندسين الفراعنة استغلوا نهر النيل وفيضاناته السنوية، مستخدمين نظاماً معقّداً من القنوات والأحواض التي شكّلت مجمع موانئ عند سفح هضبة الجيزة".

وقام الخبراء بدراسة حبوب اللقاح (Pollen) القديمة الموجودة في الموقع والتي مكّنت من إجراء تحليل دقيق للتباين في مستويات المياه في هذه المنطقة على مدى أكثر من ثمانية آلاف عام، بما في ذلك الفترة التي بنيت خلالها الأهرامات (بين 2686 و2160 قبل الميلاد).

وأظهرت البيانات أن مستوى المياه ارتفع بشكل حاد خلال ما يُسمّى بالفترة الرطبة الإفريقية (AHP) ما بين 14800 و5500 عام مضت، والتي حوّلت التربة الجافة لجزء من الصحراء الكبرى إلى رقعة من الأعشاب والأشجار والبحيرات. وبعد ذلك، انحسر فرع النيل لكنّه ظلّ صالحاً للملاحة لفترة طويلة ممّا سمح بنقل الأحجار والمواد لبناء الأهرامات.

وأشارت الدراسة أيضاً إلى أن المياه في هذا الرافد حافظت على مستويات مرتفعة في عهود خوفو وخفرع ومنقرع، مما سهّل نقل مواد البناء إلى الجيزة. ولكن بعد عهد الملك توت عنخ آمون، الذي وصل إلى الحكم في الفترة بين 1349 إلى 1338 قبل الميلاد، انخفضت مستويات المياه في هذا الرافد من النيل تدريجياً حتى وصلت إلى أدنى مستوياتها الموثّقة في آخر 8000 عام.