https://www.traditionrolex.com/8


المؤرخ عبد اللطيف فاخوري: زاوية ابن عراق أقدم أثر معماري عربي في بيروت


On 08 April, 2022
Published By Tony Ghantous
المؤرخ عبد اللطيف فاخوري: زاوية ابن عراق أقدم أثر معماري عربي في بيروت

"من زوايا بيروت، التي بقيت صامدة على مر الزمن، زاوية محمد بن عراق، التي كانت تقع الى يمين الداخل في السوق الطويلة في وسط المدينة، وظهر بناؤها وكان فيها من أضرحة خلال إزالة ركام ما خلفته الحرب الأهلية عام 1991". هذا ما ذكره المؤرخ عبد اللطيف فاخوري عن "زوايا بيروت" (عنوان أحد مؤلفاته - 2018)، مع التفاتة مهمة إلى أنه أول من نبه الى أهمية تلك الزاوية والتعريف بها.

شدد فاخوري على أنه "لم يبقَ من مدرسة ابن عراق وزاويته ورباطه سوى قبة لا تزال صامدة في أول سوق الطويلة، ويعود بناؤها الى عام 923 هجرية، ويؤيد ذلك أن بناء القبة يتوافق مع الطراز المعماري المملوكي، الذي كان سائداً في وقت بنائها".

المهم وفقاً له "أن هذه الزاوية المباركة، التي لم يبقَ منها إلا قبّتها وبعض جدرانها أصبحت "ديكوراً" للفرجة في أسواق بيروت، وهي مشرعة من الجهات الأربع، يدخلها من يشاء من الكبار والصغار..."، مشيراً الى أن "الصور القديمة للزاوية تنبئ بوجود مكبر للصوت على أحد جدرانها للأذان...".

وأكد فاخوري أن "ابن عراق كتب في زاويته مؤلفات عدة"، مشيراً الى أن الزاوية "ظلت مكاناً للدرس والصلاة والذكر الى زمن متقدم من العهد العثماني".

وأوضح أنه "روي أن محمد ابن عراق كان يأمر أصحابه بحفظ القرآن الكريم، وكان يقول كل ليلة بعد صلاة العشاء عقب قراءة "الملك" ثلاثة أبيات. ويبدو أن هذا التقليد استمر في بيروت حتى عهد ليس ببعيد".

ما هي القبة؟ قال فاخوري إن "الطراز المعماري لقبة ابن عراق عبارة من حجرة مربعة، سقفها قبة محمولة بواسطة أربعة عقود، استعملت في أركانها الأربعة مثلثات لتحويل المسقط المربع الى مثمن لتسهيل عملية التغطية بالقبة".

 

 

 

وصف المكان بطرازه المعماري، مشيراً الى أن "للقبة طنبوراً مثمناً بارتفاع متر ونصف المتر تقريباً، في منتصف كل ضلع من أضلاعه شباك معقود بعقد دائري، توجد فتحة في جدار البناء الشرقي يمر منه الى حجرتين كانتا مخصصتين لإمام الزاوية وحفظ الكتب، أو لحفظ أدوات المبنى ولوازمه كالبسط والقناديل...".

ولفت الى أنه "في الجهة القبلية الغربية من المبنى، قسم مفرز بحائط يبدو أنه كان مدفناً لشخص مجهول، ولا تزال بلاطة الضريح موجودة بين الركام، فيما كان الحائط الشمالي من المبنى يحتوي على آثار فتحة باب صغير قليل الارتفاع، طرفه الأعلى بشكل عقد قد يكون المدخل الأساسي القديم للزاوية".

المساحات الواسعة للبناء

شغلت قضية العبور، وفقاً له "من المربع الى المثمن بال المعماريين. منذ القدم كان الرومان قد استخدموا القباب لتغطية المساحات الواسعة بالبناء بدلاً من الخشب، وكان يراعي أن تكون المسافات ذات مسقط دائري أو كثير الأضلاع، وتميّزت العمارة البيزنطية باستخدام القباب وأنصافها، التي تبدو من الخارج على هيئة "قصعة"، فتحاط القبة من الخارج بنطاق دائري عمودي قليل الارتفاع، بمثابة رقبة كاذبة تحتوي على شبابيك للإنارة، يعلوها الجزء الباقي الظاهر من القبة...".

وذكر فاخوري أن "المهندس فريد شافعي أشار الى أن انتشار استعمال القباب وأنصافها يرجع الفضل فيه الى العرب الشاميين، الذين ابتكروا وأنضجوا فكرة استعمال المثلثات الكروية للانتقال بالمساحات المربعة الى مناطق مستديرة ترتكز عليها الحافلات السفلى للقباب"، موضحاً أن "استعمال الحجر لبناء القباب يرجع الفضل فيه الى الفنانين والصناع الشاميين، الذين مهروا استعمال الحجر للبناء".

 

ختاماً، أوضح فاخوري "يبدو أن الشبابيك الأربعة الصغيرة الموجودة في منتصف أضلاع رقبة القبة يعود طرازها لما بعد عصر الولاة، وله أشباه في الفترة الأخيرة من العصر الفاطمي بالقاهرة، الى عصر المماليك، ما يجعلنا نرجح أن قبة أنشئت مع ابن عراق في العام 923 هجرية، 1517 ميلادية على أيدي صناع وفنانين شاميين، قدموا مع ابن عراق الى بيروت، واشتغلوا في بناء الزاوية والقبة، الأمر الذي يجعلنا نعتقد بأن قبة ابن عراق أقدم أثر معماري عربي موجود في بيروت".

المصدر: النهار العربي

روزيت فاضل

المصدر: "النهار"






إقرأ أيضاً

ديمة بياعة: تلفزيون قطر حذف من مشَاهدِي بالصليب لدواعٍ دينية
نور الغندور ترّد على الهجوم ضد "من شارع الهرم إلى...": "اللعب التقيل جاي"

https://www.traditionrolex.com/8