"اليونسكو" ترفع الصّوت لحماية التّراث الثّقافي الأوكراني

الوضع مقلق جداً ومأساوي للغاية في أوكرانيا. فقد ترجمت المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" أودري أزولاي هذا الوضع أخيراً، من خلال إطلاقها نداءً لحماية هذا التاريخ الغني للبلاد، وعلى رأسه كاتدرائية القديسة صوفيا في كييف.

منظر عام لبعض المواقع المدرجة على لائحة "اليونسكو" 

في التفاصيل أنه تم إدراج هذا المعلم المهم عام 1990 في قائمة التراث العالمي لـ"اليونسكو" إلى جانب نصب تذكاري آخر في العاصمة، وهما المجموعة الرهبانية في كييف تعرف بـ kyiv-PechersLavra وكنيسة المنقذ في منطقة بريستوفو، مع الإشارة الى أن كاتدرائية القديسة صوفيا، التي بُنيت في العصور الوسطى في كييف، تحوّلت الآن متحفاً (الصورة من 1975).

إنه أحد أشهر المعالم الأثرية في المدينة، وأول موقع تراثي في أوكرانيا يُدرج في قائمة التراث العالمي. أما المعلم الثاني فهو آيا صوفيا في كييف، التي يعود تاريخ تأسيسها إلى القرن الحادي عشر. تتميز بالطراز الباروكي الأوكراني، وهي من أشهر المعالم الأثرية في البلاد بأبراجها المُذهّبة وفسيفسائها العريقة... تُعد هذه الكاتدرائية مكاناً رمزياً للغاية بالنسبة إلى الأوكرانيين وللعالم الأرثوذكسي: فقد صُمّمت لمنافسة القديسة صوفيا في القسطنطينية، لا بل لتكون رمزاً للقسطنطينية الحديثة.

في القائمة أيضاً، أُدرجت مجموعة المركز التاريخي لمدينة لفيف. هذه المدينة التي يبلغ عدد سكانها 700.000 نسمة، وتقع في غرب البلاد، أُدرجت كموقع للتراث العالمي منذ عام 1998. تأسست في نهاية العصور الوسطى، وتمكنت من المحافظة الى حد كبير على تضاريسها من تلك الحقبة، مع الإشارة الى وجود مبانٍ باروكية رائعة في المدينة عينها، وفقاً لوصف منظمة اليونسكو.
الكاتدرائيّة والتّماثيل 
أضف الى ذلك التماثيل المغطاة في كنيسة صعود السيدة العذراء مريم، المعروفة أيضاً باسم الكاتدرائية اللاتينية في لفيف، غرب أوكرانيا، مع الإشارة الى أنه تم تجديد القائمة الأوكرانية لـ"اليونسكو" من خلال إدراج 17 موقعاً أوكرانياً، ومنها مقر إقامة مطران بوكوفينا ودالماتيا، وهي مجموعة معمارية تقع في مدينة تشيرنيفستي، وهي مرشحة على قائمة "اليونسكو" عام 2011، حيث تم بناء هذا المجمع الديني المهيب الذي يضم ديراً وكنيسة ومدرسة دينية وحديقة ومتنزهاً من القرن التاسع عشر ويمتد على مساحة 8 هكتارات.

مقر إقامة المطران 
وتضم القائمة أيضاً منذ عام 2013 سلسلة من كنائس خشبية من منطقة تسركفاس الجبلية، المنتشرة بين بولندا وأوكرانيا. ثمانٍ من هذه الكنائس مبنية من جذوع الأشجار، والتي يعود تاريخها إلى ما بين القرن السادس عشر والقرن التاسع عشر، وهي تقع على الأراضي الأوكرانية في غرب البلاد...

تضم قائمة "اليونسكو" أيضاً موقعاً عابراً للحدود منذ عام 2005 هو القوس "الجيوديسي لستروف"، وهي مجموعة من المعالم الجغرافية التي بُنيت في القرن التاسع عشر وتعبر دولاً عدة من النروج إلى البحر الأسود، مروراً خصوصاً بروسيا وبيلاروسيا وأوكرانيا. عام 2007، صنفت "اليونسكو" أيضاً موقعاً طبيعياً يتعلق بأوكرانيا، جنباً إلى جنب مع دول أوروبية أخرى ويتألف من غابات الزان الأولية والقديمة لجبال الكاربات. أخيراً، صنفت "اليونسكو" عام 2013 موقعاً قديماً في شبه جزيرة القرم.

القوس

لا بد من الإشارة الى أنه أيضاً تم إدراج موقع أوكراني من "اليونسكو"، بما في ذلك المواقع التي كانت كييف تنوي ترشيحها لإدراجها في قائمة التراث العالمي. وتشمل المركز التاريخي الذي يعود تاريخه إلى القرن التاسع عشر لمدينة أوديسا الساحلية الشهيرة على البحر الأسود، إضافة إلى المركز التاريخي الذي يعود إلى العصور الوسطى في تشيرنيغوف، وهي بلدة تقع على بعد حوالى 150 كيلومتراً شمال كييف، التي تعرضت لقصف مكثف من قبل الجيش الروسي.

المصدر: النهار العربي

روزيت فاضل

المصدر: "النهار"