وضع حجر الأساس لمشروع بناء متحف بيروت للفن -"بِمَا"

في ظل الذلّ المهين، الذي نعيشه في بيروتنا المنكوبة، جاء أمس وضع حجر الأساس لمشروع بناء #متحف بيروت للفن- "بِمَا" بصياغة المعمارية ال#لبنانية الإنتماء البروفسورة آمال أندراوس، والذي رعاه رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي بدعوة من وزارة الثقافة وبالتعاون مع جمعية متحف بيروت للفن "#بما" وجامعة القديس يوسف، حدثاً ثقافياً في غاية الأهمية.

ويتوقع أن تنتهي أعمال هذا الملتقى الفني الثقافي على طريق الشام في العام 2026 رغم أن مصادر أكدت لـ"النهار" رغبة بعض المسؤولين في جامعة القديس يوسف، التي قدمت قطعة أرض المشروع على طريق الشام، في أن ينجز البناء في العام 2025، ليتزامن تدشينه مع فعاليات إحياء ذكرى مرور 150 عاماً على تأسيس الجامعة.

في التغطية الكلاسيكية للمؤتمر الصحافي، الذي كانت عريفته الزميلة رنا نجار وتمايز بحضور عدد لافت من السفراء الأجانب، أجمعت كلمات كل من الرئيس ميقاتي ووزير الثقافة محمد المرتضى ورئيس مجلس أمناء جمعية "بما" جو صدي على دور الثقافة وأهميتها في هذا الظرف وفي المستقبل.

ورسمت كلمة رئيس جامعة القديس يوسف الأب سليم دكاش اليسوعي مقاربة أكاديمية وثقافية للمتحف، مشيراً الى أنه "مدرسة يؤمّها التلامذة والطلاب في كل المناطق ومن كل المشارب، لا للتعرف الى الاعمال التشكيلية المعروضة في المتحف فحسب، بل لمتابعة الدروس على يد الفنانين المبدعين المعاصرين الذين سوف يعطون دروساً بغية تنشئة جيل جديد من الفنانين".


المتحف ...
في تفاصيل أخرى، أرادت عرابتا هذا المشروع وهما السيدتان ريتا نمور وساندرا أبو ناضر، من خلال إنشاء جمعية بيروت للفن "بما" في العام 2017، أن تحوّلا هذه الفكرة الى واقع ملموس، ولاسيما من خلال جهود فردية خاصة لكل منهما، فضلاً عن دعم مميز من وزير الثقافة الأسبق روني عريجي، الذي كان له دور أساسي في توقيع اتفاق بين الوزارة والجمعية إياها خوّلها عرض المجموعة الفنية الأساسية التي تملكها الوزارة في المتحف، وهي تضم أعمالا لكبار الرسامين والنحاتين والفنانين من رواد الحركة الثقافية في لبنان وخارجه...

ما هي القيمة المضافة للمتحف؟ في الحقيقة، ذكرت أبو ناضر لـ"النهار" أن "هذه المجموعة الدائمة تضم 3000 عمل فني"، مشيرة الى "أننا انتهينا من ترميم 270 عملا فنيا من أصل 600 كانت بأمسّ الحاجة للتجديد والترميم، وذلك في محترف فني ذي جودة عالية تديره المرممة الرؤيوية كريستيل خليفة ومجموعة من المرممين، وهذا ما ننفرد به في لبنان والمنطقة..."

ولفتت الى أن "المجموعة الدائمة تضم أهم كبار الفنانين اللبنانيين من مختلف المدارس، منهم البصابصة، صليبا الدويهي، داود قرم، شفيق عبود، هيلين الخال، جبران خليل جبران، قيصر الجميل، سلوى روضة شقير، عمر الأنسي وسواهم..."

وأوضحت أن "تصميم المتحف يتمايز بمساحات مفتوحة على الناس، أي يمكن للمارة على طريق الشام مثلاً أن يواكبوا ما يحصل داخل المتحف من خلال المساحات الواسعة والشفافة للشرفات المسكونة بالفن".

هل نحتاج فعلاً الى متحف جديد في لبنان؟ أجابت المديرة الإدارية لـ"بما" ميشيل حداد "النهار" بأن "المتحف يتطلع الى مقاربة حديثة لأهمية الثقافة، أي نتطلع الى أن تنتقل الثقافة من مفهومها الضيق الى جزء من حياة الناس".

وأضافت أن "المتحف سيفتح فرص عمل لنحو 30 لبنانياً في حقول عدة بدءاً من الإدارة وصولاً الى الفنون الجميلة مروراً بمرشدين في المتحف أو القيّمين على متجر خاص بالمتحف وسواها من الفرص"، مشيرة الى "أن المتحف يضم 6 طوابق وبعض الطوابق السفلية مع قيمة مضافة هي أن الطابق الثاني مخصص لمحترف متطور وهو مؤلف من المرممة كريستيل خليفة ومجموعة من المرممين من المحترف، الذين يعملون اليوم في محترف متخصص بترميم الأعمال الفنية".

وختمت حداد بأن "جمعية "بما" تقوم بمبادرات عدة منذ أعوام لتعزيز الحصص الفنية في المدارس الرسمية من خلال اتفاق وقّعناه مع وزارة التربية لنشر هذه الثقافة وتعزيزها من قِبل متخصصين، وهي مبادرة في طور الاستمرار بعدما لاقت رواجاً عند التلامذة وذويهم والمديرين..."

المصدر: "النهار"

روزيت فاضل

المصدر: "النهار"