https://www.traditionrolex.com/8


الجزائر: جدل حول تنظيم معرض الكتاب ... ومطالبة بتأجيله للمرة الثالثة


On 20 February, 2022
Published By Tony Ghantous
الجزائر: جدل حول تنظيم معرض الكتاب ... ومطالبة بتأجيله للمرة الثالثة

تترقب النخب الجزائرية ما سيصدر عن وزارة الثقافة في شأن تنظيم "معرض الجزائر الدولي للكتاب" المقرر موعده بين الرابع والعشرين والحادي والثلاثين من آذار (مارس) المقبل، وذلك بعد الجدل الذي أثير أخيراً حول المطالبة بتأجيله.

 

وما أنعش آمال المطالبين بتأجيل هذا الحدث الذي يعكسُ صورة الجزائر دولياً، التعديل الحكومي "الطفيف" الذي أجراه الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، حيث أقال وزيرة الثقافة وفاء شعلال وعيّن صورية مولوجي خلفاً لها.

 

وجاءت إقالة شعلال بعد "فضيحة" المقابلة التلفزيونية التي أجرتها معها قناة مصرية، خلال تواجدها في معرض القاهرة للكتاب قبل أكثر من أسبوعين، وقالت فيها إن الجزائريين يفكرون بالفرنسية ويتحدثون بالعربية، وهو ما أشعل موجة حادة من الانتقادات.

 

وقبل أسابيع قليلة من إقامة "معرض الجزائر الدولي للكتاب"، ارتفعت أصوات تطالب بإرجاء هذا الحدث، والذي كان تأجل مرتين متتاليتين في السنتين الماضيتين بسبب جائحة كورونا، وذلك رغم المواعيد التي حُددت خلال تلك الفترة، غير أنها بقيت مجرد حبر على ورق. وكان أعلن مدير المعرض السابق حكيم ميلود، في شهر تشرين الأول (أكتوبر) الماضي عن تنظيم الدورة الخامسة والعشرين خلال الفترة الممتدة من 6 إلى 15 كانون الثاني (يناير) 2021، وذلك قبل أن يقال من منصبه ويُعين مكانه محمد إيقراب الذي قرر إرجاء هذه الدورة.

 

صورة الجزائر على المحك

فاجأت وزارة الثقافة الجزائرية، الناشرين الجزائريين بإعلانها في بداية كانون الأول (ديسمبر) الماضي، موعد معرض الكتاب 2022 وقالت إنه سينظم خلال الفترة الممتدة بين الرابع والعشرين والحادي والثلاثين من آذار (مارس) المقبل. لكن ردود الفعل على القرار جاء عكس ما كان متوقعاً، إذ أثار الخبر الذي انتشر بسرعة البرق على مواقع التواصل الاجتماعي، إستياء عدد من الناشرين الجزائريين، فأصدرت حوالى ثلاثين دار نشر محلية، الثلثاء الماضي، بياناً "شديد اللهجة" طالبت فيه الوزارة الوصية بتأجيل المعرض بناءً على ما سمتهُ "معطيات لا تخدم صورة الجزائر الثقافية، والتي يعتبر معرضها الدولي للكتاب واجهة مهمة حضارياً واقتصاديا وقبلة دولية للناشرين عبر العالم الذين يصفون معرض الجزائر بالواعد والمربح".

 

ويُسلط البيان الضوء على أربعة أسباب رئيسية دفعت الناشرين للمطالبة بإرجاء هذا الحدث المهم، أولها: "الدفتر الصحي" الذي سيكون أحد الشروط للدخول إلى المعرض وهو ما سيمثل حاجزاً أمام ملايين الزوار الذّين سبق لهم أن حضروا نسخاً سابقةً كرّست المعرض كأهمّ معارض العالم العربيّ.

 

وبرأي الناشرين الجزائريين، فإن عدد الزوار سيكون في حدود دنيا ما سيتسبّب بخسائر فادحة للنّاشرين المحلّيّين، وبمتاعب اقتصاديّة ومهنيّة للنّاشرين الأجانب الذّين يملكون تصوّراً إيجابيًّا عن معرض الجزائر سيتغير مع امتناع المواطنين الجزائريّيين عن الإقبال على الكتاب بسبب ربط الدّخول بالدّفتر الصحي.

 

ويُنظم المعرض في فترة غير متلائمة، وفق بيان الناشرين، لأنها تأتي خارج نطاق حسابات الأسرة التربوية نظرا لتزامنها مع الامتحانات التي ستمر بها المدرسة الجزائرية بأطوارها الثلاثة.

 

ومع العطل التربوية التّي تقرّها وزارة التّربية للمدارس سيكون المعرض "خارج حسابات الأسرة التّربويّة تبعاً للدّوام البيداغوجي لفترة الامتحانات، والمعروف أنّ جزءاً مهمًّا وكبيراً من زوّار المعرض هم من التّلامذة وعائلاتهم والمهتمين بالشأن التربوي الذّين يلتفّون حول الكتاب دومًا في كلّ المناسبات".

 

"ظروف غير مواتية"

كذلك تتزامن فترة تنظيم المعرض مع حلول شهر رمضان الذي يتهيأ له الجزائريون اقتصادياً وروحيًا، ومع الظروف الاجتماعية التي تمر بها البلاد قد لا يكون في وسع المواطن البسيط أن يضع الكتاب ضمن أولوياته بالنظر إلى تدهور قدرته الشرائية وأيضا توفير مستلزمات الشهر الفضيل، فآخر يوم من أيام المعرض سيكون أول يوم من رمضان وهو ما سيشكل ضربة موجعة للناشرين الذين سيجدون أنفسهم في مواجهة عزوف الجمهور عن الحضور إلى المعرض.

 

وتوحي المؤشرات الراهنة أنهُ من المستبعد أن تلقى هذه الدعوات آذاناً صاغية، بالنظر إلى إصرار القائمين على المعرض لتنظيمه، بعد غياب لأكثر من عامين.

فالرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، اصدر قرارًا منذ يومين قضى بإعفاء كل دور النشر المشاركة في الطبعة الخامسة والعشرين للمعرض الدولي للكتاب بالجزائر، من تكاليف إيجار الأجنحة.

 

الكاتب والأستاذ الجامعي عبد القادر ضيف الله، رأى في حديث إلى "النهار العربي"، أن "التأجيل لن يغير شيئاً، أما إقامته فأمر ضروري لأننا بحاجة ماسة إلى تنظيم معارض دولية ليس فقط كل سنة إنما كل شهر"، موضحاً أن حركة الكتاب في الجزائر شبه ميتة ولا يحسنها سوى هذا النوع من المعارض.

 

وفي سياق حديثه عن الدعوات التي وجهتها دور النشر لتأجيل المعرض الدولي للكتاب، يقول ضيف الله، "يجب احترامها لأن الكثير من المبررات التي طرحتها هذه الدور معقولة إلى حد ما، لكن حالياً الأفضل هو تنظيم المعرض لأن القرّاء والكتاب صاروا ينتظرون هذا الحدث الذي أصبح يمثل دخولاً أدبيا نظراً للكم الهائل من المؤلفات التي ستنشر وتباع في هذه المناسبة.

ا

المصدر: النهار العربي

الجزائر-نهال دويب

المصدر: "النهار"






إقرأ أيضاً

من بيرو إلى أستراليا ومن مدغشقر لكاليفورنيا... ثروات من الأشجار غير المكتشفة
آلاف البلاغات تتهم نوال الزغبي بسرقة قلوب المتابعين

https://www.traditionrolex.com/8