https://www.traditionrolex.com/8


زينة نادر في لوحات تجريدية بلون الموسيقى ومداها... وجع بيروت وتمرّدها في إيماءات لكلاسيكيين عظماء


On 14 February, 2022
Published By Tony Ghantous
زينة نادر في لوحات تجريدية بلون الموسيقى ومداها... وجع بيروت وتمرّدها في إيماءات لكلاسيكيين عظماء

قد تكون زيارة المعرض التجريدي بعنوان "#Musicality" - أي رسم بلون الموسيقى والنوته والمدى - للفنانة التشكيلية #زينة نادر في القاعة الفنية لفندق آرتوس في الجميزة، حاجة ماسّة لكل منا لأن ذاكرة المتلقي المُشاهد قد تنجرف في حساسية عالية لإيماءات اللون وإيحاءاته، والاستماع إلى المقطوعة الموسيقية الكاملة المتعلقة بكل لوحة لموسيقيين كلاسيكيين عظماء منهم باخ، شوبان، رخمانينوف، ليست، شوبرت بروكوكيف، والكبير عبد الرحمن الباشا والعازف اللبناني العالمي الدكتور طوني كرم.

 

(رسم يجسد ميلودي حزينة لباخ ومرشيلو)

 

 

 

نحن أمام رسم موسيقي بريشة نادر، التي أرادت كحال فناني التجريد، أن تركز على المشاعر والافكار عبر خلق قصة يتابعها المتلقي المُشاهد بحسب خلفيته النفسية والثقافية والانسانية...

ففي رائعة "البالاد رقم 1"، وهي من أكثر مقطوعات شوبان شهرة مثلاً، الإيقاع الأوّلي للوحة المجسّدة هنا يبدأ بتموجات هادئة تحتوي على بدايات الإثارة الشديدة، ثم يتسارع الإيقاع بالتوازي مع التوتر على نحو متزايد بسبب العناد "العاطفي"...

إذاً لكل نوتة إيقاع لون يلمس القلب والعقل في آن. ترى نفسك أمام ضجيج في اللون المواكب للإيقاع، يفرز من خلاله مشاعر تعبيرية بالأحمر، وبألوان أخرى، كأنها حكاية بيروتنا بكل مراحلها، تلك المدينة العصية على الموت.

 

 

(من وحي البريلود 4 لباخ)

 

في المعرض، الذي يستمر يومياً الى الإثنين 28 من الجاري من الساعة 11،00 قبل الظهر الى السادسة مساء، 7 لوحات تجريدية من مجموعة أوسع شاركت فيها الفنانة نادر مع عدد من الفنانين التشكيليين في معرض لبناني ضخم في متحف "بيوريا ريفر فرونت" بولاية إيلينوي في الولايات المتحدة الأميركية بعنوان "من بيوريا الى لبنان"، جرى خلاله تنظيم مزاد علني على قطع فنية عدة، ذهبت عائداتها الى الجامعة اللبنانية الأميركية، ولاسيما لدعم المركز الطبي التابع للجامعة ولمساعدة بعض طلاب الطب في تغطية أقساطهم، وهو خطوة فرضت نفسها إثر الإنفجار المشؤوم في 4 آب، مع محطة موسيقية إستثنائية خلال المعرض للعازف العالمي الدكتور طوني كرم، الذي لطالما حمل لبنان في قلبه.

لنعد الى المعرض نفسه. تقول نادر إنه "فكرة الدكتور كرم، الذي دعاني الى تجسيد مؤلفات موسيقية كلاسيكية لأسماء عظماء مثل باخ، شوبان، ليست، ورخمانينوف عبر الرسم ، والتي عزفها في حفلة على مسرح المتحف المذكور في الولايات المتحدة".

"لم يكن تجسيد الأعمال سهلاً"، قالت نادر، مشيرة الى أنها "مرت بأوقات شعرت فيها بثقل التحدي لأن المقطوعات الموسيقية كانت في مضمونها تشبه لبنان اليوم في الصميم وحجم القضية..."

 


(مخاض بيروت في رائعة البالاد رقم 1" لشوبان)

 

كانت نادر تعيش إستحقاقاً يومياً فيه الكثير من الفرح، التعب، ولاسيما إذا انغمست طوعاً وبعناية في الموسيقى، لتتمكن من الرسم، ولتنجح في تجسيد الانفعالات القوية جداً أو اي مشاعر بريشتها من خلال سماع الموسيقى...

تصارع اللوحات التجريدية كلها رغبة في بث الأمل والتمسك به، ولاسيما في رسومات تصب في أفق مدينتنا بيروت.

لنأخذ نموذجاً. نقف أمام لوحة جسدت فيها نادر نوتات لمقام صغير وكبير لمقطوعة موسيقية للكبير عبد الرحمن الباشا بعنوان "موت طفل - ماري" غرقاً وهي إبنة أحد أصدقاء الباشا. ريشة نادر تحكي الغرق، يرشدنا تدرّج الألوان إليه، كأنه يوم غرقنا في فاجعة المرفأ مع فارق مهم هو أن الرسم يلحظ صعود الأمواج وتخبطها نحو الأعلى، كأنها الأمل المضاد للغرق، الذي يتحول سترة النجاة من الموت...

 


(لوحة تعكس مقطوعة "غرق الطفل - ماري" لعبد الرحمن الباشا

 

النموذج الثاني هو لبروكوكيف، الصبي المتمرد، ولاسيما من خلال سوناته رقم 1، وهو ما جسدته ريشة نادر بضجيج خانق، قاتم اليوم، يعكس دوامة تعبة جداً لا تخلو من خرق لبصيص أمل، أرادته دائماً لتعكس من خلاله إرادة الحياة والبقاء...

نشير اخيراً الى أن المعرض شهد زيارة لتلامذة مع ذويهم، وهو فسحة ثقافية راقية جداً تجمع معاً ثقافة اللحن في "نوتة رسم" بلمسة تجريدية من خامة قماش زيتي.

المصدر: "النهار"

روزيت فاضل

المصدر: "النهار"






إقرأ أيضاً

5 لقطات من حفل ختام مهرجان جمعيّة الفيلم (صور)
في سلطنة عمان.. نحات لبناني يُنطق الحجر فنا

https://www.traditionrolex.com/8