https://www.traditionrolex.com/8


"هناك عيونٌ لا تنسى"..تصاميم مؤثرة تعكس ألم لبنان بعد كارثة انفجار مرفأ بيروت


On 10 August, 2020
Published By Karim Haddad
"هناك عيونٌ لا تنسى"..تصاميم مؤثرة تعكس ألم لبنان بعد كارثة انفجار مرفأ بيروت

 -- شهد العالم الأسبوع الماضي، بتاريخ 4 أغسطس/ آب 2020، لحظة وقوع الانفجار الهائل في مرفأ بيروت والذي هز العاصمة اللبنانية، وخلّف وراءه عشرات الضحايا وآلاف الجرحى والكثير من الألم والحزن والدمار.

وشارك عدد من المصممين والرسامين من لبنان وخارجه في تجسيد المأساة التي تعيشها البلاد من خلال تصاميم مؤثرة تتحدث عن نفسها وأخرى تحمل قصص من عاشوا هذه اللحظات الأليمة.  

"ستظلين لؤلؤة لامعة وسط كل الرماد"، تصميم علي بسام 

انفجار بيوت

تصميم يجسد العلم اللبناني من خلال الدمار الذي ألحقه انفجار بيروت، ولكن الأرزة التي تتوسط التصميم تظهر "صامدة" وغير متأثرة بما جرى حولها

ويقول المصمم اللبناني علي بسام، لموقع CNN بالعربية، إن تصميمه، الذي يحمل عنوان "لؤلؤة الوطن"، يجسد "العلم اللبناني مع الإيحاء إلى ما تعانيه البلاد من جراحٍ وأزمات"، موضحاً أن الأرزة التي تتوسط التصميم، "وعلى الرغم من كل ما جرى حولها من دمار الحروب والتفجيرات والفساد المستشري ستبقى صامدةً لا تهز ولا تحرق". أما عن الخطين باللون الأحمر في علم لبنان، فقد أثكلتهما مشاهد الدخان والدمار.

ويُوضح علي، المقيم في بيروت، واصفاً مشهد الانفجار أنه لا يوجد كلمة أو تعبير محدد يمكن أن يصف هذا الإنفجار، إذ حدث كل شيء بثوان معدودة أو لحظات. 

وقال علي: "نتحدث عن هزة أرضية تلاها صوت مرعب، كأن الأرض رمتنا في الهواء ومن ثم عصفت بنا السماء بصوتها .الأمر كان مخيف جداً ورغم كل ما مر به لبنان لم نعش كتلك اللحظات، ولم نشعر بهذا الخوف من قبل".

ويصف علي مشاهد ما خلّفته آثار الانفجار على بيروت قائلاً: "وكأننا نشاهد فيلم سينمائي"، إلا أن هذه المرة كان سكان بيروت شركاء في هذا الفيلم، مضيفاً "كان الأمر صعباً للغاية لأننا أحسسنا بألم كبير لهول ما رأيناه، نتحدث عن مدينة.. عن عاصمة تحولت فجأة لساحة حرب ولكن بمشاهد أصعب وبصدمة كبيرة"، بحسب ما ذكره.

وتابع علي:" لم أفكر في يوم من الأيام أن أعيش هكذا أمر، أن أشاهد هذا الدمار في أرجاء المدينة، وأشاهد الجرحى والشهداء على الطرقات، ومستشفيات مدمرة، والنساء والأطفال والرجال كلهم مثقلين بألم الجراح وفراق الأحبة"، مضيفاً:"ما جرى بعد الانفجار خطف من أعمارنا وأرواحنا كل ما فيهما".

وأوضح علي أنه بعيداً عن الحزن والغصة الكبيرة والجرح العميق، كانت كلمة "تعبنا" هي أول ما خطر في باله بعد الحادث، لا سيماً وأن ما جرى هو نتيجة الفساد المتراكم في البلاد بحسب اعتقاده. 

وقال علي: "كنا نعيش كل هذه السنوات وسط قنبلة مميتة نمر بجانبها يومياً، ونجلس بجوارها، ونتابع أعمالنا دون أن ندري أننا نعيش مع الموت".

ومن خلال هذا العمل الفني، يوجه علي رسالة مفادها أن "لبنان سيبقى رغم كل الحقد وكل من يحاول قتله"، مضيفاً "سنظل في هذا البلد نحميه ونقدم كل ما لدينا ليبقى عزيزاً حراً ومستقلاً، ولن نهاجر أو نرحل، ولن نتركه للفاسدين، وستبقى الأرزة شامخة وبيروت عاصمة لبنان وعروس الدول العربية".

"هيروشيما لبنان"، فكرة تياري شهاب

انفجار بيروت

رسمة تجسد لحظة الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت بتاريخ 4 أغسطس/ آب 2020

وبالنسبة إلى الرسام اللبناني تياري شهاب، فقد كانت مشاركته في تجسيد انفجار بيروت أكثر من مجرد رد فعل وتخليد لحادث تاريخي، إذ كانت بمثابة طريقته لقول "أنا بأمان!" لطمأنة متابعيه الذين يشعرون بالقلق على سلامته، وفقاً لما ذكره لموقع CNN بالعربية.

وكان شهاب في منزله ، الذي يقع على بعد حوالي 16 كيلومتراً من مدينة بيروت، في مكالمة مع زميله عندما بدأت الأرض وشاشة حاسوبه وأثاث المنزل كلها تهتز من حوله، وعندها أخبر زميله: "انتظر، هناك زلزال"، ليجيبه زميله أنه يشعر أيضاً بذلك، رغم أنه يعيش بعيداً عنه بمسافة 25 كيلومتراً، ثم سمع شهاب والدة زميله تصرخ "إنه انفجار"، وفقاً لما قاله.

ويصف شهاب ما شعر به لحظتها قائلاً: "في تلك اللحظة، تجمد الوقت ولم أتمكن من استيعاب كل هذه المعلومات دفعة واحدة بوضوح"، وتابع: "لقد وقفت مكاني وفجأة تردد دوي الانفجار الهائل في الحي كله"، مشيراً أنه "في هذه اللحظة يتحول العقل البشري إلى وضع البقاء". 

ويوضح شهاب أنه يعد نفسه محظوظاً لأنه ما زال يعمل من المنزل، بفضل إجراءات "كوفيد-19"، إذ يقع مكتبه في المنطقة التي تعرضت للتدمير.

وقال شهاب إنه يشعر بالتأثر مثل الأشخاص الذين يعيشون هناك، لأنه المكان الذي عمد إلى ارتياده بشكل يومي، وأضاف: "هذه الأحياء مألوفة للغاية، الشوارع التي مشيت فيها، والمطاعم التي زرتها، والمكاتب التي قضيت فيها سنوات، والشركات المحلية التي مررت بها، والمنازل الجميلة التي رسمتها ...لقد اختفت جميعها! ولا يمكن أن يكون الأمر أكثر حزناً خاصةً لأولئك الذين فقدوا منازلهم وأعمالهم وحياة أحبائهم".

أما عن مشاعره تجاه "الكارثة"، فيشرح شهاب أن مشاعر مختلطة تنتابه، الغضب لأنه استغرق الأمر سنوات وسنوات لإعادة بناء المدينة، وجعلها جميلة مرة أخرى، والحفاظ على سحرها، والاستثمار فيها، والترويج لها، بينما استغرق الأمر بضع ثوان لمحي ذكرياتها.

انفجار بيروت

رسمة تجسد آثار التدمير التي لحقت بمنزل جد الرسام اللبناني

وعلى الصعيد الآخر، يقول شهاب إن هناك نوعاً من المشاعر الإيجابية، عندما رأى كيف استجاب السكان للمساعدة، بعد ساعات قليلة من الانفجار، وكان هناك العديد من المتطوعين الشباب المستعدين لمساعدة أي شخص، رافضين بشكل قاطع الاستسلام.

ويهدف شهاب من خلال رسوماته إلى رفع مستوى الوعي حول ما يحدث في لبنان، كما أنها تعد طريقته لتسجيل التاريخ بحسب ما يراه ويشعر به على أرض الواقع.

المصدر: "نورهان الكلاوي دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)"






إقرأ أيضاً

مصدر دبلوماسي: ماكرون أمهل القوى السياسية 3 أسابيع للتوصل إلى ميثاق سياسي جديد وتشكيل حكومة خبراء
عضو في مجلس بلدية بيروت يقدّم استقالته

https://www.traditionrolex.com/8