https://www.traditionrolex.com/8


كوفيد-19: الجاليات المهاجرة تسدّ فجوة ترجمة المعلومات حول الجائحة


On 02 June, 2020
كوفيد-19: الجاليات المهاجرة تسدّ فجوة ترجمة المعلومات حول الجائحة

تكشف الحكومة الكنديّة وحكومات المقاطعات يوما بعد يوم عن المزيد من الإجراءات للتصدّي لجائحة كوفيد-19، و التداعيات التي تركتها على الأشخاص وعلى اقتصاد البلاد.

ويعمل العديد من الباحثين والمحامين والمنظّمات المجتمعيّة والعاملين في قطاع الصحّة لسدّ الفجوات حول المعلومات المتعلّقة بالجائحة في لغات أخرى غير الإنكليزيّة والفرنسيّة، وهما اللغتان الرسميّتان في كندا، وتوفيرها بلغات المهاجرين.

ففي ألبرتا، تحدّثت الطبيبة ماري روز مانزانو ليل إلى العاملين  من أصل فيليبيني في مصنع لمعالجة اللحوم في مدينة كالغاري بلغتهم الأم ، ما أثار ارتياحا كبيرا في أوساطهم كما قالت لوكالة الصحافة الكنديّة.

ود. مانزانو ليل في إجازة أمومة حاليّا، وتعمل كمتطوّعة في الرابطة الدوليّة لخرّيجي الطب في مقاطعة ألبرتا.

وطلبت وكالة الخدمات الطبيّة في ألبرتا من الرابطة التي يتحدّث أعضاؤها بنحو 80 لغة، تقديم المساعدة للعاملين في مصنع كارغيل لمعالجة اللحوم في كالغاري الذين تفشّى مرض كوفيد-19 في صفوفهم.

وتقول د. مانزانو ليل إنّ نحوا من 50 عاملا تحدّثت إليهم يتقنون اللغة الإنكليزيّة، ولكنّ عددا منهم يجد صعوبة في التعبير بوضوح عن مخاوفهم بشأن  الجائحة وخطرها على الصحّة.

 

تعرّضت بعض الجاليات العرقيّة للوصم، وفي الصورة عبارات نابية على جدار قنصليّة الصين العامّة في كالغاري/Mike Symington / CBC)/هيئة الإذاعة الكنديّة

 تعرّضت بعض الجاليات العرقيّة للوصم، وفي الصورة عبارات نابية على جدار قنصليّة الصين العامّة في كالغاري/Mike Symington / CBC)/هيئة الإذاعة الكنديّة

وشعر العاملون بالارتياح عندما تحدّثت إليهم باللغة التغلوغيّة التي تشتقّ منها اللغة الفلبينيّة، وعبّروا عن قلقهم من احتمال نقل العدوى إلى أهلهم ، و طمأنتهم  الطبيبة وأعطتهم المعلومات حول  كيفيّة عزل أنفسهم على نحو آمن يحمي أفراد العائلة من العدوى.

وأعرب البعض منهم عن قلقهم من الوصمة المرتبطة بالنتائج الإيجابيّة لاختبار الكشف عن مرض كوفيد-19، حتّى بعد الشفاء منه.

وجمعت الرابطة الدوليّة لخرّيجي الطب في ألبرتا معلومات حول مرض كوفيد-19 بأكثر من 20 لغة ولهجة.

وقدّمت ندوات عبر الإنترنت ركّزت فيها على أعراض المرض والإجراءات التي ينبغي أن يتّخذها المصابون به، وحول الصحّة النفسيّة.

وتعتزم تقديم ندوة أخرى حول طرق الوقاية التي ينبغي اتّخاذها  لدى إعادة فتح الأعمال، كما قدّمت منظّمة كرامة العمل، Action Dignity الشريكة للرابطة والتي تعمل على تعزيز أصوات المجموعات العرقيّة في كالغاري، عددا من البرامج  المتعلّقة بطرق الدعم المالي.

وفي فانكوفر، قدّم تحالف الاستجابة لكوفيد-19 الذي يضمّ العديد من مجموعات المجتمع، معلومات موثوقة عبر الإنترنت حول الجائحة.

ويهدف التجمّع المذكور لمساعدة كبار السنّ من المهاجرين وسواهم في العثور عبر الإنترنت على معلومات موثوقة حول الصحّة مترجمة إلى لغاتهم.

 

اشخاص ينتظرون أمام أحد مراكز الكشف عن كوفيد-19 في تورونتو/Nathan Denette/CP

اشخاص ينتظرون أمام أحد مراكز الكشف عن كوفيد-19 في تورونتو/Nathan Denette/CP

 

ويقول كيفن هوانغ مسؤول برنامج الترجمة إنّه تمّ التخلّي عن المجتمعات اللغويّة، وتوفّرت مع بداية الجائحة الكثير من المعلومات حولها باللغة الإنكليزيّة في بريتيش كولومبيا، في حين تبقى المعلومات المترجمة أغلب الأحيان مدفونة في المواقع الإلكترونيّة التابعة للحكومة والهيئات الصحيّة كما قال.

وأشار هوانغ إلى وجود فجوة في الثقافة الرقميّة لدى المسنّين، ولا يعرف الكثيرون كيفيّة الوصول إلى المعلومات بعد أن عزّزت الحكومة الترجمات إلى لغات عديدة.

وتولّت المجموعات العرقيّة سدّ الفجوة و مساعدة أبناء هذه المجموعات، ولكنّ عملها لا يشمل الجميع، و دور الحكومة أقوى بكثير على هذا الصعيد، ويضمن مستويات موثوقة من الترجمة كما قال مسؤول برنامج الترجمة في تحالف الاستجابة لكوفيد- 19 كيفن هوانغ.

ويوفّر التحالف على موقعه الإلكتروني الترجمات باللغة الصينيّة التقليديّة وبلغة صينيّة مبسّطة وأيضا باللغات الفيتناميّة والتاغالوغيّة الفلبينيّة، كما يوزّع التحالف منشورات على المنازل كما قال هوانغ.

ونشر الموقع أيضا إيضاحات بشأن المعلومات الصحيحة والمضلّلة بشأن الجائحة، وتلقّى الدعم المالي من الحكومة الكنديّة ليواصل عمله حتّى تمّوز يوليو المقبل.

 

د.تيريزا تام مديرة وكالة الصحّة العامّة الكنديّة /Adrian Wyld / CP

د.تيريزا تام مديرة وكالة الصحّة العامّة الكنديّة /Adrian Wyld / CP

 

وفي تورونتو ، تقوم مجموعة من الباحثين والأطبّاء بالاستجابة للتداعيات النفسيّة التي تركتها الجائحة على الجالية الكنديّة الصينيّة وجاليات عرقيّة أخرى، وتعمل على تعزيز صحّتهم النفسيّة.

و الدكتور آلان لي هو طبيب رعاية أوليّة وباحث رئيسي في مشروع "بروتيك" الذي تلقّى الدعم المالي من المعهد الكندي للبحوث الصحيّة.

ووفّر الباحثون مركز معلومات لأبناء الجالية الصينيّة وخطّا ساخنا للدردشة، و طرقا خاصّة لتقييم مصادر المعلومات.

ويشير د. لي إلى أنّ الكثير من المعلومات حول الجائحة متوفّرة باللغة الصينيّة، و لكنّ القليل منها يتعلّق بالتعامل معها في كندا. 

وكان أبناء الجالية الصينيّة أوّل من استخدم كمّامات الوجه لتجنّب انتقال العدوى، وتعرّضوا للوصم في وقت كانت وكالة الصحّة الكنديّة تعتبر أنّ الكمّامة لا تشكّل عامل وقاية كما قال د. آلان لي.

ويعوّل مشروع بروتيك على الشبكات المجتمعيّة و الشركاء للتواصل مع أبناء الجالية، وينبغي حسب رأي د. لي أن تقوم مختلف والوكالات الصحيّة في كندا بالعمل نفسه للوصول إلى الجميع.

ويشير الطبيب الكندي الصيني د. آلان لي إلى وجود مجموعات يصعب التواصل معها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مثل العاملين في محلّات البقالة وصالونات التدليك أو العاملين على نحو غير مستقرّ.

و توفّر الحكومة الكنديّة على موقعها الإلكتروني  بعض الموارد المتعدّدة اللغات وخطّ هاتف مجاني مع خدمة الترجمة الفوريّة.

وأكّد متحدّث باسم وكالة الصحّة العامّة أنّ الحكومة تواصلت مع المنظّمات المجتمعيّة الخاصّة بأبناء الجاليات العرقيّة ، وتتعاون مع وزارة الهجرة، وتضمّنت حملة التوعية التي قامت بها إعلانات في صحف السكّان الأصليّين والجاليات العرقيّة، و معلومات رقميّة على منصّاتها الإلكترونيّة.

ونشرت الحكومة في نيسان أبريل الفائت إعلانات مطبوعة بثلاث عشرة لغة من بين اللغات تداولا بين  أبناء الجاليات العرقيّة في كندا،وبثّت رسائل عبر الإذاعة باللغات الفارسيّة والإيطاليّة و الماندرين الصينيّة للتأكّد من وصول إرشادات السفر و النصائح  لأبناء هذه الجاليات  المرتبطة بدول وضعت إرشاداتها بهذا الشأن.

 

(وكالة الصحافة الكنديّة/ راديو كندا الدولي)






إقرأ أيضاً

رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو يؤكد "إصغاءه الى غضب" الكنديين ذوي الاصول الافريقية
كندا: مظاهرات للتنديد بالعنصرية بعد مقتل جورج فلويد في الولايات المتحدة

https://www.traditionrolex.com/8