https://www.traditionrolex.com/8


"الشيروفوبيا"... لا تخافوا السعادة


On 30 July, 2024
Published By Tony Ghantous
"الشيروفوبيا"... لا تخافوا السعادة

"اللهمّ اكفنا شرّ هذا الضحك". غالباً ما كانت أمّي تردّد هذه العبارة في جلسات العائلة الدوريّة، حينها لم أكن أدرك معناها، لكنّها رافقتني مع العمر، وعلى "صحّة السلامة" بتّ أقولها بعد فورة من الضحك على أمرٍ ما.

حينها أدركت أنّ خلف هذه الجملة التي تجمع بين التشاؤم والتفاؤل، حالة يعاني منها العديد. وتبيّن لاحقاً أنّها نوع من أنواع الفوبيا تُسمّى "#تشيروفوبيا" #Cherophobia، وهي مشتقّة من كلمة يونانية "chairo" وتعني السعادة أو الفرح، تلحقها كلمة "فوبيا" أي الرهاب النفسيّ، ومن البديهيّ التنويه بأنّه مختلف كليّاً وجذريّاً عن مرض "شيزوفرينيا" Schizophrenia الذي ربما يتقارب معه نسبيّاً في النطق.

وقد تفيد الإشارة إلى أنّ حالة "رُهاب السعادة" تسمّى أيضاً "هيدونوفوبيا"  Hedonophobia.

هذا الأمر الذي اكتشفه أحد الأشخاص المصابين بـ"تشيروفوبيا" ويُدعى عماد الدين الذي قال لـ"لنهار" أنّ "خلف كلّ ضحكة من القلب مصيبة أو فاجعة" تأخذك إلى مستوى مؤلم من المعاناة، تجمّدك نفسيّاً وجسديّاً، بل وتحجّمك".تُعرّف الاختصاصيّة النفسية إليسا رشدان  الـ"تشيروفوبيا" بأنّها الخوف غير المنطقيّ من الأحداث التي تسبّب السعادة، وهذا الأمر غير منطقيّ كون السعادة في حدّ ذاتها أمراً إيجابيّاً للإنسان ولصحّته النفسيّة، وحين يقلق الإنسان من الفرح يتجنّب الأحداث التي تسبّب السعادة ما يجعله يبعد وينفر من التجمّعات والأشخاص المقرّبين له، إلى أن يصبح منزعجاً بشكل مبالغ فيه.أوضحت إليسا أنّ الشخص قد يصل إلى مرحلة يخشى الدخول في علاقة عاطفية حتّى، خشية الشعور بالفرح الذي قد ينقلب ضدّه، هذا ما نسمّيه "الاعتقاد الراسخ"؛ أي الفكرة التي تُكرّر على مسامعنا فنؤكّدها ونصدّقها حتّى لو لم تكن منطقية، لكنّها تصبح المتحكّم الأوّل في أفعالنا وسلوكياتنا.

في اللقاءات الأولى مع المعالج، يتمّ الانغماس في جلسة تمهيدية وخلال اللقاءات التالية، يشارك المعالج والمريض في استكشاف كلّ التحديات المحتملة، مثل الأفكار والمشاعر والتصرّفات. يتعاونان على تحليل كلّ هذه الجوانب لمعرفة ما إذا كانت حقيقية أم لا، وما إذا كانت مفيدة. الهدف هو العثور على طرق مبتكرة لتغيير الأفكار والسلوكيات غير المرغوب فيها والتحوّل إلى نمط حياة أكثر إيجابيّة وسعادة.

وطبعاً يمكن كسر وتخفيف حدّة الخوف عبر المواجهة، من خلال الانخراط في أنشطة ترفيهية أو عبر الذهاب إلى مكان والجلوس مع أشخاص تغمرهم السعادة، وفي ذلك مؤشرٌ للعقل بأنّ بعد الشعور بالسعادة لم يحدث شيء سيّئ.

وفي حال حدث أمر سيّئ في فترات متباعدة يجب عدم ربط الحدث السعيد بالسيّئ لأنّه بالطبع لا ضمان لعدم حدوثه، حتى أنّه يمكن أن يكون الحدث السيّئ أمراً بسيطاً لكنّه يجعله ضخماً بتعظيمه.

وهذا يعني أنّ علينا التخلّص من حالة "تشيروفوبيا" عبر العلاج، خاصّة حين تصبح عائقاً للاستمرار في حياتنا وتمنعنا من ممارستها بشكل طبيعيّ، فعلى الشخص تحدّي نفسه قبل أن يسيطر الخوف عليه ويتملّكه.

المصدر: "المصدر: "النهار" ياسمين الناطور"






إقرأ أيضاً

مرض الذئبة الحمراء يُدمّر من يصيبه... فهل يشفيه هذا العلاج الجديد؟

https://www.traditionrolex.com/8