https://www.traditionrolex.com/8


من البدايات الخيالية إلى النّهاية المأساويّة في الذكرى 43 لزفاف ديانا وتشارلز


On 29 July, 2024
Published By Tony Ghantous
من البدايات الخيالية إلى النّهاية المأساويّة في الذكرى 43 لزفاف ديانا وتشارلز

شهد العالم حدثاً تاريخياً أطلق عليه "زفاف القرن" عندما تزوجت الليدي ديانا سبنسر، البالغة من العمر 20 عاماً، من الأمير تشارلز، الذي كان يبلغ من العمر 32 عاماً آنذاك، في كاتدرائية القديس بولس في 29 تموز (يوليو) 1981 بحضور 3500 ضيف، وحطّم رقماً قياسياً بلغ 750 مليون شخص في 74 دولة حول العالم لمشاهدة الحدث على شاشات التلفزيون.

 

هذا الزفاف الأسطوري لا يزال محفوراً في ذاكرة الناس حتى اليوم، رغم النهاية المأساوية التي آلت إليها هذه القصة الخيالية.

 

قالت ديانا للكاتب أندرو مورتون: "أتذكر أنني كنت مغرمة بزوجي لدرجة أنني لم أستطع أن أرفع عيني عنه". "لقد اعتقدت تماماً أنني أكثر الفتيات حظاً في العالم. كان سيعتني بي". 

 

كانت هذه المناسبة المبهجة هي المرة الأولى التي يتزوج فيها مواطن بريطاني من وريث للعرش منذ 300 عام. وقال الأمير لهيئة الإذاعة البريطانية إنه كان "مسروراً ومندهشاً بصراحة" لأن ديانا كانت "مستعدة" للارتباط به.

 

ومع ذلك، فقد أزعج زوجته المستقبلية عندما سُئل عما إذا كانا واقعين في الحب، ليجيب ساخراً: أياً كان معنى كلمة "عاشق"، وهو تعليق يُعتقد أنها وجدته "صادماً". 

 

في الظاهر، كان حفل الزفاف بمثابة حلم تحقق للعروسين، وكانت الليدي ديانا مثالاً للأناقة عند وصولها إلى مكان الحفل مع والدها إيرل سبنسر الذي كان قد عانى سكتة دماغية خطيرة في عام 1978 ثم قضى فترة نقاهة طويلة، لذا كان لحضوره أهمية كبيرة لديانا.

 

تألقت ديانا بفستان مصنوع من قماش التفتا الحريري العاجي الفاخر، ومزين بالدانتيل الذي يعود تاريخه إلى العصر الفيكتوري. كما تضمن الفستان تطريزات يدوية دقيقة باستخدام 10.000 حبة من اللؤلؤ والأحجار الكريمة والترتر، ما أضفى عليه بريقاً إضافياً وجعله يتلألأ في الضوء.

 

تميّزت إطلالة زفاف ديانا بأطول ذيل في التاريخ الملكي، حيث بلغ طوله 25 قدماً. ولضمان عرضه المثالي، قامت إليزابيث وديفيد سراً بقياس ممر كنيسة القديس بولس باستخدام شريط قياس. 

 

ارتدت ديانا فوق فستانها حجاباً طويلاً من التول المزين بالدانتيل، والذي كان ينسدل بشكل جميل فوق الذيل الطويل. أما التاج الذي ارتدته، فكان "تاج سبنسر"، وهو تاج عائلي مرصع بالألماس يعود إلى عائلتها، وانتعلت حذاءً مصنوعاً يدوياً من الحرير العاجي والدانتيل، مزيناً بـ542 قطعة من الترتر و132 لؤلؤة صغيرة.

 

حملت العروس باقة زهور متتالية تضم أزهار زفاف كلاسيكية وإشارات إلى تراث زوجها، مثل زهور ستيفانوتيس والفريزيا والغاردينيا وزنبق الوادي وورود إيرل مونتباتن.

 

أما تشارلز فارتدى زي البحرية الملكية الكامل، مع الوشاح الأزرق لوسام الرباط، وصليب وسام السيد العظيم لوسام باث، ونجمتي الرباط والشوكة، وكان يحمل سيفاً مرصعاً بالذهب بالكامل.

 

حضر الحفل عدد من الشخصيات الملكية وأفراد العائلة المالكة البريطانية، إلى جانب رؤساء دول وشخصيات بارزة من مختلف أنحاء العالم، وتبادل العروسان العهود أمام العالم، في لحظة مؤثرة جذبت أنظار الجميع وأشعلت قلوب الملايين. وتفيد التقارير بأن ديانا وتشارلز تلقيا 3000 هدية بين وقت خطوبتهما ويوم زفافهما.

 

بالإضافة إلى ذلك، حصل العروسان على عدد من الهدايا الباهظة من أكثر ضيوفهم نُبلاً، فقد أرسل ولي عهد المملكة العربية السعودية الأمير فهد بن عبد العزيز آل سعود طقماً من الألماس والياقوت الأزرق يتألف من ساعة وسوار وقلادة وخاتم وأقراط، وأهدى ضيف آخر ساعة من فن الآرت ديكو من كارتييه. 

 

في 21 حزيران (يونيو) 1982، أنجبت ديانا الأمير ويليام. وقد بدآ تقليداً ملكياً جديداً بتقديم ابنهما الأول إلى العالم خارج جناح ليندو بمستشفى سانت ماري، وعندما وُلد الأمير هاري بعد ذلك بعامين، في 15 سبتمبر 1984، كان ويليام متحمساً للغاية لدرجة أنه كان يجب منعه من الصعود إلى مهد أخيه. 

 

ولكن لم يمضِ وقت طويل بعد وصول هاري حتى بدأت الشائعات حول وجود مشكلات في الزواج الملكي. فبحلول عام 1986، كان كلاهما على علاقة خارج إطار الزواج. فبينما كان تشارلز يواعد كاميلا، حب حياته، كانت ديانا على علاقة غرامية مع الضابط في الجيش النقيب جيمس هيويت.   

 

وفي عام 1994، أي بعد عامين من انفصالهما، اعترف تشارلز بخيانته على شاشة التلفزيون الوطني، في الليلة نفسها التي ارتدت فيها ديانا الزي الذي أُطلق عليه في ما بعد "فستان الانتقام".  

 

وفي آب (أغسطس) 1996، تم الانتهاء من طلاقهما. وتقول ديانا في مذكراتها: "قرار الطلاق لم يكن سهلاً، لكنه كان ضرورياً من أجل صحتي النفسية وسعادتي. بعد الطلاق، شعرت بحرية أكبر، لكن الصحافة لم تتركني وشأني. كانت تلاحقني في كل مكان، ما جعل حياتي صعبة ومعقدة".

 

وتقول أيضاً في مذكراتها: "رغم أنني كنت محاطة بالناس طوال الوقت، إلا أنني شعرت بوحدة لا تُحتمل. كنت أمضي الكثير من الليالي أبكي، أتساءل: لماذا لا يمكنني أن أكون سعيدة مثل الآخرين؟ كنت أتوق إلى الحب والدعم، لكنني شعرت بأنني محاصرة في عالم لا يرحم".

 

"كانت الأعمال الخيرية مخرجي من هذا العالم المظلم. وجدت في مساعدة الآخرين نوعاً من العزاء. عندما كنت أزور المستشفيات أو أعمل مع الجمعيات الخيرية، كنت أشعر بأنني أُحدث فرقاً في حياة الناس. كان ذلك يمدني بالقوة لمواجهة مشكلاتي الشخصية".

 

"رغم كل المعاناة، لا أندم على شيء. لقد تعلمت الكثير ونضجت كثيراً. أعتقد أن ما مررت به جعلني أقوى وأكثر تفهماً لمعاناة الآخرين. آمل أن تذكرني الناس ليس فقط كأميرة، بل كإنسانة كافحت من أجل أن تكون حقيقية وتحدث فرقاً".

 

في 31 آب (أغسطس) 1997، تعرضت ديانا لحادث سيارة مميت في باريس أثناء محاولتها الهروب من المصورين الصحافيين، ما أدى إلى وفاتها.

 

وبينما نحتفل بذكرى ديانا، نتذكر ليس فقط جمالها ورقيها، بل أيضاً معاناتها وصمودها. قصتها تذكرنا بأن الحياة خلف الأضواء قد تكون مليئة بالتحديات، وأن القوة الحقيقية تكمن في القدرة على الاستمرار والعمل من أجل الخير حتى في أحلك الظروف.

المصدر: "المصدر: النهار العربي"






إقرأ أيضاً

قصي خولي ينتقد مشهداً في افتتاح أولمبياد باريس: غير أخلاقي ومهين
منى واصف تغنّي في مهرجان جرش (فيديو)

https://www.traditionrolex.com/8