https://www.traditionrolex.com/8


اليسار يخالف جميع التوقعات بفوزه في الانتخابات التشريعية.. مَن هوَ تحالف "الجبهة الشعبية الجديدة"؟


On 08 July, 2024
Published By Karim Haddad
اليسار يخالف جميع التوقعات بفوزه في الانتخابات التشريعية.. مَن هوَ تحالف "الجبهة الشعبية الجديدة"؟

في نتيجة مخالفة لكل التوقعات، أظهرت التقديرات الأولية لنتائج التصويت في الانتخابات التشريعية في فرنسا تصدّر تحالف اليسار في الجولة الثانية واحتلال معسكر الرئيس إيمانويل ماكرون المرتبة الثانية، متقدما على اليمين المتطرف الذي حل ثالثا.

ويدخل التجمع الوطني بقوة إلى الجمعية الوطنية الجديدة إلا أنه يبقى بعيدا عن السلطة مع تسجيله نتيجة مخيبة لتطلعاته مقارنة مع ما سجله خلال الدورة الأولى.

وتصدر تحالف "الجبهة الشعبية الجديدة" اليساري الانتخابات التشريعية الفرنسية المبكرة، فمن هو هذا التحالف اليساري؟
 
يضم التحالف أحزاباً يسارية، جمعت بين الاشتراكيين والشيوعيين وعلماء البيئة (حزب الخضر) وحزب فرنسا الأبية، وتشكل بعدما دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى إجراء انتخابات تشريعية مبكرة في 9 حزيران الماضي.
 
من هم قادة التحالف؟

مارين تونديلير - حزب الخضر:
برزت قائدة حزب الخضر مارين تونديلير كواحدة من أهم الأصوات في حملة اليسار خلال هذه الانتخابات.
دعت المرشحة البالغة من العمر 37 عاماً في وقت مبكر إلى "جبهة وطنية" ضد أقصى اليمين، وهو جهد مشترك لسحب المرشحين في الجولة الثانية لصالح أولئك الأكثر استعداداً للتغلب على أقصى اليمين.

جان-لوك ميلانشون- حزب فرنسا الأبية:
أسس جان لوك ميلانشون، اليساري، حزبه الحالي "فرنسا الأبية" في عام 2016 قبل الترشح للرئاسة للمرة الثانية في انتخابات 2017.
يتمتع السياسي البالغ من العمر 72 عاماً بمسيرة طويلة في السياسة، وقد أصبح عضواً في مجلس النواب في سن الـ35 عاماً، وكذلك مشرعاً في الاتحاد الأوروبي عام 2009، واحتل المركز الثالث خلف إيمانويل ماكرون ومارين لوبن في الانتخابات الرئاسية لعام 2022.

أوليفييه فور- الحزب الاشتراكي:
كان زعيم الحزب الاشتراكي أوليفييه فور أول شخص يتحدث باسم الجبهة الشعبية الجديدة في المناظرات الانتخابية.
وقد تدرب فور كمحام، وأصبح مستشاراً لوزيرة العمل مارتين أوبري في عام 1997، ولاحقاً نائباً لفرانسوا هولاند عندما كان الرئيس السابق يدير الحزب الاشتراكي.
وتم انتخابه لأول مرة كعضو في البرلمان عام 2012، وبدأ في قيادة الاشتراكيين في عام 2018.

فابيان روسيل – الحزب الشيوعي الفرنسي:
قاد فابيان روسيل الحزب الشيوعي الفرنسي منذ عام 2018 بعد انتخابه لأول مرة في البرلمان في عام 2017.
نشأ في شمال فرنسا وعمل كصحفي قبل الدخول في السياسة، وانضم إلى حركة الشيوعيين الشباب في وقت مبكر.

وحققت "الجبهة الشعبية الجديدة" المؤلفة من أحزاب تختلف على عدد من الملفات، مفاجأة بحلول في المرتبة الأولى، مع توقع نيلها 172 إلى 215 مقعدا.

أما معسكر ماكرون فقد أظهر قدرة على الصمود بعد شهر على مجازفة الرئيس بالدعوة إلى هذه الانتخابات المبكرة مع توقع حصوله على 150 إلى 180 مقعدا في مقابل 250 في حزيران 2022..

وفور صدور التقديرات الأولية، شدد زعيم اليسار الراديكالي الفرنسي جان لوك ميلنشون الأحد أن على رئيس الوزراء "المغادرة" وأنه ينبغي على الجبهة الشعبية الجديدة التي ينتمي إليها حزبه، أن "تحكم".

وقال ميلنشون زعيم حزب فرنسا الأبية، "شعبنا أطاح بوضوح أسوأ الحلول".

"تحالف العار" و"نصر مؤجل"
من جهته، انتقد رئيس حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف جوردان بارديلا الأحد "تحالف العار" الذي حرم الفرنسيين من "سياسة إنعاش".

وقال بارديلا "يُجسد حزب التجمع الوطني أكثر من أي وقت مضى البديل الوحيد"، متعهدا أن حزبه لن ينزلق نحو "أي تسوية سياسية ضيقة" ومؤكدا أن "لا شيء يمكن أن يوقف شعبا عاد له الأمل".

واعتبرت زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان تعليقا على نتائج الانتخابات الأحد "نصرنا مؤجل فقط. المد يرتفع. لم يرتفع بالمستوى الكافي هذه المرة لكنه يستمر بالصعود" مضيفة "لدي خبرة كبيرة تكفي لكي لا أشعر بخيبة أمل بنتيجة ضاعفنا فيها عدد نوابنا".

ودعا ماكرون إلى "توخي الحذر" في تحليل نتائج الانتخابات التشريعية لمعرفة من يمكن أن يتولى تشكيل حكومة، معتبرا أن كتلة الوسط لا تزال "حيّة" جدًا بعد سنواته السبع في السلطة، حسبما أفادت أوساطه مساء الأحد.

وقال قصر الإليزيه بُعيد ذلك إن ماكرون ينتظر "تشكيلة" الجمعية الوطنية الجديدة من أجل "اتخاذ القرارات اللازمة".

وأعلن رئيس وزراء فرنسا غابريال أتال مساء الأحد أنه سيقدم استقالته الاثنين، موضحا أنه مستعد للبقاء في منصبه "طالما يقتضي الواجب" خصوصا أن فرنسا تستضيف دورة الألعاب الأولمبية قريبا.

مشاركة قياسية
وتقدر نسبة المشاركة النهائية في الدورة الثانية الأحد ب67 % بحسب معهدي إيبسوس وابينيونواي لاستطلاعات الرأي و67,1 % بحسب إيلاب و66,5 % من جانب إيفوب، في مقابل 66,7 % في الدورة الأولى. وسيشكل ذلك مستوى قياسيا منذ الانتخابات المبكرة في العام 1997.

وكانت البلاد منذ بدء الحملة الانتخابية في أجواء متوترة جدا، مع شتائم واعتداءات جسدية على مرشحين وأشخاص يضعون ملصقات وكلام متفلت عنصري ومعاد للسامية.

وكان ماكرون أدخل فرنسا في المجهول بإعلانه المفاجئ في التاسع من حزيران/يونيو حل الجمعية الوطنية والدعوة إلى انتخابات تشريعية مبكرة، بعد فشل تكتله في الانتخابات الأوروبية.

وتصدر التجمع الوطني (يمين متطرف) وحلفاؤه نتائج الدورة الأولى بفارق كبير (33 في المئة) متقدما على تحالف اليسار "الجبهة الشعبية الوطنية" (28 في المئة) والمعسكر الرئاسي (يمين وسط) الذي نال فقط عشرين في المئة من الاصوات.

وسعيا لقطع الطريق أمام التجمع الوطني، انسحب أكثر من مئتي مرشح من اليسار والوسط من دوائر كانت ستشهد سباقا بين ثلاثة مرشحين في الدورة الثانية، لتعزز حظوظ خصوم التجمع الوطني.

وكان أتال الذي يقود حملة المعسكر الرئاسي حذّر بأن "الخطر اليوم هو غالبية يسيطر عليها اليمين المتطرف، سيكون هذا مشروعا كارثيا".

من جهتها، نددت لوبان بمناورات "الذين يريدون البقاء في السلطة بخلاف إرادة الشعب".

وعرف المشهد السياسي الفرنسي تبدلا كبيرا عام 2017 مع فوز ماكرون بالرئاسة، هازما الأحزاب التقليدية.

 

المصدر: "وكالة الأنباء المركزية"






إقرأ أيضاً

روسيا تحبط محاولة اختطاف "قاذفة استراتيجية".. وتحدد الفاعل
بعد صعود اليسار.. فرنسا تواجه معضلة تشكيل حكومة ائتلافية

https://www.traditionrolex.com/8