https://www.traditionrolex.com/8


تراجع الاستقطاب السياسي في المجتمع الاغترابي: بين التداول المسؤولية والقيادة الفردية


On 18 June, 2024
Published By Karim Haddad
تراجع الاستقطاب السياسي في المجتمع الاغترابي: بين التداول المسؤولية والقيادة الفردية

في المجتمعات الاغترابية، يلعب تداول المسؤولية دوراً حاسماً في تعزيز الروابط الاجتماعية وتفعيل العمل الجماعي. إن اختيار الشخص المناسب في المكان المناسب ليس مجرد شعار، بل هو عنصر جوهري لضمان فعالية التنظيمات والمؤسسات. ومع ذلك، يواجه العديد من الأحزاب السياسية في المجتمعات الاغترابية تحديات كبيرة في جذب واستقطاب الأعضاء الجدد. هذا التراجع لا يُعزى فقط إلى السياسات الداخلية للأحزاب أو هيكلها التنظيمي، بل يعود إلى ممارسة بعض القادة لسياسة التفرد بالسلطة، مما يحول النظام من ديمقراطي إلى ديكتاتوري.

 أزمة القيادة والفردية

تعاني العديد من الأحزاب السياسية من مشكلة جوهرية تتمثل في أن بعض المسؤولين يفرضون سيطرتهم على القرار السياسي والإداري بشكل كامل. هذا التفرد يعزز مناخاً من الإحباط واليأس بين الأعضاء، حيث يشعرون بأن صوتهم غير مسموع وأن مشاركتهم غير فعالة. بالتالي، يفقد الحزب جاذبيته كمنصة حقيقية للتغيير والمشاركة، مما يؤدي إلى تراجع في أعداد المنضمين إليه.

 الديمقراطية الداخلية كحل

إن الحل لهذه المشكلة لا يكمن فقط في تعديل الهياكل التنظيمية للأحزاب، بل يتطلب أيضاً تعزيز ممارسات الديمقراطية الداخلية. يجب على الأحزاب تبني مبدأ الشفافية في اتخاذ القرارات وتوزيع المسؤوليات، وضمان أن تكون هناك آليات فعالة لمحاسبة القادة. بهذا الشكل، يمكن استعادة ثقة الأعضاء وتعزيز الشعور بالانتماء والمشاركة.

 تجارب ناجحة

هناك تجارب ناجحة يمكن أن تشكل نموذجاً يُحتذى به في معالجة هذه المشكلة. بعض الأحزاب التي اعتمدت على آليات تداول المسؤولية بشكل دوري ومُنظم تمكنت من الحفاظ على حيوية وديناميكية أعضائها. هذه التجارب أثبتت أن الابتعاد عن التفرد بالسلطة واعتماد الشفافية في القيادة يمكن أن يسهم بشكل كبير في استقطاب أعضاء جدد والحفاظ على ولاء الأعضاء الحاليين.

 الاستنتاج

إن تراجع الاستقطاب السياسي في المجتمعات الاغترابية ليس مشكلة لا يمكن حلها. بل هو دعوة لإعادة التفكير في ممارسات القيادة وآليات اتخاذ القرار داخل الأحزاب. التداول المسؤولية والقيادة الجماعية هما المفتاح لتعزيز الديمقراطية الداخلية، واستعادة ثقة الأعضاء، وتحفيز المشاركة الفعالة في الحياة السياسية. بذلك، يمكن للأحزاب أن تلعب دوراً حيوياً في تمثيل ودعم مجتمعاتها الاغترابية، وتقديم نموذج يُحتذى به في العمل الجماعي والديمقراطي.

 

المصدر: "رأي خاص - كريم حداد"






إقرأ أيضاً

رغم توتر علاقتها بزوجها... جينيفر لوبيز تخطط لعطلة الصيف مع عائلتها
القبض على نجم البوب جاستن تمبرليك في نيويورك

https://www.traditionrolex.com/8