https://www.traditionrolex.com/8


كنديون قبائليون يتهمون النظام الجزائري بالتجسس عليهم وترهيبهم


On 17 June, 2024
Published By Tony Ghantous
كنديون قبائليون يتهمون النظام الجزائري بالتجسس عليهم وترهيبهم

كان الجزائري كمال سحاقي يعتقد أنه سيتمكن أخيراً من العيش بحرية عندما انتقل إلى كندا في عام 2018. لكن لم يخطر ببال الفنان البالغ من العمر 36 عاماً والمقيم في مدينة غاتينو في مقاطعة كيبيك أنّ جذوره القبائلية ستلحق به وتجعله هدفاً للسلطات الجزائرية في كندا، وفق تقرير لموقع راديو كندا الإخباري.

والقبائل هم أحد مكوّني الأمازيغ، السكان الأصليين للمغرب الكبير. لديهم لغتهم وثقافتهم ويناضل بعضهم من أجل إنشاء دولة مستقلة.

وأثبتت التجربة الصعبة لسحاقي أنّ أيّ شخص يرتبط، بشكل وثيق أو عن بُعد، بهذه الحركة الاستقلالية يجازف بتعريض نفسه لأعمال انتقامية من النظام الجزائري، وفقاً للتقرير.

وبدأ كلّ شيء بعرض غير عادي. ’’تلقيت مؤخراً اتصالاً من أحد أعضاء القنصلية الجزائرية في مونتريال‘‘، يروي سحاقي.

ويقول سحاقي، الفائز بجوائز دولية عن أفلامه القصيرة، إنّ المتّصل لمّح له أنّ بإمكان الحكومة الجزائرية أن تساعده في تعزيز مسيرته المهنية، واقترح عليه عقد اجتماع في القنصلية.

وافق سحاقي على مقابلته لكن، وبسبب الريبة التي شعر بها، اشترط أن يتمّ اللقاء في مكان عام.

الكندي الجزائري كمال سحاقي يروي لمراسلة راديو كندا بريجيت بورو ما تعرّض له.

الكندي الجزائري كمال سحاقي يروي لمراسلة راديو كندا بريجيت بورو ما تعرّض له.

الصورة: RADIO-CANADA / FRANCIS DESCHÊNES

التقى الرجلان في مطعم في مونتريال، وجلس اثنان من أصدقاء سحاقي سراً على بعد بضع طاولات منهما، والتقط أحد الصديقيْن صورة للقاء الذي حصل الشهر الماضي.

ولم يتمكن راديو كندا من التحقق من أنّ الرجل الظاهر في الصورة يعمل بالفعل لدى القنصلية الجزائرية في مونتريال. لكنّ أفراداً آخرين من الجالية القبائلية أخبروا راديو كندا عن حالات استدعاء إلى القنصلية الجزائرية في مونتريال أو السفارة الجزائرية في أوتاوا.

ويضيف راديو كندا أنّ السفارة الجزائرية لم تردّ على طلباته بإجراء مقابلة صحفية ولم تقدّم رداً كتابياً على الادعاءات التي أثارها أفراد من الجالية الجزائرية القبائلية في كندا.

كمال سحاقي (إلى اليمين) جالساً في مطعم في مونتريال مع الرجل الذي اتصل به وقدّم نفسه على أنه موظف في القنصلية الجزائرية في مونتريال.

كمال سحاقي (إلى اليمين) جالساً في مطعم في مونتريال مع الرجل الذي اتصل به وقدّم نفسه على أنه موظف في القنصلية الجزائرية في مونتريال.

الصورة: KAMAL SEHAKI

ويقول سحاقي إنّ الفنّ لم يكن موضوع الحديث خلال لقائه بموظّف القنصلية في المطعم.

فالحديث تمحور حول صلات سحاقي بـ’’حركة تقرير مصير منطقة القبائل‘‘ التي تُعرف على نطاق واسع بالـ’’ماك‘‘ (MAK)، تسميتها الأوائلية بالفرنسية.

ولهذه الحركة فرع في كندا نظّم تظاهرات في مونتريال وأوتاوا، لا سيما للمطالبة بالإفراج عن سجناء سياسيين في الجزائر.

’’أعطاني التواريخ المحددة. قال لي: ’قمتَ بتصوير تظاهرات الـ’ماك‘ في تاريخ كذا ومكان كذا‘. أجبتُه: ’أجل، ولكنّي فنّان، أنا مصوّر، إذا اتصل بي أحدهم، فهذا عملي‘‘‘، يروي سحاقي عن اللقاء.

’’وبعد ذلك، قام بتسمية شخصيْن، وهما صديقان أعرفهما هنا في كندا، وأحدهما يأتي من قريتي. قال لي: ’يجب أن توقف كلّ اتصالاتك بهذيْن الصديقيْن إلى الأبد، لأنهما ناشطان في الـ’ماك‘‘.‘‘

وعلى ضوء هذه المحادثة، سرعان ما اتضح لسحاقي أنّ السلطات الجزائرية كانت تتجسس عليه في كندا منذ أشهر.

كنديون جزائريون يتظاهرون أمام القنصلية الجزائرية في مونتريال عام 2020 للمطالبة بـ’’دولة مدنية وليس عسكرية‘‘.

كنديون جزائريون يتظاهرون أمام القنصلية الجزائرية في مونتريال عام 2020 للمطالبة بـ’’دولة مدنية وليس عسكرية‘‘.

الصورة: RADIO-CANADA / FANNIE BUSSIERES MCNICOLL

ويقول سحاقي إنه لا يعرف متى سيتسنّى له رؤية عائلته مرة أُخرى في الجزائر، أو جبال منطقة القبائل التي يحبها كثيراً، لمجرّد أنه رفض العرض الذي قُدّم له.

ويضيف أنّ الرجل الذي التقاه طلب منه التوقيع على وثيقة يتعهّد فيها، من بين جملة أمور، بإيقاف كافة اتصالاته بحركة الـ’’ماك‘‘. وأخبر أفرادٌ آخرون من الجالية الجزائرية القبائلية راديو كندا عن وثيقة مماثلة.

ويقول سحاقي إنّ الرجل العامل لحساب القنصلية الجزائرية طلب منها أيضاً تزويده بأسماء شباب قبائليين آخرين في كندا لديهم صلات بالـ’’ماك‘‘.

وفي المقابل، كانت السلطات الجزائرية ستضمن لسحاقي حقّ السفر ذهاباً وإياباً إلى الجزائر دون عائق لرؤية أقاربه.

’’أنا لستُ للبيع‘‘، يقول سحاقي، ’’نعم، أريد زيارة البلاد (الجزائر) لرؤية عائلتي، لكن ليس بأيّ ثمن‘‘.

الرئيس الجزائري عبد المجيد تبّون يتحدث في مؤتمر صحفي في 27 آب (أغسطس) 2022.

الرئيس الجزائري عبد المجيد تبّون يتحدث في مؤتمر صحفي في 27 آب (أغسطس) 2022.

الصورة: AFP VIA GETTY IMAGES / LUDOVIC MARIN

يُشار إلى أنّ المجلس الأعلى للأمن في الجزائر، الذي يرأسه رئيس البلاد عبد المجيد تبّون، صنّف حركة ’’حركة تقرير مصير منطقة القبائل‘‘ منظمةً إرهابية في عام 2021.

لكنّ كندا لا تعتبر هذه الحركة منظمةً إرهابية. وهذا هو أيضاً موقف الولايات المتحدة التي يقول تقرير صدر عام 2022 عن وزارة خارجيتها إنّ هذه الحركة تنتقد الحكومة الجزائرية بشدة و’’لا يبدو أنها ارتكبت ما تحدّده الولايات المتحدة على أنه أعمال إرهابية‘‘.

استهداف موظفين فدراليين وفي حكومة كيبيك

وعلم راديو كندا أنّ موظفين فدراليين وفي حكومة كيبيك هم من بين المواطنين الكنديين من أصل جزائري قبائلي الذين تعرّضوا مؤخراً للترهيب من قبل النظام الجزائري.

ولم يرغب هؤلاء في إعطاء أحاديث صحفية علنية خوفاً من أعمال انتقام قد تطال أقاربهم في الجزائر. واتفق معهم راديو كندا على حجب أسمائهم لهذا السبب.

 رئيس ’’مركز أقبايلي‘‘ في مونتريال، كمال سربوح، يتحدث إلى مراسلة راديو كندا بريجيت بورو في أحد متنزهات المدينة.

رئيس ’’مركز أقبايلي‘‘ في مونتريال، كمال سربوح، يتحدث إلى مراسلة راديو كندا بريجيت بورو في أحد متنزهات المدينة.

الصورة: RADIO-CANADA / FRANCIS DESCHÊNES

’’هناك مناخ من الخوف في الجالية‘‘، يقول من جهته كمال سربوح، رئيس ’’مركز أقبايلي‘‘ (Centre Aqvayli) في مونتريال، أقدم جمعية قبائلية في مقاطعة كيبيك.

ووفقاً له، تمّ استجواب مواطنين كنديين من أصل جزائري قبائلي لدى وصولهم إلى مطار الجزائر العاصمة في زيارات لتفقد أُسرهم وأقاربهم في الجزائر.

’’لمجرّد أنّ السلطات الجزائرية رأتهم برفقة ناشطين من الـ’ماك‘، تعرّضوا للاستجواب (من قبلها)‘‘، يقول سربوح، وهو ناشط في ’’حركة تقرير مصير منطقة القبائل‘‘.

ووفقاً لسربوح تطرح السلطات أسئلة على هؤلاء من نوع: ’’ما هي صلاتك (بحركة الـ’ماك‘)؟ لماذا وضعتَ علامة إعجاب (’لايك‘) على منشور على ’فيسبوك‘؟ لقد تم تصويرك مع أحد الناشطين‘‘.

وتمكّن موقع راديو كندا من التحقق من هذه المعلومات.

ويدّعي سربوح أنّ بعض الكنديين مُنعوا حتّى من مغادرة الأراضي الجزائرية طيلة أسابيع، أو حتى سنوات، للأسباب المذكورة أعلاه.

وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي متحدثة في مجلس العموم.

وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي متحدثة في مجلس العموم (أرشيف).

الصورة: LA PRESSE CANADIENNE / SPENCER COLBY

واتصل راديو كندا بوزارة الشؤون العالمية في أوتاوا، لكنّ هذه الوزارة، التي تشكّل وزارة الخارجية أحد مكوناتها، لم تتمكن من تحديد عدد الكنديين من الجالية الجزائرية القبائلية الذين مُنعوا من مغادرة الأراضي الجزائرية.

’’لا تقوم وزارة الشؤون العالمية الكندية بجمع هذه البيانات المحددة‘‘، قالت الوزارة لراديو كندا.

لكنّ الوزارة وضعت تحذيراً على موقعها الإلكتروني، على صفحتها الخاصة بنصائح السفر.

’’خلال العام الماضي، ضاعفت الحكومة الجزائرية من حالات اعتقال ناشطين. (...) كما احتجزت السلطات الجزائرية مواطنين كنديين جزائريين في الجزائر، بعد أن حددتهم على أنهم منخرطون سياسياً في كندا. كونوا مدركين بوجود مراقبة وبتداعيات محتمَلة إذا ناقشتم الوضع السياسي علناً أو عبر الإنترنت‘‘، يقول موقع موقع وزارة الشؤون العالمية.

وتوضح وزارة الشؤون العالمية الكندية أيضاً أنّ الجزائر لا تعترف بشكل قانوني بالجنسية المزدوجة.

كندي جزائري قد يواجه السجن

مراد إيتيم، ناشط في ’’حركة تقرير مصير منطقة القبائل‘‘.

الناشط في ’’حركة تقرير مصير منطقة القبائل‘‘ مراد إيتيم يتحدث إلى راديو كندا.

الصورة: GRACIEUSETÉ / MOURAD ITIM

مراد إيتيم يعرف جيداً الثمن الذي يجب أن يدفعه مقابل التزامه السياسي.

’’إذا عدتُ إلى الجزائر، فسوف يعتقلونني، وربما يعذّبونني‘‘، يقول إيتيم الذي عمل كفنّي طيلة 24 عاماً لدى شركة ’’بيل كندا‘‘ (Bell Canada) للاتصالات قبل تقاعده.

واسمه مدرج على قائمة الحكومة الجزائرية للأشخاص المصنفين كإرهابيين بسبب عضويته في ’’حركة تقرير مصير منطقة القبائل‘‘.

ويدير إيتيم القناة التلفزيونية الرسمية للحركة، محطة TaqVaylit.TV التي تبث على شبكة الإنترنت.

المصدر: "راديو كندا"






إقرأ أيضاً

ترودو يجتمع بالبابا ويتحدث مع مودي في قمة السبع
حملة تبرعات لترميم كنيسة تاريخية في تورونتو التهمتها النيران

https://www.traditionrolex.com/8