https://www.traditionrolex.com/8


الخطيب: الواقعية السياسية تستدعي الاستجابة لدعوة الحوار بدل السلبية


On 14 June, 2024
Published By Karim Haddad
الخطيب: الواقعية السياسية تستدعي الاستجابة لدعوة الحوار بدل السلبية

أدى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب الصلاة في مقر المجلس، بعد أن ألقى خطبة الجمعة التي جاء فيها: "إن ما يجري اليوم على أرض غزة وعلى أرض جبل عامل وتخوم فلسطين المحتلة أعاد اليوم لهذه الامة الاعتبار ووضعها من جديد في واجهة الاحداث العالمية نظراً لما تختزنه من طاقات وثروات، ونظراً للموقع الاستراتيجي الذي تحتله على خريطة العالم مما يجعل أي تحوّل فيها مُهدِّداً لمصالح الغرب الحيوية، ولهذا فإن ما تقوم به المقاومة ليس تهديداً وجودياً للعدو الاسرائيلي فقط بل تهديد وجودي للغرب، ولذلك احتاجت أن تُخاض المعركة بكثير من الجدية والذكاء كما يحدث فعلاً لا بردّات الفعل غير المحسوبة التي ارتدت سلباً على معنويات الامة إحباطاً ويأساً والتي استغلها العدو ليردّها بخبث إلى صدرها لتنتقم من نفسها بنفسها".

أضاف: "اما اليوم، فقد أحكمت المقاومة أمر القياد حين انطلقت من أرضية قوية وتخطيط بارع اذهل الاعداء ووضعه في مأزق ليس له منه خلاص وهو التسليم بشروط الهزيمة المنكرة  كما خططت قيادة المقاومة وصرَّحت بشكل واضح وصريح انها لن تقبل ليس فقط بهزيمة المقاومة في غزة بل بتحقيق نصر مبين لها واثبتت بشكل لا لبس فيه جديتها بما قدمته من قرابين بينهم قادة اعزاء، لا تلوي على لوم لائم محكوم بعقد نفسية قد اديث بالصغار.

فالأمة تحتاج الى قادة يحملون في نفوسهم الآباء والعزة لا الجبناء والاذلاء، فهل يُرتجى من ذليل كرامة أمة أو بلوغ عزة؟.

إنّ الذين يثقون بأنفسهم فقط هم من ينتزعون حقّهم بأيديهم ولا يستجدونه من الآخرين، فالحق يُنتزع انتزاعاً ولا يُستجدى، ومن يستجدي الحقّ لا يستحقه فضلاً عن أن يُعطاه، فهل انت تغامر او تقامر حين تواجه عدوك الذي احتل أرضك وأهان كرامتك واستباح دماءك ويريد اخضاعك ؟  وهل تكون كرامتك مصانة وسيادتك مصونة حين تقبل بالهزيمة وترضى بالذل؟"

وتابع: "انه اللعب بالمفاهيم وقلب الحقائق، فإن قَبِل المهزومون بها فإنما ليزيّنوا لأنفسهم تخفيفاً عليها، أما الذين يعيشون العزة في أنفسهم فهم يمارسونها دون خوف أو وجل ويكون الموت دونها الذّ من الشهد والعسل ويرون في هذا الحياة، وفي الحياة مع الذلّ موتاً كما قال أمير المؤمنين (ع): "الحياة في موتكم قاهرين والموت في حياتكم مقهورين".

لقد سئمنا هذه اللغة الممجوجة واعتاد عليها اللبنانييون التي ليس لديها سوى السلبية وتوجيه سهام النقد للمقاومة وتَمَنَّينا يوماً تقديم حل ايجابي منطقي غير ما تقوم به المقاومة فأنت في الواقع وهو ما نفهمه من هذه السلبية إن كنت لا تريد أن تساهم في الدفاع عن بلدك ولو بالموقف لا تريد أن تُقرّ لها بأنها تحقق إنجازاً لمصلحة لبنان خوفاً من أن تأخذ في مقابله بالسياسة فقد أخطأت الهدف، وانت تفوت على نفسك المساهمة بهذا الفضل أولاً وثانياً فأنت تصارع الهواء، لأن المقاومة أسمى هدفاً مما تتصور وليس لديها من هدف سوى حماية لبنان وإعطاء العدو حجمه الحقيقي وهو انه أوهن من بيت العنكبوت وليس البعبع الذي يُرعب الجميع، فلا أدري ما يضيرك من هذا واذا كانت هي الصورة التي أدخلت في مخيلتك أياً كنت، فهي بعد هذه التجارب قد أصبحت من الماضي ونحن اليوم في عصر المقاومة التي اذلت هذا الكيان واثبتت انه الجيش الذي يقهر وخصوصا اليوم بعد الذي يحدث أمام ناظريك على الحدود مع فلسطين المحتلة وانها أي المقاومة لن تمارس إنتقاماً من احد كما سبق لها ان فعلت، فمشروع المقاومة اكبر من الحسابات السياسية الطائفية الصغيرة هو مشروع أخلاقي إنساني من حق البعض الا يفهمه لانه لم يعتد أن يعيش السياسة بمعناها الحضاري بمضامينها الاخلاقية وقيمها الرسالية والانسانية كما ارادتها السماء ومارسها الأنبياء والرسل والاوصياء (ع) ومنهم من كنا بذكراه حامل قيم السماء والوصي عليها ومن قبله آباؤه ومن بعده أبناؤه (ع) والسلام عليهم حين ولدوا وحين استشهدوا وحين يبعثون (فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا).

وختم الخطيب: "فالواقعية السياسية تستدعي الاستجابة لدعوة الحوار بدل السلبية، والتفرّغ لإيجاد الحلول لمشاكل المواطنين والمخاطر الوجودية التي تهدّد البلد ومنها النزوح السوري حيث لا نعرف الهدف من صعود هذا الملف تارةً إلى سطح الاهتمامات ثم يختفي فجأة، فلا يجوز أن يكون على خطورته موضوعاً للمساومات السياسية.

ولا بدّ من العمل الجدي لحلّه بالانفتاح على سوريا والضغط على الدول الأوروبية التي تُعرقل الحل بما دعينا اليه سابقاً من ترك الحرية للنازحين السوريين بالهجرة حيث شاؤوا وألا نكون حراساً للحدود على حساب وجودنا".

 

المصدر: "وكالة الأنباء المركزية"


service_img

إقرأ أيضاً

أسقف روما خادم الوحدة
الموافقة على تقديم طلب فتح دعوى تطويب يوسف بك كرم





https://www.traditionrolex.com/8