يشهد المجلس النيابي اللبناني حالة من الجمود السياسي المستمر، حيث لم يتمكن من انتخاب رئيس للجمهورية، إضافة إلى عجزه عن التشريع أو مراقبة الحكومة بفعالية. هذه الفجوة في الأداء النيابي أدت إلى تفاقم الأزمات السياسية والاقتصادية، ما يزيد من حالة الإحباط بين المواطنين في لبنان والمغتربين على حد سواء.
في هذا السياق، يبرز سؤال هام حول مدى حماس الناخبين اللبنانيين المغتربين للمشاركة في الانتخابات المقبلة. الانتخابات النيابية اللبنانية في الاغتراب تعكس ارتباط المغتربين بوطنهم الأم ورغبتهم في المشاركة في العملية الديمقراطية. بعد فترة طويلة من النقاشات والتحديات القانونية، تم تفعيل حق المغتربين في التصويت لأول مرة في انتخابات 2018، ما كان بمثابة تطور هام نظرًا لعدد اللبنانيين الكبير في دول الاغتراب مثل الولايات المتحدة، كندا، أستراليا، ودول الخليج العربي.
العملية الانتخابية في الخارج تتطلب تسجيل الناخبين في السفارات والقنصليات اللبنانية، مما يستلزم تنظيمًا دقيقًا وتعاونًا بين الجهات الحكومية والمغتربين. أظهرت انتخابات مايو 2022 زيادة ملحوظة في نسبة الإقبال على التصويت مقارنة بانتخابات 2018، ما يعكس تنامي الوعي السياسي لدى المغتربين ورغبتهم في المشاركة في التغيير السياسي في لبنان.
ومع ذلك، فإن استمرار الجمود السياسي وعدم فعالية المجلس النيابي قد يؤثر سلبًا على حماس المغتربين للانتخابات المقبلة. إن استمرار الأزمات السياسية الداخلية واستمرار حالة الشلل في عمل المجلس النيابي قد تجعل الكثيرين يشككون في جدوى مشاركتهم الانتخابية إذا لم تتخذ خطوات فعلية لتجاوز هذه الأزمات واستعادة الثقة في النظام السياسي.
في النهاية، يبقى مستقبل مشاركة المغتربين في الانتخابات اللبنانية مرهونًا بقدرة النظام السياسي في لبنان على تجاوز أزماته الحالية واستعادة ثقة الناخبين، سواء في الداخل أو في الخارج.
.jpg)
30 Aug, 2023
22 Jul, 2023
20 Jun, 2024
20 Jun, 2024
20 Jun, 2024
20 Jun, 2024
20 Jun, 2024
