هل يمكن لترامب أن يزور كندا بعد أن أصبح مجرماً مداناً؟

يقول محامي هجرة كندي إنّ الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بات ممنوعاً عليه من الناحية الفنية دخول كندا بعد أن أصبح مجرماً مداناً.

وأُدين ترامب أمس بكافة التهم الـ34 في محاكمته الجنائية المتعلقة بالمال غير المشروع. والعقوبة التي قد يواجهها تصل إلى السجن مدة أربع سنوات.

’’من الناحية الفنية، بعد إدانته، أصبح الآن غير مقبول في كندا‘‘، يقول ماريو بيليسيمو، وهو محامي هجرة ومحلل سياسات يقيم في تورونتو.

ويضيف بيليسيمو أنه بالنظر إلى عدد الإدانات، فمن المرجح أن يظل ترامب ممنوعا من عبور الحدود الكندية كمدني لغاية خمس سنوات على الأقل بعد انتهاء عقوبته. ويمكنه بعد ذلك التقدم بطلب للحصول على ’’شهادة إعادة تأهيل‘‘.

إلّا أنه يمكن لترامب التقدم بطلب للحصول على تأشيرة إذا كان لديه سبب مقنع بشكل خاص للقدوم إلى كندا، لكن سيكون من الصعب جداً لمعظم الناس الحصول على تأشيرة إذا كانوا في وضع ترامب الحالي، يتابع بيليسيمو.

ومع ذلك، ترامب ليس حالة تقليدية على الإطلاق.

فالحكم الصادر أمس يجعل منه أول رئيس أميركي سابق يُدان في جرائم جنائية، ويأتي قبل خمسة أشهر فقط من موعد الانتخابات الرئاسية التي يعتبر ترامب المرشح الجمهوري المفترض فيها.

رسم قاعة المحكمة ويظهر في زاويته السُفلى اليُسرى الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب أثناء تلاوة حكم إدانته أمس.

الصورة: REUTERS / JANE ROSENBERG

وقد تعتمد قدرة ترامب على السفر إلى كندا على حظوظه السياسية وما إذا كان سيتم انتخابه إلى البيت الأبيض في واشنطن مرة أُخرى.

ويقول محامي الهجرة ناثان ماكواري إنّ الحكومة الكندية تملك سلطة تقديرية للسماح لأشخاصٍ بدخول أراضيها، خاصة لأسباب دبلوماسية.

’’في الممارسة العملية، من المحتمَل أن تدرس الحكومة الكندية العواقب الدبلوماسية (لمنع ترامب من دخول أراضيها) وربما تجد طريقة لتسهيل الزيارة، ربما بموجب تصاريح أو شروط خاصة‘‘، يقول ماكواري المقيم في مقاطعة بريتيش كولومبيا والمتخصص في القضايا العابرة للحدود مع الولايات المتحدة.

’’في حين أنّ الإدانات يمكن أن تؤثر من الناحية النظرية على منح رئيس أميركي الموافقة على زيارة كندا، فالواقع هو أنّ الاعتبارات الدبلوماسية والتصاريح الخاصة من المرجح أن تسهل دخوله، وخاصة في المهام الرسمية‘‘، يضيف ماكواري.

ويشير ماكواري إلى أنه كلما زادت خطورة الجريمة، زادت أهمية القضية. وتندرج إدانات الاحتيال ضمن فئة الإدانات ’’الخطيرة‘‘.

الرئيس الأميركي دونالد ترامب (إلى اليمين) ورئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو في لقاء في عام 2017 في البيت الأبيض في واشنطن.

الصورة: REUTERS / KEVIN LAMARQUE

من جهتهم، يقول ناطقون باسم وزير السلامة العامة ووزير الهجرة واللاجئين والمواطَنة في الحكومة الكندية إنهم لن يناقشوا حالات فردية، حتى تلك البارزة مثل حالة ترامب.

وفي السياق نفسه، تقول وكالة خدمات الحدود الكندية (CBSA / ASFC) إنّ القرارات المتعلقة بمن يُسمح له بدخول كندا يتم اتخاذها على ’’أساس كل حالة على حدة‘‘.

’’يتم أخذ عدة عوامل في الاعتبار لتحديد ما إذا كان سيُسمح لشخص ما بدخول كندا، بما في ذلك التورط في نشاط إجرامي أو انتهاكات حقوق الإنسان أو الجريمة المنظمة أو لأسباب أمنية أو صحية أو مالية‘‘، توضح الوكالة الفدرالية في بيان.

ومن المقرر أن يصدر الحكم على ترامب في 11 تموز (يوليو) المقبل، قبل أيام فقط من انعقاد المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري.

والمفارقة، يقول المحامي بيليسيمو، هي أنه لو كان ترامب كندياً وأُدين بالجرائم نفسها، لكان على الأرجح ’’من الصعب عليه للغاية‘‘ دخول الولايات المتحدة ’’حتى بعد قضائه عقوبته‘‘. ’’إنها جريمة فساد أخلاقي‘‘.

المصدر: "راديو كندا"