جريمة في مشوى في تورونتو في 2021: المتّهَمون مرتبطون بـ’’داعش‘‘

أظهر الإدعاء في محكمة أونتاريو العليا في مدينة برامبتون أمس أنّ الرجال الثلاثة المتهمين في هجوم مسلّح على مطعم وجبات خارجية في مدينة ميسيسوغا في منطقة تورونتو الكبرى عام 2021 كانوا قد بايعوا تنظيم ’’الدولة الإسلامية‘‘ المسلح (المعروف إعلامياً أيضاً باسم ’’داعش‘‘).

وتمّ توجيه الاتهام إلى كلّ من نقّاش عبّاسي وسليمان رضا وأناند ناث في عملية إطلاق النار التي أسفرت عن مقتل شخص وإصابة أربعة آخرين بجراح في مؤسسة ’’تشيكن لاند‘‘ لبيع وجبات اللحوم المشوية المملوكة لأسرة من آل عقل.

وأدلى التحرّي آرون أدهيا من شرطة بيل الإقليمية (Peel Regional Police) بشهادته في هذه المحاكمة المعقدة حيث يواجه الرجال الثلاثة تهمة القتل العمد في وفاة نعيم عقل وأربع تهم بمحاولة القتل لإصابتهم أربعة أشخاص بجراح في حادث إطلاق النار. وتشكّل ميسيسوغا مع برامبتون وكاليدون بلدية بيل الإقليمية الواقعة من منطقة تورونتو الكبرى.

والشرطي التحري أدهيا هو من اعتقل سليمان رضا في 9 حزيران (يونيو) 2021. وأوضح لهيئة المحلّفين أنه عثر على رسائل نصية في الهاتف المحمول الذي يخص رضا يعلن فيها هذا الأخير ولاءَه لتنظيم ’’الدولة الإسلامية‘‘.

وتمّ القبض على المتهميْن الآخريْن، نقّاش عبّاسي وأناند ناث، في وقت لاحق بموجب مذكرة اعتقال دولية.

ودفع المتّهَمون الثلاثة ببراءتهم من التهم الموجهة إليهم.

الشاب نعيم عقل (25 عاماً) الذي قُتل عام 2021 في الهجوم المسلح على مطعم وجبات خارجية في ميسيسوغا يخصّ عائلته.

الصورة: FACEBOOK/SOCIÉTÉ DRUZE DU CANADA

واتضح من مراسلات رضا أنّ مجموعة المتّهَمين استبعدت عقل من صفوفها بعد اتهامه بخيانتها، وذلك قبل شهر من حادث إطلاق النار في 29 أيار (مايو) 2021 في مؤسسة ’’تشيكن لاند‘‘.

وكانت محادثات رضا مع محاوريه تتمّ باللغة الإنكليزية، لكن كانت تتخللها كلمات دينية باللغة العربية أعطاها الدفاع معنىً أقل سوءاً من الادعاء العام.

واتهم الدفاعُ أيضاً الادعاءَ بإغفال بعض الكلمات العربية، على الرغم من أنّ الطرفيْن اتفقا قبل بدء المحاكمة على ترجمة مشتركة لتقديمها إلى هيئة المحلّفين.

ويشير جزء من إحدى المحادثات إلى أنّ عبّاسي كتب أنّ عقل لم يعد ينتمي إلى مجموعته ولا إلى مؤسسته بسبب ’’خيانته‘‘ ولأنه ’’وقع في العار‘‘ في نظره.

وأوضح أدهيا أنّ المتحاورين كانوا يكتبون لبعضهم البعض بأسماء مستعارة.

رسم قاعة المحكمة ويظهر فيه التحرّي آرون أدهيا من شرطة بيل الإقليمية (يمين الصورة) وهو يدلي بشهادته فيما يصغي إليه القاضي ديفيد هاريس من محكمة أونتاريو العليا.

الصورة: RADIO-CANADA / PAM DAVIES

وزعم الادعاء أنّ عقل، الذي كان في سنّ الـ25 عند مقتله، تحوّل إلى الإسلام السني بعد وقوعه في حب امرأة شابة مسلمة وابتعاده عن قيم عائلته التي تعود بأصولها إلى الشرق الأوسط وتنتمي لطائفة الموحّدين الدروز.

وكان عقل قد تقرّب من مجموعة من المؤمنين يقودهم عبّاسي الذي يملك مستودعاً باسم شركة ’’تريالينك‘‘ قرب مطار بيرسون الدولي في تورونتو.

وكانت ’’تريالينك‘‘ تنقل سلعاً يشتريها عبّاسي من عملاق التجارة الإلكترونية ’’أمازون‘‘. ووفقاً للادعاء، كان عبّاسي يستخدم أموال شركته لدعم تنظيم ’’الدولة الإسلامية‘‘ مالياً.

وقال الإدعاء إنّ عقل، وبعد أن تبددت أوهامه بشأن عبّاسي، قُتل لأنه أراد فضح مجموعة عبّاسي عندما علم بصلة هذا الأخير بتنظيم ’’الدولة الإسلامية‘‘.

وأضاف الادعاء أنّ المجموعة حاولت القضاء على أسرة عقل بكاملها في مطعم الوجبات الخارجية لمنع نعيم عقل من الكلام.

وأوضح أنّ عبّاسي هو من أمر بالقتل، وأنّ ناث هو من نفّذ جريمة القتل، وأنّ رضا هو السائق الذي قاد مطلق النار إلى مطعم الوجبات الخارجية الذي يخصّ عائلة عقل.

وكان ممثلو الادعاء قد قالوا في القرار الاتهامي الذي أصدروه الأسبوع الماضي إنّ نعيم عقل قُتل من مسافة قريبة وإنّ والديْه جهاد ورانيا عقل وشقيقه دانيال عقل وصديق العائلة روح الله راوي أصيبوا بجراح.

رسم قاعة المحكمة لساندرا عقل وهي تدلي بشهادتها أمس.

الصورة: RADIO-CANADA / JEAN-PHILIPPE NADEAU

فقط شقيقة الضحية، ساندرا عقل، التي كانت في سنّ الـ13 عند وقوع الجريمة، نجت دون أن تصاب بأذى.

وأمس قالت ساندرا عقل، التي تم استدعاؤها للإدلاء بشهادتها في المحاكمة، إنها أصيبت بالذعر عندما سمعت طلقات الرصاص، فاختبأت خلف برّاد، ولم تخرج من مخبئها إلا عندما عاد الصمت إلى المكان.

وأكّد الادعاء أنّ ناث دخل مؤسسة ’’تشيكن لاند‘‘ عند الساعة 7:17 مساءً وكان مقنّع الرأس، وأطلق سبع طلقات في اتجاه الضحايا الخمسة. وأُصيب نعيم عقل في وجهه بطلقتيْن.

وأضاف الادعاء أنّ مطلق النار غادر بعد ذلك مسرح الجريمة ودخل إلى صندوق سيارة يقودها رضا.

وقال المدعي العام ديفيد ديوريو إنّ ’’سيارة المتهمين كانت قد غادرت مكان الحادث منذ فترة طويلة عندما وصلت إليه خدمات الطوارئ‘‘.

ووفقاً للادعاء لم يتمكن أيّ من المصابين من التعرّف على المسلح الذي أطلق عليهم النار ذاك المساء.

وأشار الادعاء إلى أنّ نعيم عقل كان قد التقى بالمتهَمين وتصادق مع عبّاسي وأخذ يعمل مع المجموعة في مستودع ’’تريالينك‘‘ دون علم والديه.

وتتواصل المحاكمة اليوم مع شهادة عمّار هاشمي الذي كان ينتمي إلى مجموعة المتهَمين وكان يعمل لدى شركة ’’تريالينك‘‘.

المصدر: "راديو كندا"