الشرطة تخرج عنوةً طلاباً رفضوا مغادرة مخيم دعم لفلسطين في جامعة كالغاري

قام عناصر من جهاز شرطة بلدية كالغاري (CPS)، مستخدمين الدروع والهراوات والقنابل الصوتية الومضية، بإخراج مجموعة من المتظاهرين الليلة الماضية من مخيّم دعم للفلسطينيين أُقيم في حرم جامعة كالغاري.

ووافق معظم أفراد المجموعة الكبيرة من المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين في موقع المخيم على حزم أمتعتهم والمغادرة قبل وقت قصير من بدء الشرطة تحركها ضد أولئك الذين بقوا في الموقع خارج مقر مركز الطلاب في الجامعة الكائنة في كبرى مدن مقاطعة ألبرتا في غرب كندا.

وبينما كانت عملية حزم الأمتعة جارية، أكد أحد عناصر الشرطة لأحد قادة الاحتجاج أنه لن يتم القبض على أيّ متظاهر إذا ما غادر المتظاهرون موقع المخيم.

وقيل للمتظاهرين إنّ بإمكانهم العودة إلى الجامعة اليوم بشرط عدم إحضار أيّ ’’خيمة أو حاجز أو عائق‘‘.

لكن لم يوافق جميع المشاركين في المخيم على ذلك، فبقيت مجموعة أصغر من المتظاهرين في المكان وأخذ أفرادها يهتفون ’’لن يتمّ نقلنا (من هنا)‘‘.

وحوالي الساعة 11:10 مساءً بالتوقيت المحلي، بعد وقت قصير من إعطائها إنذاراً مدته خمس دقائق، استخدمت الشرطة دروعها ودراجاتها الهوائية في دفع إيقاعي لإخراج بضع عشرات من المتظاهرين المتبقين من موقع المخيّم.

وحاول المتظاهرون عدة مرات مقاومة عمل الشرطة، فكان عناصرها يردّون بإلقاء قنابل صوتية ومضية أحدثت ضوضاء عالية ودخاناً كثيفاً. وسُمع العديد من المتظاهرين وهم يسعلون بينما كان الكثيرون منهم يُسرعون في مغادرة المكان.

وأخلت الشرطة المكان من كافة المتظاهرين بعد عشر دقائق من بدئها العملية.

المخيم الذي أنشأه طلاب داعمون للفلسطينيين في حرم جامعة كالغاري أمس.

الصورة: RADIO-CANADA / OMAR SHERIF

وفي بيان أصدره بُعيْد منتصف الليل، قال جهاز شرطة بلدية كالغاري إنّ استخدام القنابل الصوتية الومضية كان مدفوعاً بتصرفات المتظاهرين.

’’المقذوفات والسلوك العدواني من قبل المتظاهرين المتبقين أدّت إلى استخدام الشرطة ذخائر غير قاتلة‘‘، قالت شرطة كالغاري في بيان أصدرته.

’’لم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات وسيتمّ الإعلان عن عدد التوقيفات والمخالفات والتهم غداً‘‘، أضاف البيان.

وقال مسؤولو جامعة كالغاري في بيان أرسلوه ليل الخميس إلى شبكة ’’سي بي سي‘‘ (خدمة هيئة الإذاعة الكندية باللغة الإنكليزية) إنه تمّ إبلاغ المتظاهرين عدة مرات خلال يوم أمس بأنّه من غير المسموح نصب هياكل مؤقتة.

’’لأفراد مجتمع الحرم الجامعي الحرية في الاحتجاج، لكنهم ليسوا أحراراً في التخييم‘‘، قالت الجامعة.

وقالت شرطة كالغاري في منشور على منصة ’’إكس‘‘ للتواصل الاجتماعي إنها تلقت إخطاراً عند الساعة 6:30 من صباح أمس من قبل أمن الحرم الجامعي يفيد أنّ المتظاهرين أقاموا خيماً في الحديقة الجنوبية لمقر مركز الطلاب في الجامعة.

وأضافت الشرطة في منشورها أنه طُلب من المشاركين في المخيّم المغادرة، وعندما رفضوا تمّ إبلاغهم بأنهم يتعدّون على ممتلكات الغير. لكنّهم ظلوا على موقفهم الرافض، حسب الشرطة. عندئذ تمّ استدعاء قوة من الشرطة للمساعدة في إخلاء المخيم.

الشرطة تخرج المتظاهرين بالقوة من المخيم الاحتجاجي الداعم للفلسطينيين في جامعة كالغاري:

وأسوةً بالطلاب الذين يتظاهرون في جامعات كثيرة في كندا والولايات المتحدة وأوروبا، قال المشاركون في المخيّم الاحتجاجي في جامعة كالغاري إنّ تحركهم يهدف لمطالبة مسؤولي الجامعة بالكشف عن أيّ علاقة تربط الجامعة بإسرائيل وقطعها.

’’طلبنا من جامعة كالغاري مراجعة استثماراتها وجعل استثماراتها أكثر علنية للتأكد من أننا نعرف ماذا يحدث وأين تذهب الأموال، أقساطُنا الدراسية‘‘، قال الرئيس والمؤسس المشارك لنادي المناصرة الفلسطيني في جامعة كالغاري، محمد أرحام المقاطي، الذي شارك في المخيم.

’’إنهم لا يطلبون الكثير. ما يطلبونه أمر بالغ الأهمية‘‘، أضاف المقاطي عن الطلاب الذين شاركوا في المخيم الاحتجاجي.

وتمّ تحديد قائمة المطالب في البيان الصادر عن المجموعات المنظمة. وتطالب هذه المجموعات جامعة كالغاري بالكشف عن كافة استثماراتها المباشرة وغير المباشرة التي تتعلق بإسرائيل في وقت تواصل فيه هذه الدولة منذ أكثر من سبعة أشهر عملية عسكرية واسعة النطاق وشديدة التدمير في قطاع غزة الفلسطيني رداً على هجوم تعرضت له من حركة حماس الفلسطينية.

وتدعو المجموعات المنظمة للتحرك الاحتجاجي جامعةَ كالغاري إلى ’’سحب الاستثمارات بشكل كامل ومستمر من الشركات التي تطور تكنولوجيا عسكرية بهدف الاستفادة من الحروب على مستوى العالم، ومن كافة الشركات التي تلعب دوراً في قمع الشعوب الأصلية على مستوى العالم، ومن كافة الشركات التي لها صلات بأنظمة تخضع للتحقيق من قبل محكمة الجزاء الدولية‘‘.

وبالإضافة إلى ذلك يحثّ المنظمون جامعتهم على تبني تعريف للعنصرية المناهضة للفلسطينيين في الحرم الجامعي مع سياسة عدم التسامح مطلقاً إزاء هذه العنصرية، وتوفير الدعم للطلاب الفلسطينيين في مجاليْ الصحة النفسية والنجاح الأكاديمي.

المصدر: "راديو كندا"