https://www.traditionrolex.com/8


"النواب الأميركي"... مساعدات ضخمة لأوكرانيا وإسرائيل وردود الفعل تتوالى


On 20 April, 2024
Published By Karim Haddad
"النواب الأميركي"... مساعدات ضخمة لأوكرانيا وإسرائيل وردود الفعل تتوالى

صوّت مجلس النواب الأميركي اليوم السبت لصالح حزمة مساعدات ضخمة لأوكرانيا بـ61 مليار دولار لدعم كييف في تصديها للغزو الروسي، بينما وافق أيضا على مساعدة عسكرية جديدة لإسرائيل بمليارات الدولارات.

وشهدت حزمة المساعدات العسكرية والاقتصادية لأوكرانيا أخذاً ورداً استمر أشهرا وسجالات حادة، وبات حاليا يتعين أن يصادق عليها مجلس الشيوخ حيث يمكن أن يجرى تصويت أول الثلثاء. 

ووافق مجلس النواب الأميركي على المساعدة العسكرية الجديدة لإسرائيل مع استمرار الحرب بين الدولة العبرية وحركة "حماس"، رغم قلق المجتمع الدولي حيال مصير المدنيين في غزة، حيث تهدف هذه الأموال خصوصا إلى تعزيز الدرع الإسرائيلية المضادة للصواريخ "القبة الحديدية". ويتطلب النص أيضاً موافقة مجلس الشيوخ. 

ردود الأفعال تتوالى

من جهته، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بعد التصويت أن المساعدات "ستنقذ آلاف الأرواح".

وكتب زيلينسكي على منصة إكس أن "قانون المساعدة الحيوية الذي أقره مجلس النواب اليوم سيمنع توسّع الحرب، وينقذ آلافًا وآلافًا من الأرواح، ويساعد دولتينا في أن تُصبحا أقوى"، معرباً عن "امتنانه" للنواب الأميركيين. 

ورحّب الرئيس الأميركي جو بايدن السبت بتصويت مجلس النواب على "مساعدة حيوية" لأوكرانيا وإسرائيل، وقال إن حزمة المساعدت البالغة قيمتها الإجمالية 95 مليار دولار توجّه "رسالة واضحة بشأن قوة القيادة الأميركية حول العالم"، وحضّ مجلس الشيوخ على المصادقة عليها في أسرع وقت.

أما إسرائيل، فقد أعلن وزير خارجيتها يسرائيل كاتس أن التصويت يوجه "رسالة قوية إلى أعدائنا"، مضيفاً عبر منصة إكس أنّ هذا التصويت "يؤكد العلاقات الوثيقة والشراكة الاستراتيجية بين إسرائيل والولايات المتحدة"، في ما اعتبر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أن التصويت هو بمثابة "دفاع عن الحضارة الغربية"، وذلك على خلفية الحرب بين الدولة العبرية و"حماس" وتصاعد التوتر بينها وبين إيران.

وكتب نتنياهو على منصة إكس أن "الكونغرس الأميركي تبنى للتو بغالبية ساحقة مشروع قانون مساعدة مقدرا جدا، يعكس دعما ثنائيا قويا لإسرائيل ويدافع عن الحضارة الغربية. شكراً لأصدقائنا، شكراً لأميركا". 

ووفق صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، فإن "جزءاً من المساعدات عبارة عن مساعدات عسكرية هجومية ودفاعية، وجزءا آخر مساعدات إنسانية، وجزءا منها لاستعادة مصاريف الجيش الأميركي في الشرق الأوسط"، مشيرة في الوقت نفسه إلى أنه "جاء في القرار أن المساعدات لمساعدة إسرائيل في الدفاع عن نفسها أمام إيران ووكلائها".

وعن تفاصيل مبلغ المساعدات، قالت الصحيفة إن "15 مليار دولار مساعدات عسكرية مباشرة لإسرائيل، و4 مليارات دولار مخصصة للقبة الحديدية ولمقلاع دافيد، و1.2 مليار دولار لمنظومة (مجين أور) المخصصة لإسقاط صواريخ بواسطة أشعة الليزر، و4.4 مليارات لمخزون عناصر دفاعية، و3.5 مليار لشراء أسلحة متقدمة، و2.4 مليار مصاريف للجيش الأميركي في الشرق الأوسط".

من جانبه، رحب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس سولتنبرغ بموافقة المجلس على المساعدة المرتقبة لأوكرانيا إذ كتب ستولتنبرغ على منصة إكس: "أرحب بموافقة مجلس النواب الأميركي على برنامج مساعدة جديد مهم لأوكرانيا. إن أوكرانيا تستخدم الأسلحة التي يقدمها الحلفاء في حلف الأطلسي لتدمير القدرات القتالية الروسية. هذا الأمر يعزز أمننا جميعا في أوروبا وأميركا الشمالية". 

كما رحب رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال بالقرار وكتب على منصة إكس: "أرحب بتصويت مجلس النواب الأميركي وموافقته على مساعدة حيوية منتظرة منذ وقت طويل بقيمة ستين مليار دولار لأوكرانيا. هذا يوجه إشارة واضحة إلى الكرملين: من يؤمنون بالحرية وبميثاق الأمم المتحدة سيواصلون دعم أوكرانيا وسكانها". 

كذلك رحّبت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك بالقرار ووصفته بأنه "يوم يبعث على التفاؤل بالنسبة إلى أمن أوكرانيا وأوروبا".

روسيا تندد

أما الكرملين فقد ندد بالتصويت، واعتبر أن هذا الدعم "سيقتل مزيدا من الأوكرانيين بسبب نظام كييف".

ونقلت وكالة الأنباء الروسية "تاس" عن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف قوله إن "قرار توفير مساعدة لأوكرانيا كان منتظرا ومتوقّعا. إنه سيزيد الولايات المتحدة ثراء وأوكرانيا دمارا بقتل مزيد من الأوكرانيين بسبب نظام كييف". 

كما قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا عبر تلغرام إن "تقديم الولايات المتحدة مساعدة عسكرية إلى أوكرانيا وإسرائيل وتايوان سيفاقم الأزمات العالمية".

وأضافت أن "المساعدة العسكرية لنظام كييف هي دعم مباشر للأنشطة الإرهابية. في تايوان، إنها تدخل في الشؤون الداخلية للصين. في إسرائيل إنها طريق مباشر نحو تدهور غير مسبوق للوضع في المنطقة".

التجاذب بين الديموقراطيين والجمهوريين

ويندرج تمويل الحرب في أوكرانيا في صلب التجاذب بين الديموقراطيين والجمهوريين.

فالولايات المتحدة هي الداعم العسكري الرئيسي لكييف، لكن الكونغرس لم يعتمد أيّ حزمة مساعدات كبيرة لأوكرانيا منذ سنة ونصف سنة، وذلك بسبب خلافات حزبية.

ويؤيّد الرئيس الديموقراطي جو بايدن كما حزبه في الكونغرس تقديم مساعدات إضافية إلى أوكرانيا في حربها ضدّ الغزو الروسي.

وبعد أشهر من التسويف، أعرب رئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون عن تأييده لحزمة مساعدات بقيمة 61 مليار دولار لأوكرانيا.

وصرّح بشيء من التأثّر خلال مؤتمر صحافي: "بكلّ صراحة، أفضّل إرسال ذخائر إلى أوكرانيا على إرسال شبابنا للقتال".

وتتيح هذه الخطّة القائمة خصوصا على مساعدات عسكرية واقتصادية للرئيس بايدن مصادرة أصول روسية وبيعها لتمويل إعمار أوكرانيا، وهي فكرة لقيت أيضا صدى في أوساط دول أخرى من مجموعة السبع.

الاستجابة للحاجة الملحّة في غزة 

ومن بين البنود الأخرى الواردة في هذه الخطّة الواسعة، 13 مليار دولار من المساعدات العسكرية لإسرائيل في حربها على "حماس". ومن شأن هذه الأموال أن تساعد خصوصا في تعزيز نظام الدفاعات الجوية الإسرائيلي المعروف بـ"القبّة الحديدية".

وتتضمّن الحزمة أيضا أكثر من 9 مليارات دولار "للاستجابة للحاجة الملحّة إلى المساعدات الإنسانية في غزة ولشعوب أخرى ضعيفة في العالم"، وفق ما جاء في موجز عن نصّ المشروع.

وكما طالب به الرئيس جو بايدن، يخصّص مشروع القانون هذا 8 مليارات دولار لمواجهة الصين على الصعيد العسكري ومساعدة تايوان.

وهو يلحظ أيضا نصا يهدّد بحظر "تيك توك" في الولايات المتحدة.

ويتّهم تطبيق التسجيلات المصوّرة بمساعدة الصين في التجسّس على مستخدميه البالغ عددهم 170 مليونا في الولايات المتحدة والتلاعب بهم.

 جونسون على المحكّ 
وأعربت إدارة بايدن عن تأييدها "الواسع" لكلّ هذه التدابير.

والجمعة، أعلنت كارين جان-بيار الناطقة باسم الرئيس الديموقراطي أن تدفّقات المساعدات الأميركية إلى أوكرانيا ستُستأنف "فورا" بعد اعتماد النصّ في غرفتي الكونغرس.

وقد تستغرق المسألة بضعة أيّام لا غير، إذ تعهّد زعيم الديموقراطيين في مجلس الشيوخ تشاك شومر بأن البرلمانيين "سيتحرّكون بسرعة" بعد التصويت في المجلس.

ومن شأن اعتماد هذه الحزمة أن يريح حلفاء الولايات المتحدة.

لكنه قد يكلّف الزعيم الجمهوري مايك جونسون منصبه. فقد تعهّدت حفنة من النواب المحافظين المعارضين بشدّة لمساعدة أوكرانيا بذل ما في وسعها للإطاحة برئيس مجلس النواب، عقابا له على دعمه.

وكان سلفه كيفن ماكارثي قد خسر منصبه العام الماضي بعدما اتّهمه نواب مناصرون لترامب في حزبه بإبرام "صفقة سرّية" مع الديموقراطيين بشأن أوكرانيا.    

 

 

المصدر: "النهار العربي، أ ف ب"






إقرأ أيضاً

فرنسا ترحّل إماماً جزائرياً بتهمة "التحريض على الكراهية لليهود"
مقتل 58 شخصاً غرقاً كانوا بطريقهم لحضور جنازة

https://www.traditionrolex.com/8