https://www.traditionrolex.com/8


[تقرير] طوني نعمة حمل روح لبنان إلى اغتراب في كندا يحنّ إلى الجذور


On 13 April, 2024
Published By Tony Ghantous
[تقرير] طوني نعمة حمل روح لبنان إلى اغتراب في كندا يحنّ إلى الجذور

لمن أتى لحضور الفيلم بداعي التعرف على الكثير عن حياة الطوباوي الأخ اسطفان نعمة فهو بلا شك رُدّ خائبا. ويعود السبب في ذلك بحسب السينمائي إلى ندرة المضمون الروائي عن سيرته. وقد استقى كاتب الفيلم منير معاصري معلوماته من كتاب ’’في أثر الأخ اسطفان‘‘ للأب ايلي قزّي وكتاب نثري بعنوان ’’ابن الضيعة‘‘ للأب الراحل يوسف خشان. وعن استخدام قصص الأعاجيب للطوباوي المؤرخة في سجلات الرهبانية المارونية لدعم وإثراء المعالجة الدرامية، يقول طوني نعمة ’’إن ولوج هذا الباب قد يمسّ بدعوى تقديسه في حاضرة الفاتيكان‘‘. علما أنه وإن كان يُسمح بتكريم الطوباوي في الصلوات والعبادات على مستوى الأبرشيّة أو الرهبنة التي انتمى إليها، إلا أنه يجب انتظار أن يُعلن البابا قداسته ليصار إلى تكريمه والاحتفاء به على مستوى الكنيسة الجامعة.

السينمائي طوني نعمة.

طوني نعمة: ’’يتوق كل مشاهد لبناني إلى العودة إلى الجذور والأصالة…إننا أولاد فلاحين من أيام جدودنا وفيلمي يقدس القرية ولبنان القديم عندما حوّل أهلنا الأرض البور إلى أرض خصبة…‘‘

الصورة: RADIO-CANADA / COLETTE DARGHAM

نجاح يندر في سينما المؤلف

لم ينشد المخرج الزمن الفصحي لعرض فيلمه وإنما أتى الأمر من قبيل الصدفة المحضة بعد اتصال شركة الانتاج الفني الكندية ’’نيو دايمنشن أوف ذو يونيفرس‘‘ (New Dimension Of The Univers) به لاستقدام فيلمه إلى كندا. وسرّع هذه العملية توفر الترجمتين الفرنسية والإنجليزية للفيلم. تقول مديرة شركة الإنتاج الرئيسة المشاركة في إطلاق مهرجان الفيلم اللبناني في كندا هاي لوف حدشيتي: ’’إن شركتها تمرست في كيفية التعاطي مع الجهات الكندية المختصة ومعرفة الشروط والمعايير المطلوبة للسماح بعرض فيلم أجنبي على الأراضي الكندية‘‘. وتوضح أن لكل مقاطعة شروطها وأطرها الخاصة وما يسري في كيبيك يكون ساريا في بقية المقاطعات والعكس ليس صحيحا، لأن الشروط صعبة جدا في المقاطعة ذات الأغلبية الناطقة بالفرنسية.

إن النجاح الكبير الذي حققه فيلم نعمة في شباك التذاكر في مونتريال يعد سابقة في تاريخ الشركة في باقة أفلام المؤلف والأفلام الدينية التي قدمتها إلى اليوم.

السيدة هاي لوف حدشيتي مع المخرج طوني نعمة في حفل افتتاح العرض الأول لفيلم ’’الرب يراني‘‘ في صالة سينما غوزو في مدينة سان لوران، 1 نيسان/أبريل 2024.

السيدة هاي لوف حدشيتي مع المخرج طوني نعمة في حفل افتتاح العرض الأول لفيلم ’’الرب يراني‘‘ في صالة سينما غوزو في مدينة سان لوران، 1 نيسان/أبريل 2024.

لا يخفي المتحدث دهشته لهذا الإقبال الكبير على الفيلم الروائي الطويل الثاني في مسيرته المهنية، علما أن الأول كان أيضا عن سيرة المكرم اللبناني في الكنيسة الملكية الكاثوليكية الأب بشارة أبو مراد.

’’لعل السوشيال ميديا أصبحت اليوم أكثر انتشارا عما كانت عليه في العام 2010، تاريخ صدور فيلمي الروائي الأول ’’سراج الوادي‘‘، يضاف إلى ذلك، توق لدى المشاهد السينمائي المحلي والاغترابي على حد سواء لاستعادة أصالة الضيعة اللبنانية القديمة والتواصل مع الجذور وكل ما يمثله لبنان الماضي من رموز وقيم نفتقدها اليوم‘‘، يقول طوني نعمة.

تمثيل طوائف كل لبنان

هذا الفيلم المسيحي الروحاني بامتياز لم يشارك فيه ممثلون من كافة الأديان في لبنان فحسب، بل إن هؤلاء هم من الصف الأول. وليس هذا فحسب أيضا وأيضا، بل إن أدوار هؤلاء لم تأت على قدر شهرتهم بل كانت جزئية صغيرة بمساحتها كبيرة بدلالاتها ومعانيها أثبتت جدارة الممثل والمخرج على حد سواء. أضف إلى ذلك أن أجور هؤلاء بسبب ميزانية الفيلم البسيطة كانت رمزية ولا تقاس بخبرتهم.

لا بد هنا من الإشارة مثلا إلى مشهد الممثلة القديرة رندة كعدي بكل تفاصيله الذي كان أشبه بلوحة فنية مبهرة.

رندة كعدي في أحد المشاهد السينمائية.

طوني نعمة: ’’كان يهم الممثلة القديرة رندة كعدي أن يكون لها دور في الفيلم حتى لو قالت فقط : ’’الله معك خي اسطفان‘‘... جسدت الممثلة اللبنانية دور أم فقيرة فقدت أولادها الثلاثة في الوقت الذي كان فيه الأخ اسطفان ورهبانيته يساعدون الفقراء في زمن المجاعة والطاعون خلال الحرب العالمية الأولى.

الصورة: RADIO-CANADA / @AL-RAB-YARANI

رعاية السلطات الدينية

والجدير ذكره أن الفيلم أخذ موافقة السلطة الكنسية المارونية قبل عرضه. ومنذ البداية، حرص المخرج على اتباع توجيهات الكنيسة.

في عروض الفيلم الثلاثة في مونتريال، وقف الجمهور السينمائي في طابور طويل بانتظار الدخول إلى القاعة التي امتلأت فيها كل المقاعد حتى الصفوف الأمامية التي لا تصلح عادة للمشاهدة السينمائية.

هذا الإقبال دفع بالسيدة حدشيتي إلى إضافة عرض رابع في مونتريال يوم الأحد 21 نيسان/أبريل المقبل في صالة سينما ’’غوزو‘‘ في مدينة سان لوران شمال مونتريال.

قبل هذا التاريخ يعرض الفيلم في أوتاوا يومي الأحد والأثنين من هذا الأسبوع. ويتابع بعد ذلك في دور السينما في عدد من المدن في مقاطعة أونتاريو. وتدرس حدشيتي إمكانية عرضه في فانكوفر وكالغاري وهاليفاكس عشية إطلاق فعاليات النسخة الثامنة من مهرجان الفيلم اللبناني في كندا الذي يجري بين الأول والسادس من شهر حزيران/يونيو المقبل.

المصدر: "راديو كندا"






إقرأ أيضاً

أتال في كندا: تجارة حرة ودفاع عن البيئة والفرنسية والعلمانية
لجنة التنسيق اللبنانية-الكندية: استعادة السّيادة كاملة تُنهي اغتيال لبنان وأحراره

https://www.traditionrolex.com/8