https://www.traditionrolex.com/8


دراما رمضان في مواجهة نصوصها والأزمة الاقتصاديّة والحروب


On 11 April, 2024
Published By Tony Ghantous
دراما رمضان في مواجهة نصوصها والأزمة الاقتصاديّة والحروب

من مسلسل "تاج"

 

 

تستطيع الدراما أن تغطي هذا القدر. ولكن تفعيل الأمر يتخطى إقرار القانون المهني للنقابات إلى تعجيل وضع طرق إعداد الدراما على سكة تعنى بتحقيق وسائل الإشباع (في جزء منها) من ذاتها كقطاع إنتاجي. لا كقطاع قليل السكر، يكاد لا يحيا إلا في شهر الصوم. جزء من منح القطاع حساسيته في تنمية الموارد. إذ ذاك، لا يعود يخضع لا للإلهام ولا للوميض. يصبح جزءاً من تطور غير متوقع للنظام المالي. هذه واحدة من حيويات عيش القطاع. استمرار القطاع. الأزمة الاقتصادية الخانقة، تراجع الاحتياطي النقدي من العملات الصعبة، انهيار العملة المحلية، تعاظم التضخّم. عوامل جعلت حياة الدراما مليئة بالمشقات، ما دفع المنتجون إلى القفز فوقها بسلوك الكيان الفردي سلوكه في المنشأة والاقتصاد. تمتع المنتجون باتباع سلوك الدوافع في ابتكارات رفضت الانقياد إلى مفهوم الاسترخاء وسط الأزمة. تغطية محسوسة في مواجهة العالم الاقتصادي الفظّ.


النص واحد من أزمات الدراما إذن، بتقديمه وروده الطازجة إلى نجوم الأعمال. ثمّ، بافتقاده السعي إلى مباشرة تأسيس المستعمرة على الأحداث والتفاصيل ذات الالتقاطات الواعية. لا شيء من ذلك مع من قدّموا دراماتهم، كما تقدم المطاعم الفطور أو الغداء أو العشاء للزائرين. لا فجر. إذن، لا مساء. لا أوقات بين الوقتين. لأن الدراما، لا تزال في الوعي الأول. الوعي العمومي. وهو الأول في سلم الوعي بحسب البروفسور الروسي سافيلييف. لا تزال في الوعي الأول، بعيداً من الوعي الآخر على سلم الوعي. وعي اكتساب المعرفة من العارفين. من يعرفون كيف يؤلفون في العالم. كثرٌ. يكفي مشاهدة سيتكوم حتى يحفظ مؤلف حضوره الأول، لكي يبقى على قيد الحياة. شمعة المؤلف شمعة عيد إذا ما حققت مقايضتها بين فقرها المادي وثراء خدمتها للنجوم والإنتاج. وإذا استعصى الأمر يقوم الإنتاج على انتاج ورشة كتابة، تمزج بين الفانيلا والليمون بدون أن تملأ الرؤوس والأنوف بالروائح الحلوة. وبدون أن تهب العين ما هو منتظر منها. ورشات لا يهم أبطالها سوى اكتشاف مدى إعجاب جهات الإنتاج بمراقبتهم وهم يعملون لدنياهم وتجميدها في الصور والمشاهد المتوالية. لن نصل إذن إلى المرحلة الأخرى من المراحل الثلاث. مرحلة الإبداع. السعي إلى اختراع حياة لا قدور. القشدة لا براميل الحليب الفاسدة.

 

هكذا، أضحت الدراما دراما مدخنة. دراما مدخنة كالسجق المدخن. لا دراما مصممة على الأسرار، الغموض الإيجابي. لذلك ،علقت الدرامات نهاياتها بسرعة كما تعلق القرويات الجرمانيات ملابسهنّ على حبال الغسيل. نهايات متشابهة. هجرة بحرية، اغتيال، قتل، تواطؤ بين السلطات لتصفية مافيوزو. الأخير محط أعجاب في الدرامات. لن تمر دراما بدون اهتمام به. كما لن تمرّ بدون الإعجاب بالخيانات. يقيم الطامح إلى المجلس النيابي علاقة جنسية مع شقيقة زوجته في "نظرة حبّ". نزلاء البرلمان، من يحلمون بأن يضحّوا نزلاء برلمان جاهزون في الدراما، بحيث لن تستطيع أوراق عديدة استطلاع حضورهم. فكرة بوجه واحد. تعشق مولودة العائلة الثرية مصلح سيارات. يفاوض الأخير العالم من ما يستوحيه من الحياة. حياة محدودة، تنتهي بلقطات على شاطئ البحر، طويلة طويلة. كلقطات الرقص الطويلة. لقطات تكشف مدى إعجاب الإخراج بزوربا، من دون أنطوني كوين. مؤديه هو كوينه. لا ضبط. وصف، سرد، تداخل في السرد، حكايات لا يرغب أحد في طلب المزيد منها. كلام على السياسة (نظرة حبّ ، نقطة انتهى …) أو التسييس (الحشّاشون). وهي في الحالين، تعاظم المنافع الشخصية على حساب المجموع العام.


 

مسلسل "عَ أمل"

 

 

الدراماتورجيا مؤلف مثالي غير موجود في معظم الدرامات. هكذا، يغيب المنطق في بناء الأحداث، المواقف، كيفية تناول القيم والإستراتيجيات والنظريات المهمة في فهم الفنون والوسائط. لن يضحّي أهل درامانا شقراً بغياب الدراماتورجيا. لذلك، تبحث الشخصيات عن ذرائع، حتى بعد انتهاء الدراما. كما تبحث الأحداث والمواقف. لم تدخل الدراماتورجيا إلّا إلى القليل من المخادع. هكذا، زوّجت بعض الدرامات نفسها للفوضى. أو للأفقية. أو للوقوع بعيداً من التقميش وهي تتجنّب الاختلاط والتزاوج. فكرة واحدة. أو لا فكرة. بحيث يمكن أن يرى البطل كروبوت وهو يقود سيارة على طريق حلقة كاملة. أو أن يقيم في كوخ مهجور.

 

فقدان النصوص الفطنة، يقود إلى لقطات إخراجية فروية تعوّض عن ضعف التأليف. قلب ملابس بعصبية. كلوزات لا تنتهي. كلام لا يقرب الشباب الجامح لأبطال الدراما. بذا، وقف المخرجون أمام نصوص بملابس خفيفة تبحث، ولا تزال، عن ذرائع. تبحث ولا تجد. ثمّ، أنّ ثمّة ما أعاق قيام بعض الدرامات. إنه السلالة. أي تقليد الأصل وادعاء النسب في الأجزاء الأخرى. زواج لا ينجح. زواج بندوق، مبندق. "نقطة انتهى" هو الجزء الآخر من "النار بالنار" (صور المخرج الجزأين في شارع واحد). دخول شبح إلى مخدع من يخاف الأشباح. "عَ أمل" (إيغلز فيلم) راق، سوى من رقصات الرومبا في النص. نص نوع اجتماعيّ، ينمّط، ما أوقع رامي حنا في معالجة الجينات الناقصة في النص. رجال يقتلون لأنّهم يحيون بعيداً من المدينة وهم لا يتحسرون، حين تتحسر نساؤهم. ضعف النصوص، غرس الشكّ في التشكيل بصالح الشكلانيّة. "تاج" (سامر البرقاوي/ تيم حسن/ شركة الصباح) ملحمة بصرية، لم يستطع عمر أبو سعدة مؤلفها أن يصهر نفسه في نصّه كما فعل في نص "الزند". واحدة من أيقونات الدراما في تحقيقها مصنعها. مصنع ذو ملامس عاجية. كأنّ النصوص في معظمها، في إشارات تخلّف عن رؤى الصهر الكامل لدى المخرجين.

 

مسلسل "نقطة انتهى"

 

 

بذل الجميع مبادراتهم لكي لا تمضي الدراما في غيبوبتها. هذا محمود. احتكاك، مغامرة، فدائية. إلّا أنّ قراءة ما طرأ من تبدلات سوف لن يسمح بغرز سكين في اشد أعضاء الدراما حساسية. التلاحظ ضروري. الملاحظة. لكي لا تخف وتائر العمل. لكي لا يهجر. ما حدث، حدث كما يخرج الكوكو من بوابة ساعته، مع تبدل وقع على سلوك العالم، من حرب دولة الاحتلال الإسرائيلي على غزة وتقديم لحمها على طبق مباغت، إلى حرب أوكرانيا، إلى ما لا خير في الكلام عنه. لا شكّ، في أنّ الدراما تملك متقدي الذهن، عظماء الغريزة والصمود، من سامر البرقاوي إلى رامي حنا ومحمد عبد العزيز إذا ما عاد إلى نزله وفيليب أسمر وسيف السباعي وتيم حسن ونادين نسيب نجيم ورفيق علي أحمد وسلوم حداد وديما قندلفت ومحمد الأحمد وماغي بو غصن وعمّار شلق وبديع أبو شقرا وغيرهم. واظبوا على عدم جعل الأيام خالية. غير أنّ الكريما المخفوقة لا تصنع جبلاً. كما الجيلو. أقسى المهام أن تلاحظ. ولكن القسوة تخف إذا ما جرى غرسها في عقل الدراما والدراميين. وهذه ملاحظات، لا قرارات متهورة.

المصدر: "المصدر: "النهار" عبيدو باشا"






إقرأ أيضاً

مدير أعمال هاني شاكر لـ"النهار العربي": لدينا علامات استفهام حول أسباب إلغاء حفلاته في السعودية
"ع أمل" نهاية متوٌقعة وهذه ملاحظاتنا لـ"زوجة المنتج" ونجوم العمل

https://www.traditionrolex.com/8