https://www.traditionrolex.com/8


المحميّات الطبيعية في مصر... سياحة مبهرة تحتاج مزيداً من التطوير


On 16 March, 2024
Published By Tony Ghantous
المحميّات الطبيعية في مصر... سياحة مبهرة تحتاج مزيداً من التطوير

تعمل مصر على اجتذاب قرابة مليون سائح لمحمياتها الطبيعية، خلال العام الجاري. وفي هذا السياق أعلنت وزارة البيئة، السبت، التشكيل الجديد لمجلس إدارة جهاز شؤون البيئة، وهو الجهاز المسؤول عن إدارة المحميات الطبيعية والإشراف عليها، بجانب اختصاصات أخرى ترتبط بالبيئة.

وتشير المعلومات التي تنشرها وزارة البيئة إلى أن المجلس السابق حقق نقلة في إيرادات المحميات الطبيعية، ففي العام الماضي على سبيل المثال، قفزت إيرادات المحميات الطبيعية بنسبة 160 بالمئة. وتسعى الحكومة المصرية إلى مضاعفة تلك الإيرادات خلال السنوات القليلة المقبلة.

ويأتي هذا المسعى بعد نجاح مصر في استقبال نحو 14.9 مليون سائح عام 2023، لزيارة مقاصدها السياحية المختلفة، خصوصاً المرتبطة بحضارة قدماء المصريين. وهذا الرقم يتجاوز العام الأعلى في تاريخ صناعة السياحة في مصر، وهو عام 2010 الذي سجّل 14.7 مليون سائح.

وحت السياحة البيئية باهتمام خاص من الحكومة المصرية خلال السنوات الخمس الماضية، ما قفز بعائدات المحميات الطبيعية لنحو 1600 بالمئة خلال السنوات الأربع الفائتة، بحسب تصريحات إعلامية لمدير مبادرة "إيكو إيجيبت" محمد عبد الرحمن.

وفي تلك الفترة، بدأ المسؤولون المصريون والمتخصصون في مجال السياحة البيئية ينظرون إلى المحميات الطبيعية نظرة مغايرة، فبعدما كان ينظر إليها على أنها مناطق يجب عدم الاقتراب منها، باتوا يعتبرونها مقصداً يمكن الاستثمار فيه، ويحقق متعة كبيرة لزائريه، مع التزامهم بقواعد محددة للحفاظ على تلك المحميات التي تزخر بأنواع فريدة من النباتات والحيوانات والحفريات وغيرها من العناصر الطبيعية النادرة.

دعم السياحة البيئية

ويقول نقيب السياحيين المصريين باسم حلقة لـ"النهار العربي" إن "الدولة المصرية تدعم أنشطة السياحة البيئية، وتفتح الأبواب أمام القطاع الخاص للاستثمار في مجال السياحة البيئية بالمحميات الطبيعية، لجذب المزيد من السياح، وتشجيع المواطنين على زيارتها، والتعرف على الثقافات المختلفة للسكان المحليين، دعماً لقطاع السياحة وتعزيز صناعة السياحة البيئية".

ويقول مسؤولون بوزارة البيئة إن المحميات الطبيعية التي تروج لها الوزارة لزيارتها، تضم 11 قبيلة تحتفظ بتقاليدها وتراثها المميز، وتشكل ثقافة هذه القبائل عامل جذب لزوار تلك المحميات.

 

 

 

ويضيف حلقة: "ثمة اهتمام بتوفير الخدمات للزوار بالمحميات كمقصد سياحي مهم بما يحقق رؤية مصر للتنمية المستدامة 2030، ودمج المجتمعات المحلية في تلك المحميات، مع العالم الخارجي".

ويشير نقيب السياحيين المصريين إلى أن "هناك خطة لتطوير المحميات الطبيعية التي تتبناها وزارة البيئة، لتحول 13 محمية طبيعية لمقصد سياحة بيئية، وتطوير البنية التحتية بها، وتنفيذ برامج توعية للسياح والزائرين وتوفير المطبوعات والأفلام للعرض على الزائرين، وتوفير سيارات إسعاف ومنقذين بالمحميات خاصة البحرية".

والمحميات الطبيعية التي يتم الترويج لها كمقاصد سياحية هي: وادي الجمال، ووادي دجلة، وأبو جالوم، وسانت كاترين، ونبق، ورأس محمد، وسيوة، والصحراء البيضاء، ونويبع، والواحات البحرية، وبحيرة قارون، ووادي الريان.

ولفت حلقة إلى أنه "تم دمج المعايير البيئية بالقطاع الفندقي، وتحديث علامة النجمة الخضراء، وتضمنت إطلاق مبادرة "نحو التنمية الخضراء لقطاع السياحة" في عام 2020، ثم إعداد الدليل الإرشادي لدمج المعايير البيئية بالقطاع الفندقي، وتحديث علامة النجمة الخضراء، إضافة لتدريب العاملين بالفنادق على الممارسات الفندقية المستدامة".

 

نقيب السياحيين المصريين باسم حلقة.

 

الحاجة للمزيد

من جانبه، يرى الخبير في مجال السياحة البيئية أحمد الدسوقي، أن هذا النوع من السياحة منتج واعد للغاية. لكن بحكم عمله عن قرب في هذا المجال، وزياراته للعديد من المحميات الطبيعية في مصر، لاحظ أن ثمة عناصر مهمة لجعل عملية الترويج لتلك المحميات أكثر جذباً وسهولة، بالرغم من كل ما تم من جهود للتطوير.

ويقول الدسوقي لـ"النهار العربي": "عنصر الأمان، وتوفير الملاجئ، ونقاط الإنقاذ، وكذلك الخدمات الضرورية لكل محمية، هو أمر محوري جداً. لقد حدث تطور في الآونة الأخيرة، لكنّ ثمة عدداً من الملاحظات لو أخذت في الاعتبار، فإنني أعتقد أنها سيكون لها مردود إيجابي ملموس".

وأضاف الخبير في السياحة البيئية: "على سبيل المثال، فإن تأمين سلالم جبل موسى ضروري، ففي بعض النقاط يجد السائح نفسه بجوار الجبل من جهة، وفي الجهة الأخرى فراغ سحيق، ولو اختل توازنه، أو شعر بدوار فقد يسقط من أعلى الجبل، لذا فإن تأمين تلك السلالم بدرابزين خشبي يعطي قدراً من الشعور بالأمان، كما سيساعد الشركات على الترويج لهذا المقصد السياحي المهم".

إلى ذلك، يؤكد الدسوقي أهمية "توفير الملاجئ واحتياجات المعيشة في بعض المناطق التي قد تشهد هبوب عواصف رملية، أو ظواهر طبيعية تحتاج إلى مكان للاختباء، ويتوفر به الطعام والإسعافات الأولية، وكذلك توفير نقاط إسعاف... هذا كله سيجعل رحلة السائح أفضل وأكثر أماناً".

ويؤكد الخبير أن توفير الخدمات المناسبة لطبيعة كل محمية سيزيد من الإقبال على زياراتها، ويقول: "في بعض الأماكن يكون توفير أعواد الثقاب، والحطب، عاملاً مهماً بالنسبة للسائح الذي لا يعرف كيفية إشعال الحطب بالطرق التقليدية، كذلك فإن توفير الأدوات اللازمة للتخييم في بعض المناطق قد يكون ضرورياً، وفي أماكن أخرى تكون هناك حاجة لتوفير أدوات الغطس. كل محمية تحتاج إلى خدمات تتوافق مع طبيعتها، وهذا يجعل تجربة السائح أفضل وأكثر متعة".

وجود علامات إرشادية داخل المحميات، برأي الخبير البيئي، هو عامل مساعد للسياح الذين يمكن أن يضلوا طريقهم، لا سيما خلال هبوب العواصف الترابية أو الرملية، أو في المناطق ذات المساحات الشاسعة والتي قد يضل الشخص فيها طريقه.

مبادرات مجتمعية

يلفت الدسوقي إلى أن دور الشركات ومنظمات المجتمع المدني مهم في دعم السياحة البيئية، مشيراً إلى أن هذا يحدث في كثير من دول العالم، ويقول: "لقد تعاونت من قبل مع عدد من الشركات والمهتمين لشراء نقالتين لإنقاذ أي شخص يتعرض لإصابة خلال صعوده جبل سانت كاترين".

 

سياح يستمتعون بوقتهم في سانت كاترين بسيناء

ويقول: "أعلم تماماً أن هناك أصحاب شركات لديهم الرغبة في تقديم هذا النوع من الدعم بالتعاون مع الأطراف المجتمعية والسكان المحليين، لأن هذا سوف يفيد جميع العاملين في قطاع السياحة، وكذلك سيكون له عوائد جيدة على السكان المحليين".

ويعتقد الدسوقي أن بعض المحميات الطبيعية قد تسمح بزراعة الأشجار، وتحويل المنطقة إلى غابة جميلة: "هذه الزراعات قد تساهم في جعل المكان أكثر خضرة وجمالاً، وتساهم في تنقية الهواء، وزيادة نسبة الأوكسجين فيه".

وتطرق إلى سياحة مشاهدة الطيور: "في بورسعيد على سبيل المثال، ثمة حاجة لتوفير أماكن مناسبة للمصورين، فهذا من أنواع السياحة المهمة والقائمة بذاتها، والسياح يأتون لمشاهدة الطيور والتقاط الصور لها، ومن ثم فإن توفير الأماكن والاحتياجات الضرورية لهم، سيجعل تجربتهم ممتعة، ويسهل عملية جذب المزيد من السياح والترويج لهذا النوع من السياحة".

 

المصدر: "المصدر: النهار العربي القاهرة - ياسر خليل"






إقرأ أيضاً

لأسباب لم تُذكر... جينيفر لوبيز تلغي 7 من حفلاتها الموسيقية القادمة
سيلين ديون "مصمّمة" على العودة إلى المسرح: سأتغلّب على المرض

https://www.traditionrolex.com/8