https://www.traditionrolex.com/8


ما الرقم الذي تريد هايلي تحقيقه في انتخابات ولايتها؟


On 24 February, 2024
Published By Karim Haddad
ما الرقم الذي تريد هايلي تحقيقه في انتخابات ولايتها؟

تنطلق السبت الانتخابات التمهيديّة الجمهوريّة في ولاية ساوث كارولاينا بين الرئيس السابق دونالد ترامب وسفيرته إلى الأمم المتحدة نيكي هايلي. بالرغم من أنّ هايلي كانت الحاكمة السابقة للولاية بين سنتي 2011 و2017، لا يزال ترامب متفوّقاً عليها بشكل كبير في استطلاعات الرأي. لكن ثمّة ما يلفت الأنظار.

يمكن تقسيم استطلاعات الرأي بين أول أسبوعين من شهر شباط (فبراير) الحالي والفترة التي تلي ذلك. في الفترة الأولى، صدرت أربعة استطلاعات لناخبي الولاية، وصدر العدد نفسه في الأيام التسعة الأخيرة بحسب "ريل كلير بوليتيكس". بالإمكان ملاحظة أنّ معدّل الاستطلاعات التي صدرت في الفترة الأخيرة أظهر تقلّص الفارق بين المتنافسَين بشكل كبير. في الأيام الخمسة عشر الأولى، كان معدّل الفارق بينهما نحو 33 في المئة من الأصوات لمصلحة الرئيس السابق. في المرحلة الثانية، انخفض هذا المعدّل إلى نحو 23 في المئة.

ما سبب ذلك؟

يمكن إرجاع هذا الانخفاض إلى سببين على الأقلّ. يشير الأوّل إلى نمط كان معروفاً في المراحل الأولى من الانتخابات التمهيديّة وهو قدرة هايلي على إثارة إعجاب كثر ممّن تلتقي بهم شخصيّاً خلال حملاتها الانتخابيّة. ربّما استطاعت هايلي جذب المزيد من الأصوات إليها خلال تكثيف تجمّعاتها مع الناخبين. مع ذلك، يبقى تمكّنها من تقليص الفارق مع ترامب بنحو 10 في المئة خلال أقلّ من تسعة أيام أكبر من أن يفسّره فقط لقاؤها بالناخبين.

(ترامب في ساوث كارولاينا - أب)

السبب الآخر الأهمّ على الأغلب هو ما قاله ترامب نفسه في 11 شباط. كان الرئيس السابق يقيم تجمّعاً انتخابيّاً في مقاطعة كونواي موجّهاً انتقادات إلى هايلي بسبب عدم الوفاء بتعهّدها عدم الترشّح ضدّه إذا قرّر خوض المعركة الرئاسيّة. فجأة تحوّل ترامب إلى انتقادها في أمر شخصيّ ووطنيّ معاً: "أين زوجها؟ آه إنّه بعيد. ماذا حصل لزوجها؟ ماذا حصل لزوجها؟ أين هو؟ لقد رحل".

ردّ عنيف من هايلي... وأعنف من زوجها

كان ترامب يلمّح على الأرجح إلى خلافات بين الزوجين، لكنّ مايكل هايلي يخدم في الجيش الأميركيّ في أفريقيا. أغضب ذلك هايلي التي انتقدت ترامب بشدّة قائلة إنّ الذين يهينون الجيش الأميركيّ يجب ألّا يحصلوا على رخصة قيادة سيّارة، ناهيكم عن أن يكونوا رؤساء للولايات المتحدة.

ردُّ زوج هايلي كان أقسى. نشر صورة عبر حسابه على "أكس" جاء فيها: "ما الفرق بين البشر والحيوانات؟ الحيوانات لن تسمح قطّ لأغباها بأن تقود القطيع". وذكر في تعليقه اسم ترامب.

لا شكّ في أنّ قسماً من ناخبي الولاية انزعج من هذا التصريح وقرّر أن يتعاطف مع هايلي. لكن يبقى أنّ عددهم غير كبير أو على الأقلّ غير كافٍ لقلب النتيجة النهائيّة. مؤخّراً أجرت "رويترز" مقابلات مع نحو 24 أميركيّاً من بينهم من خدموا في الجيش أو زوجات لهم. قال معظمهم إنّهم لا يوافقون على كلام ترامب لكنّهم مع ذلك ظلّوا مصمّمين على التصويت له إمّا لأنّهم شعروا بأنّ أحوالهم كانت جيّدة خلال ولايته أو لأنّهم تخوّفوا من أن تجرّ هايلي البلاد إلى حرب بسبب سياستها الخارجيّة المتشدّدة. (تقول هايلي إنّ مواقفها تمنع الحرب بدلاً من إشعالها).

"الرقم السحريّ"

للتأكيد، لا يزال فارق 23 في المئة أكبر من أن تتخطّاه هايلي. في جميع الأحوال، حتى ولو أخطأت الاستطلاعات الأخيرة، يستحيل عليها الفوز بانتخابات ولايتها بالنظر إلى استحالة أن يكون الخطأ بهذا الحجم. ربّما فوّتت هايلي فرصتها الوحيدة لتحقيق اختراق واضح في هذا السباق حين لم تتمكّن من الانتصار في ولاية نيوهامبشير التي تضمّ قسماً كبيراً من المعتدلين وحَمَلة الشهادات الجامعيّة وهم الفئة الأكثر ميلاً للتصويت إليها (وكانت نتائجها أفضل حتى بين حملة شهادات الدراسات العليا). فالفئات الناخبة في ساوث كارولاينا أقرب إلى تلك الموجودة في سائر الولايات حيث تسود التيّارات المحافظة ودرجة التعلّم أقلّ. هايلي نفسها اعترفت بشكل غير مباشر بأنّها لن تفوز في مطلق الأحوال، قائلة إنّها تريد تحقيق نتيجة مساوية بالحدّ الأدنى للنتيجة التي حقّقتها في نيوهامبشير: 43 في المئة من الأصوات.

لكن حتى أكثر الاستطلاعات تفاؤلاً بالنسبة إلى حظوظها لم تضعها عند مستوى الـ40 في المئة. هناك استطلاعان وحسب وضعاها عند 38 و39 في المئة من التأييد. إنّما حتى في نيوهامبشير، لم يتوقّع أيّ استطلاع أن تحصد هايلي نسبة تأييد عند هذا المستوى. لذلك، يتبقى أمامها هامش ضئيل لتحقيق رقم قريب ممّا حقّقته في نيوهامبشير.

(أ ب)

وانتخابات ساوث كارولاينا مفتوحة ممّا يعني أنّ بإمكان الديموقراطيّين الذين لم يصوّتوا خلال الانتخابات التمهيديّة في 3 شباط، ويمثّلون نحو 96 في المئة من الناخبين الديموقراطيّين في الولاية، أن يقترعوا لمصلحتها. مع ذلك، من المرجّح أن تكون نوايا هؤلاء قد سبق أن رصدتها الاستطلاعات.

في المحصّلة، إذا حقّقت هايلي نحو 43 نقطة مئوية أو أكثر من أصوات الناخبين فسيؤشّر هذا إلى أنّ زخماً معقولاً لا يزال إلى جانبها وإن لم يكن سيفيدها نظريّاً بالوصول إلى بطاقة الترشيح النهائيّة.

مزيدٌ من الأرقام

قام الأستاذ المساعد في مادّة العلوم السياسيّة في جامعة بواز الرسميّة الأميركيّة تشارلي هانت بدراسة جميع البيانات الانتخابيّة لكلا الحزبين منذ سنة 1972 ليخلص إلى أنّ كلّ الرؤساء أو المرشّحين النهائيّين فازوا بولاياتهم. ببساطة، ما من استثناء لذلك.

طبعاً، يبقى أنّ تقليص الهامش مع ترامب، بالنسبة إلى مرشّحة لا تتوقّع أصلاً التغلّب عليه، أمر مقبول على مستوى الحسابات القريبة المدى. ويبدو أنّ هذا الاتّجاه صحيح لغاية اليوم. ليس هذا المؤشّر واضحاً على مستوى معدّلات استطلاعات الرأي وحسب، بل أيضاً على مستوى استطلاعين متتاليين أجرتهما "مجموعة ترافالغار"، في 13-15 شباط و21-23 شباط. وعيّنة "ترافالغار" أكبر من عيّنات الاستطلاعات الأخرى.

 (ترامب في ساوث كارولاينا - أب)

في الاستطلاع الأوّل، بلغ الفارق 29 نقطة (34-63)، بينما انخفض في الثاني إلى 21 نقطة (38-59). في جميع الأحوال، حتى ولو خسرت هايلي بفارق أكبر، يبقى أنّها باقية في السباق كما قالت مؤخّراً.

فما هي حساباتها البعيدة المدى؟ الإجابة بعد نتائج ساوث كارولاينا.

 

المصدر: "النهار العربي - جورج عيسى"






إقرأ أيضاً

وكالة للأمن الجوي تعترض منطاداً فوق ولاية يوتا الاميركية
المحافظون البريطانيون يقصون نائباً من كتلتهم البرلمانية بعد تصريحات "معادية للمسلمين"

https://www.traditionrolex.com/8